تحليلات

تداعيات خطاب اليمين المتطرف على التوجهات الروسية نحو أوكرانيا

طباعة

فى السنوات الأخيرة برزت الخطابات اليمينية المتطرفة كأحد المحركات المؤثرة فى تشكيل الرأى العام والسياسات الدولية، خاصة فى ظل الصراعات الكبرى التى تهز النظام العالمى. ويأتى فى المقدمة الصراع الروسى-الأوكرانى كأبرز ساحة تجلت فيها انعكاسات هذا الخطاب، إذ لم يقتصر تأثيره على الداخل الأوروبى أو الأمريكى، بل وامتد ليصل إلى الحسابات الروسية الاستراتيجية تجاه أوكرانيا.

فروسيا التى وظّفت خطاب حماية الهوية واجتثاث النازية الجديدة (القضاء على الفكر النازى)، وجدت فى صعود التيارات اليمينية المتطرفة فى الغرب أداة خصبة لتبرير تدخلها العسكرى، وإعادة صياغة روايتها الإعلامية والدبلوماسية أمام الداخل والخارج.كما أن الخطابات اليمينية الأوروبية والأمريكية وفرت لروسيا أرضية دعائية ودبلوماسية غير مباشرة، سواء عبر التشكيك فى جدوى دعم أوكرانيا، أو عبر تعزيز الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو بشأن العقوبات والسياسات الدفاعية. بل إن بعض الحركات اليمينية استخدمت الحرب كوسيلة لإعادة إحياء خطابها الشعبوى، مركزة على قضايا البطالة، وأزمات الطاقة، وانتشار السلاح، مما ساهم فى خلق بيئة سياسية واجتماعية أكثر تعقيدا أمام الحكومات الغربية.

أولا- أشكال الخطابات اليمينية المتطرفة تجاه الحرب الروسية-الأوكرانية:

منذ بداية الحرب الروسية-الأوكرانية، لم تعد السياسات الرسمية للحكومات والمواقف الدبلوماسية للاتحاد الأوروبى هى محور الاهتمام الوحيد، بل اتسع النقاش ليشمل خطابات سياسية وفكرية متنوعة، واستغلها كل طرف لتحقيق مكاسب خاصة وفى هذا السياق يتعدد أشكال الخطابات ومنها ما يلى:

1- خطاب الحماية من الليبرالية الغربية:

يتبنى هذا الخطاب فكرة أن روسيا بقيادة بوتين هى آخر حصن منيع للقيم المحافظة والدينية التقليدية فى مواجهة الليبرالية الغربية المتطرفة، حيث يرى أن بوتين يمثل نموذجا للقيادة القوية التى تدافع عن سيادة الدولة والقيم، على عكس الحكومات الغربية التى يراها غير ذلك.وهذا الخطاب ليس وليد اليوم، بل هو نتيجة لعقود من التقارب الأيديولوجى بين الكرملين وبعض الأحزاب اليمينية المتطرفة فى أوروبا. حيث عملت روسيا على دعم هذه الأحزاب ماديا وسياسيا، وعززت فكرة أنها حامية العالم القديم فى وجه العولمة، ويرى أصحاب هذا الخطاب أن الحرب فى أوكرانيا ليست صراعا على الأرض بل هى حرب أيديولوجية بين حضارتين واحدة محافظة وتمثل روسيا وأخرى ليبرالية وتمثل الغرب.

2- خطاب معاداة الناتو والهيمنة الأمريكية:

يهدف هذا الخطاب لفكرة أن الحرب فى أوكرانيا ليست صراعا بين روسيا وأوكرانيا، بل هى حرب بالوكالة تديرها الولايات المتحدة وحلف الناتو، ويزعمون أن روسيا لا تقاتل أوكرانيا، بل تواجه التوسيع الأمريكى الذى يهدف إلى إضعاف روسيا والسيطرة على أوروبا.

وهذا الخطاب يعزز الشعور بالشك فى المؤسسات الغربية، ويدّعى أن حلف الناتو الذى تأسس للدفاع عن أوروبا قد تحول إلى أداة للهيمنة الأمريكية، ويستغل أيضا هذا الخطاب حالة الاستياء من نفوذ الولايات المتحدة فى أوروبا، ويربط بينها وبين الأزمات الاقتصادية والسياسية الحالية، مما يجد صدى لدى شرائح واسعة من الرأى العام التى تتخوف من التورط فى صراعات لا تخصها.

3- خطاب العداء للمهاجرين والأقليات:

يركز هذا الخطاب على دعم أوكرانيا وقضايا الهجرة، ويوجه أن هذا الدعم يضعف أوروبا ويفتح الأبواب لتدفق المهاجرين، ويروج لفكرة أن الأموال والموارد التى تُخصص لدعم أوكرانيا يمكن توجيهها لمواجهة مشكلات الهجرة الداخلية.

ويستغل هذا الخطاب أيضا الأزمة الإنسانية لخدمة أجندة سياسية، فهو يربط بين قضيتين لا علاقة لهما ببعضهما (الحرب فى أوكرانيا والهجرة من مناطق أخرى)، ويستخدم الخوف من تغيير الهوية كأداة لحشد الدعم السياسى، ويركز أيضا بشكل كبير على فكرة أن التضامن مع أوكرانيا يؤدى إلى إضعاف أوروبا، سواء ماليا أو ثقافيا، ويجد هذا النوع من الخطاب أرضية خصبة فى الدول التى تشهد نقاشات حادة حول الهجرة.

4- خطاب تمجيد القوة والزعامة:

يرفع ذلك الخطاب من شأن صورة بوتين، ويصوره كزعيم قوى يدافع عن سيادة بلاده ضد التهديدات الخارجية، ويستخدمون هذه الصورة كنموذج مناقض لما يعتبرونه ضعفا فى القيادات الغربية، التى يصفونها بأنها خاضعة، وتمجيد القوة ليس فقط دعما لبوتين بل هو أيضا نقد للنموذج الغربى للحكم الديمقراطى يرى أصحاب هذا الخطاب أن القيادة القوية والمستبدة أكثر فاعلية فى حماية المصالح الوطنية من الديمقراطية القائمة على التعددية، وهذا الخطاب يعزز فكرة أن الصلابة هى الصفات المطلوبة فى القائد ويستغل أى تردد أو انقسام فى صفوف القيادات الغربية لإثبات صحة وجهة نظره.

5-خطاب الدعوة للانعزال القومى:

تستغل بعض التيارات المتطرفة للدعوة إلى وقف الدعم الغربى لأوكرانيا وحجتهم الرئيسية هى أن موارد الدول الأوروبية يجب أن تُخصص لشعوبها أولا وليس للإنفاق على حرب خارجية، وهذا الموقف يعكس نزعة قومية انعزالية متشددة ترفض أى التزامات دولية أو تضامن مع الدول الأخرى.

ويعتمد على استغلال المشكلات الداخلية، مثل التضخم، وارتفاع أسعار الطاقة، وتكلفة المعيشة، ويتم تصوير الدعم لأوكرانيا على أنه خيانة للمواطن المحلى مما يثير مشاعر السخط والغضب، ويركز هذا الخطاب على فكرة أن كل دولة يجب أن تهتم بمصالحها الخاصة فقط حتى لو كان ذلك على حساب المبادئ الأخلاقية أو القانون الدولى، وهو ما يجد قبولا لدى الناخبين الذين يشعرون بالإهمال من قبل الحكومات ويرون أن قضاياهم الخاصة يتم تجاهلها لصالح قضايا خارجية.

6- خطاب المؤامرة العالمية:

يتبنى هذا الخطاب فكرة أن الحرب فى أوكرانيا ليست صراعا حقيقيا بل هى جزء من مؤامرة أكبر تديرها جهات خفية. قد تُنسب هذه المؤامرة إلى النخب المالية العالمية، أو الشركات الكبرى، أو حتى اليهود، وهى جميعا روايات تعكس أفكارا تاريخية معادية للسامية ومناهضة للعولمة.

وهذا الخطاب غالبا ما يتجاهل الحقائق على الأرض ويركز على سرديات المؤامرة لتقديم تفسير بسيط لأحداث معقدة. ويتم ربط الحرب بأهداف سرية، مثل تحقيق ربح من وراء بيع الأسلحة، أو السيطرة على العالم، أو تقويض الدول القوية، وهذا النوع من الخطاب يلقى رواجا لدى شرائح من الجمهور التى تشعر بالاستياء من الأنظمة القائمة وتجد فى المؤامرات تفسيرا للأزمات التى تمر بها.

7- خطاب التضليل الإعلامى:

يهدف هذا الخطاب التشكيك المنهجى فى كل ما يصدر عن الإعلام الغربى حول الحرب فى أوكرانيا، ويزعم أصحاب هذا الخطاب أن التقارير عن جرائم الحرب الروسية أو معاناة المدنيين الأوكرانيين ليست سوى دعاية غربية مصممة لتشويه صورة روسيا.

ويهدف أيضا إلى زعزعة ثقة الجمهور فى وسائل الإعلام الرئيسية ودفعهم نحو مصادر إعلامية بديلة غالبا ما تكون تابعة لروسيا أو موالية لها، وهذا التشكيك يجعل من الصعب على الجمهور التمييز بين الحقيقة والكذب، مما يسمح للخطاب اليمينى المتطرف بالترويج لرواياته الخاصة دون مساءلة.

ثانيا- تداعيات الخطابات اليمينية على الحرب الروسية-الأوكرانية:

منذ اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية فى فبراير 2022، لم يقتصر تأثيرها على الميدان العسكرى أو على النظام الدولى فقط، بل انعكست أيضا على الخطاب السياسى الداخلى فى أوروبا والولايات المتحدة، وقد شكّلت الخطابات اليمينية -الشعبوية والمتطرفة- أحد أبرز التحديات غير العسكرية التى أضعفت وحدة الموقف الغربى، وأثّرت على قرارات التسليح والعقوبات، وأعادت تشكيل الرأى العام تجاه الحرب، ومن تلك التأثيرات الآتى:

1- آثار الخطابات اليمينية على ملف السلاح:

أدت الخطابات الإعلامية اليمينية الموجهة للغرب إلى إضعاف الدعم العسكرى لأوكرانيا، وقد تم ذلك من خلال التشكيك فى فعالية إرسال الأسلحة، والترويج لفكرة أن أوروبا والولايات المتحدة ستضطران فى نهاية المطاف إلى مواجهة مباشرة مع روسيا إذا استمر سباق التسلح.

هذا الخطاب الإعلامى أدى إلى تأخير الموافقة على حزم الأسلحة فى كل من البرلمان الأوروبى والكونجرس الأمريكى، خاصة مع تزايد عدد الجمهوريين الداعمين للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وكما استغلت بعض الحكومات الأوروبية الموالية لليمين، مثل المجر وسلوفاكيا حق النقض لتعطيل قرارات الاتحاد الأوروبى، ونتيجة لذلك تباطأت شحنات الأسلحة الثقيلة والذخائر فى الوصول إلى أوكرانيا، مما منح روسيا الفرصة لإعادة تنظيم قواتها وإطالة أمد الصراع.

2- الآثار الاقتصادية والبطالة:

واجه اليمين أزمة اقتصادية حادة بسبب الحرب، نتج عنها ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم، وقد ربط الخطاب الشعبى بين المساعدات المقدمة لأوكرانيا وتفاقم البطالة وتدهور مستوى المعيشة فى أوروبا. وهذا الطرح وجد قبولا واسعا فى العديد من الدول الأوروبية التى كانت تسعى لخفض الإنفاق، وبرغم أن معدلات البطالة الرسمية فى معظم دول الاتحاد الأوروبى كانت منخفضة، إلا أن الضغوط الناتجة عن تدهور سوق العمل وارتفاع الأسعار خلقت بيئة مناسبة للخطابات اليمينية لتوسيع نفوذها. كما تم استغلال اللاجئين الأوكرانيين لتصويرهم كمنافسين للعمالة المحلية، وعبء على أنظمة الرعاية الاجتماعية، مما أدى إلى تفاقم التوترات الداخلية.

3- دونالد ترامب والخطاب اليمينى:

لعب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب دورا أساسيا فى إضعاف الدعم الأمريكى لأوكرانيا، حيث ركز خطابه على شعار أمريكا أولا، وجعل المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا محل جدل سياسى واسع. وقد أدى هذا إلى عرقلة تمرير حزم دعم جديدة فى الكونجرس خاصة مع تأثر الجمهوريين بخطاب ترامب.

هذا الوضع أضعف ثقة أوكرانيا فى استمرار الدعم الأمريكى، وأرسل إشارة إلى روسيا بأن الولايات المتحدة قد تقلص دعمها أو تسحبه فى حال تغيرت موازين القوى السياسية، مما شجع موسكو على المراهنة على عامل الوقت.

4- الرأى العام واللاجئون:

استقبل الاتحاد الأوروبى ملايين اللاجئين الأوكرانيين منذ بداية الحرب، ومع استمرار الصراع وتفاقم الأزمات الاقتصادية، تراجع التعاطف الشعبى معهم تدريجيا، واستغل اليمينيون هذا الوضع لتصوير اللاجئين كعبء على الموارد الوطنية والخدمات الاجتماعية، مما زاد من الانقسام داخل المجتمعات.

هذا الموقف الشعبى المتغير أثر بشكل مباشر على الحكومات، التى أصبحت أكثر حذرا فى التزاماتها تجاه أوكرانيا خوفا من رد الفعل الشعبى السلبى.

5- الانقسامات الأوروبية والعقوبات:

ساهمت الخطابات اليمينية فى إضعاف وحدة الموقف الأوروبى تجاه العقوبات المفروضة على روسيا، ففى حين كانت بعض الدول الكبرى تدعو لتشديد العقوبات استخدمت دول أخرى الخطاب اليمينى كذريعة للاعتراض، معتبرة أن العقوبات تضر بالاقتصاد المحلى أكثر مما تضر بروسيا، وأدى هذا الاختلاف فى المواقف إلى تباطؤ اتخاذ القرارات، مما سمح لموسكو باستغلال هذه الثغرات للالتفاف على القيود الاقتصادية.

6- التأثير على النظام الدولى:

ساهمت الخطابات اليمينية فى تشويه صورة الغرب كجبهة موحدة تدافع عن القيم الديمقراطية، أدت الانقسامات العلنية بين اليمين وباقى التيارات السياسية إلى ظهور الغرب بمظهر أقل تماسكا، واستغلت روسيا أيضا هذا الوضع كأداة دعائية قوية لتأكيد فكرتها بأن الغرب منقسم وأن العقوبات ليست محل إجماع عالمى.

ثالثا- مستقبل الحرب الروسية-الأوكرانية فى ظل التقلبات الحزبية فى الدول الغربية:

فى ظل التطورات الراهنة، يبدو أن الحرب الروسية-الأوكرانية تتجه نحو مسار تجميد الصراع الذى يعتبر الأكثر احتمالا نظرا للظروف الراهنة، وهذا المسار لا ينتهى بتحقيق نصر حاسم لأى من الطرفين، بل يصل بهما إلى حالة من الجمود العسكرى والسياسى.

وآلية هذا المسار تقوم على التوصل إلى وقف لإطلاق النار ليس بهدف إنهاء الحرب بشكل كامل، بل ليكون بمثابة هدنة طويلة الأمد تثبت الخطوط الحالية على الأرض، ولضمان استقرار هذا الوضع ستتدخل الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وهذه الضمانات ستشمل أنظمة دفاع جوى متطورة، وبرامج تدريب عسكرية مستمرة، بالإضافة إلى تمويل طويل المدى يساعد فى إعادة إعمار البلاد.

وهذا يخدم مصالح روسيا التى ستفضل الاحتفاظ بالأراضى التى احتلتها مما يسمح لها بإعلان نوع من النصر الداخلى أمام شعبها، وفى المقابل ستجد أوكرانيا نفسها مضطرة لقبول هذا الحل حتى وإن لم يكن مرضيا بالكامل لأنه يضمن لها إنقاذ ما تبقى من أراضيها، وفى الوقت نفسه يضمن استمرار الدعم الغربى الضرورى لبقائها ومرونة نظامها.

الأسباب التى تدفع نحو هذا المسار متعددة، فالدول الغربية بدأت تشعر بالإرهاق من التكاليف الاقتصادية الباهظة للحرب، كما أن الأحزاب الشعبوية فى أوروبا تزايد نفوذها وتضغط من أجل تقليل الإنفاق الخارجى، ويُضاف إلى ذلك حالة الاستنزاف التى وصل إليها الطرفان على المستويين البشرى والمادى، مما يجعل أى حل يوقف النزيف خيارا جذابا.

فى ظل التناقضات الغربية تتجه الحرب الروسية-الأوكرانية نحو مسار قاتم يتمثل فى صراع استنزاف طويل الأمد، وهذا المسار الذى يختلف عن سيناريو تجميد الصراع لا يهدف إلى إنهاء القتال، بل يحافظ على حالة من الجمود المستمر التى تستنزف جميع الأطراف.

وتعتمد استمرارية هذا الصراع على مستوى الدعم الغربى، الذى يُقدم بشكل كافٍ لمنع انهيار أوكرانيا، ولكنه فى الوقت نفسه لا يرقى إلى مستوى يسمح لها بتحقيق نصر حاسم. يمكن وصف هذا الدعم بأنه الحد الأدنى الذى يضمن بقاء أوكرانيا فى المعركة، ولكنه لا يمكنها من استعادة أراضيها، وهذه الحالة تعمل على الحفاظ على الوضع الراهن تسمح باستمرار القتال على جبهات ثابتة، حيث يستمر القصف الروسى، ويستمر الدفاع الأوكرانى مع خسائر بشرية ومادية متزايدة لكلا الجانبين.

إن الأسباب وراء هذا المسار تكمن فى الانقسامات السياسية داخل الغرب، فالانقسامات داخل الاتحاد الأوروبى، حيث تتردد بعض الدول فى زيادة التزاماتها وتضعف الموقف الموحد، وفى الوقت نفسه فإن التردد الأمريكى فى فترات التحولات السياسية يمنع تقديم الدعم الحاسم الذى يمكن أن يغير موازين القوى. ونتيجة لذلك تتحول الحرب إلى صراع مفتوح قد يستمر لسنوات طويلة يستنزف موارد أوكرانيا وروسيا والاقتصاد الغربى ويبقى المنطقة فى حالة من عدم الاستقرار الدائم.

ختاما، فإن الحرب الروسية–الأوكرانية ليست مجرد صراع تقليدى، بل هو صراع فكرى متعدد الأوجه. فمن خلال استغلال خطاب اليمين المتطرف الغربى، تمكنت روسيا من تحويل نقاط الضعف الداخلية فى المجتمعات الغربية إلى أدوات فعالة فى حربها الإعلامية، فهذه الديناميكية تؤكد أن مواجهة هذا الصراع تتطلب أكثر من الدعم العسكرى والسياسى لأوكرانيا، بل تحتاج إلى يقظة فكرية وحماية المجتمعات من خطابات الكراهية التى تستغلها القوى الخارجية لزعزعة الاستقرار.

المصادر:

١- م.م، "اليمين المتطرف فى ألمانيا حرب أوكرانيا تزيد مخاطر الإرهاب والجريمة"، المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ١٨ نوفمبر ٢٠٢٢.

٢- وردة عبدالرازق، "تداعيات تساعد اليمين المتطرف فى أوروبا "، مركز رع للدراسات الاستراتيجية،  ٩أكتوبر ٢٠٢٢.

٣- مازن النجار، "الشعبوية تفاقم الهشاشة الأوروبية"،الميدين، ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤.

٤- م.م، "مواقف وتحديات اليمين المتطرف فى أوروبا تجاه الحرب فى أوكرانيا"، المركز الدولى للدراسات الاستراتيجية، ١٢ سبتمبر ٢٠٢٢.

٥- ريناس بنافى، "صعود اليمين المتطرف الأسباب والتداعيات.. دراسة تحليلية"، المركز الديمقراطى العربى، ١٢ مايو ٢٠١٧.

٦- أ.د. سعاد محمود أبوليلة، "انعكاسات صعود اليمين المتطرف فى أوروبا على السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى فى ٢٠٢٤"، آفاق مستقبلية، العدد الرابع، يناير ٢٠٢٤.

٧- محمد بسيونى عبدالحليم، "تمدد البوتينية.. لماذا تدعم روسيا اليمين المتطرف فى أوروبا؟، المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، ١٤ مايو ٢٠١٧.

٨- مى صلاح،"يمكن للغضب العام فى أوروبا ذات الميول اليمينية أن تفوض الدعم العربى لأوكرانيا،"،المرصد المصرى،١١ديسمبر ٢٠٢٢.

٩- م.م، "تقزيم أوروبا.. اتجاهات مراكز الفكر والإعلام الغربى إزاء صعود اليمين المتطرف"، المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، ٩ يوليو ٢٠٢٤.

طباعة

    تعريف الكاتب

    مروة جلال خلاف

    مروة جلال خلاف

    باحثة ماجستير في العلاقات الدولية