تحليلات - شئون دولية

الانتخابات الرئاسية الفرنسية وحدود الاحتماء بالدولة

طباعة

يدلي الناخبون الفرنسيون بأصواتهم اليوم الأحد 10 أبريل 2022، في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها 12 مرشحا بينهم الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون.تُعقد الانتخابات الفرنسية على مدار مرحلتين، الأولى اليوم 10 أبريل الجارى، والثانية في 24 أبريل من الشهر نفسه، كونه ليس مرجحًا أن يحصل مرشحٌ على نسبة (50% +1) من الجولة الأولى. تأتي هذه الانتخابات وسط أجواء الحرب الأوكرانية الروسية، وبعد عامين من ظهور وباء كوفيد-19 وما تبعه من تداعيات على كل المستويات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية. ولعل الحدثين أثَّرا بشكل ما على برامج المرشحين، وتفضيلات الناخبين وتوجهاتهم. انتهت الحملة الانتخابية للمرشحين  للانتخابات الفرنسية عند منتصف ليل 8 أبريل 2022، وشهدت تقلص الفجوة بين الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" -المنتهية ولايته- والمرشحة التالية له -في استطلاعات الرأي-"ماريان لوبان"، والتي بلغت ما بين 3 و4 نقاط فقط، بعدما وصل الفارق بينهما أحيانًا إلى 10 نقاط، طوال الأشهر الثلاثة الماضية من يناير وحتى نهاية مارس 2022.

خريطة المتنافسين ..تكرار الماضي:

اتسمت المنافسة في سباق الرئاسة الفرنسية منذ بداية العام الجاري2022 وحتى الأسبوع الثالث من شهر مارس بأنها أقرب إلى انتخابات تمهيدية بين مرشحي اليمين الفرنسي بكل أطيافه (الوسط - المحافظ - المتطرف) وذلك عبر تقدُّم الرئيس "ماكرون"(يمين الوسط)، على "فاليري بيكريس" من الجمهوريين، و"ماريان لوبان" و"إريك زمور" من اليمين المتطرف، وظلت المنافسة كذلك حتى بدأ مرشح اليسار الماركسي أو زعيم حزب "فرنسا الأبيَّة" "جان لوك ميلينشون" تتصاعد أسهمه تدريجيًّا منذ 21مارس 2022 حين جاء في الترتيب الثالث في استطلاعات الرأي خلف "ماكرون" و"ماريان لوبان"، ومنذ ذلك التاريخ وحتى آخر استطلاعات الرأي التي أُجريت في الثامن من أبريل 2022، ظل "ميلينشون" في المرتبة الثالثة.[1]ويمكن عرض أبرز المرشحين للانتخابات الفرنسية وَفقًا لأوزانهم النسبية التي حددتها استطلاعات الرأي الأخيرة كما يلي:

1.إيمانويل ماكرون: يصنف الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" باعتباره من يمين الوسط، وذلك على الرغم من أنه قدم نفسه رئيسا جاء بخلفية جديدة خارج سياق الثنائية التقليدية بين الجمهوريين والحزب الاشتراكي، فسياسات "ماكرون" مالت منذ توليه الرئاسة الفرنسية إلي تبنِّي إجراءات خفض ضرائب الشركات، وإلغاء ضريبة الثروة، وتقليل الإنفاق العام[2]، وغيرها من السياسات اليمينية. يمتلك "ماكرون" ميزة نسبية على بقية المرشحين بأنه "رجل دولة"، أي لديه دراية بالحكم خلال سنوات توليه الرئاسة الخمس، وما يقرب من ثلاث سنوات قضاها مابين مساعدٍ ومستشارٍ للرئيس الأسبق "فرانسوا أولاند"، وبين توليه وزارة الاقتصاد. في المقابل، فإن "فاليري بيكريس" فقط من لها خبرة كوزيرة سابقة في حكومات "ساركوزي" بين عامي 2007 و2012، أما بقية المرشحين فلا يمتلكون نفس الخبرات التي لدى "ماكرون" و"بيكريس"، على عكس انتخابات 2017 التي شهدت منافسة بين عدد من رؤساء الوزراء السابقين من اليمين واليسار مثل "فرانسوا فيون"، و"مانويل فالس". ركز برنامج "ماكرون" على نقاط رئيسية منها رفع سن التقاعد من 62 إلى 65 عامًا[3]، ووضع حد أدنى للمعاشات التقاعدية عند 1100 يورو شهريًّا، وتخفيض الضرائب الخاصة بالشركات والأسر، وتوسيع دور الدولة في إنتاج الطاقة عبر عدة خطوات منها الوعد بتأميم شركة الكهرباء الفرنسية "EDF"[4]، وبناء 6 مفاعلات نووية جديدة عقب نجاح فرنسا في إقناع الاتحاد الأوروبي بإدراج الطاقة النووية كاستثمار صديق للبيئة. وعلى مستوى السياسات الخارجية يدعم "ماكرون" مسائل الاستقلال الذاتي للاتحاد الأوروبي، وعدم توسيع عضوية الاتحاد في الفترة المقبلة، خاصةً إلى دول مثل صربيا، وفيما يخص الأزمة الأوكرانية يتبنَّى "ماكرون" مقاربةً وسيطة بين استمرار العقوبات ضد روسيا، ووجود قنوات اتصال مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".

2.ماريان لوبان: تعد "ماريان لوبان" أحد جناحي اليمين المتطرف في الانتخابات الفرنسية، برفقة "إريك زمور" المرشح الثاني، الذي يصنف باعتباره أكثر تطرفًا من "لوبان". وركز برنامج "لوبان" الرئاسي على معالجة انخفاض القوة الشرائية للفرنسيين وتحسين مستوى المعيشة عبر زيادة الضرائب على الشركات الكبرى[5]، والوعد بإجراء استفتاء حول الهجرة، وحظر الحجاب الإسلامي، وإعادة كتابة الدستور الفرنسي. وفيما يتعلق بالموقف من الاتحاد الأوروبي تخطط "لوبان" لإعادة شروط عضوية فرنسا في الكتلة الأوروبية بما يعزز السيادة الوطنية من وجهة نظرها. أما عن الحرب الروسية الأوكرانية فقد حددت "لوبان" موقفها في ثلاث نقاط، الأولى إدانتها "انتهاك روسيا لوحدة وسيادة أوكرانيا"[6]. والنقطة الثانية الربط بين العقوبات ضد روسيا وأثرها على القوة الشرائية للفرنسيين، والنقطة الثالثة حول البحث عن حلول دبلوماسية للأزمة مع معارضة التدخل العسكري لفرنسا في أوكرانيا. يذكر أن هناك انتقادًا يوجه لحزب التجمع الوطني الذي ترأسه "ماريان لوبان" بحصوله على قرض من البنك "الروسي التشيكي" بقيمة 9 ملايين يورو عام 2014، ولم يتم الانتهاء من سداده حتى الآن.

3. جون لوك ميلينشون: وضحت استطلاعات الرأي  مؤخرًا مكانة "ميلينشون" مرشح حركة "فرنسا الأبيَّة" بين قوى اليسار (المعتدل والمتطرف) حيث جاء في  المرتبة الثالثة بين مرشحي الرئاسة الفرنسية بعدما ظل فترة طويلة متأخرا عن إريك زمور وفاليري بيكريس. وتتمثل أهم ملامح برنامج"ميلينشون" الانتخابي في النقاط التالية:

أ.الانسحاب من حلف الناتو.

ب. خفض سن التقاعد من 62 إلى 60 عامًا.

 ج. وضع حد أدنى للأجور عند 1400 يورو.

د. تجميد أسعار الوقود والسلع الأساسية.

ه. إنهاء اعتماد فرنسا على الطاقة النووية.

وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، تدرج موقف "ميلينشون" ففي البداية، وقبل التدخل الروسي -في 24 فبراير الماضى- كان يدعو إلى وقف التصعيد متفهمًا موقف روسيا ووجود تهديد لها من قِبَل حلف الناتو. ثم تحول موقف "ميلينشون" إلى إدانة الحرب مطالبًا فرنسا بالدعوة إلى اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، كونها إحدى المؤسسات التي كانت تربط بين روسيا وأوروبا.

4.فاليري بيكريس: ترشحت "فاليري بيكريس" عن حزب الجمهوريين (الديجولي)، وهو أكثر الأحزاب توليًاللسلطة منذ الحرب العالمية الثانية، إذ فقد السلطة-لصالح الحزب الاشتراكي- مرتين فقط قبل عام 2012، في فترتي الرئيس "فرانسوا ميتران" (1981-1995) وفترة الرئيس "فرانسوا أولاند" (2012-2017). تم انتخاب "بيكريس" رئيسةً لأقليم "إيل دو فرانس" -الذي يضم العاصمة باريس-في يونيو 2021. ركز برنامجها الانتخابي على ثلاث نقاط: زيادة ساعات العمل إلى 39 ساعة أسبوعيًّا، وخفض مخصصات التقاعد، وتبنِّي خطاب متشدد تجاه اللاجئين والمهاجرين يقترب من اليمين المتطرف.

5. إريك زمور: يعد "زمور" المرشح اليميني الأكثر تطرفًا مقارنةً بـ"ماريان لوبان". إذ يتبنى خطابًا متشددًا تجاه اللاجئين والمهاجرين مخططًا لطرد مليون مهاجر من فرنسا حال تم انتخابه رئيسًا، ويؤمن زمور بنظرية "الاستبدال العظيم"، ومفادها خطورة أن يحل الوافدون الجدد من المهاجرين محلَّ السكان الأصليين من الفرنسيين، ما يؤدي إلى أن تصبح فرنسا ذات أغلبية مسلمة، ثم تصبح على وشك حرب أهلية. وعلى مستوى الموقف من روسيا والسياسات الخارجية، فقد أدان "زمور" روسيا في الحرب الأوكرانية، لكنه حمَّل الولايات المتحدة مسئولية الحرب لأنها لم تقبل بجعل أوكرانيا دولة محايدة[7]. كما أنه لا يفضل أن ترسل فرنسا أسلحة إلى أوكرانيا[8]، ويحبذ أن تقود الأمم المتحدة إدارة الأزمة الأوكرانية. وفي المقابل يدعم "زمور" انسحاب فرنسا من حلف الناتو.

القضايا الرئيسية وانعكاسات الحرب الأوكرانية:

تتميز الانتخابات الفرنسية لعام 2022 عن نظيرتها في 2017، بوجود قضايا خارجية تؤثر على توجهات الناخبين، بخلاف المعتاد من عدم اهتمام المواطن الغربي إلا بالقضايا الداخلية . فلا تزال الحرب في أوكرانيا هي ثاني أهم موضوع بالنسبة إلى الناخبين الفرنسيين بعد انخفاض القوة الشرائية وارتفاع أسعار السلع والوقود[9].

ويمكن بيان القضايا الرئيسية لدى الناخبين -طبقًا لمؤشرات استطلاعات الرأي- كما يلي:

1.مركز ساينس بو باريس "CEVIPOF"[10]: تشير نتائج استطلاع رأي أجراها مركز "ساينس بو باريس" خلال الفترتين (24 - 27 فبراير2022) و(2 - 3 مارس 2022)، إلى أن 50 % من الناخبين يعتبرون الحرب الأوكرانية قضية أساسية، وأنها ستؤثر على تصويتهم. كما يرى 60% من الناخبين أن الأمور ستزداد سوءًا إذا فاز في الانتخابات أحد المرشحين "الراديكاليين"[11]، لذا يفضلون إعادة انتخاب "ماكرون" رغم عدم رضاهم عن إدائه الاقتصادي والاجتماعي. وتشير البيانات أيضًا إلىأن "ماكرون" سوف يحصل على أصوات 25% من اليسار، و20% من اليمين، و30% من اليمين المتطرف، كما أن 55% ممن تحولت وجهتهم لصالح "ماكرون" كان نتيجة قلقهم من الحرب الأوكرانية، مقارنة بـ39% ظلوا على تفضيلاتهم تجاه مرشحيهم رغم قلقهم من الحرب. وتركزت مخاوف الناخبين بصورة رئيسة على نقطتين، الأولى امتداد الحرب داخل أوروبا وخارج أوكرانيا، والنقطة الثانية تتعلق بالعواقب الاقتصادية للحرب.

2.استطلاعات المعهد الفرنسي "Ifop"[12]: أجرى المعهد عدة استطلاعات للرأي، أهمها ما نشر في 8 أبريل 2022 وقارَن فيه بين تفضيلات الناخبين والقضايا الرئيسة خلال فترتين، الأولى من 22 إلى 25 مارس 2022، والثانية من 5 إلى 7 أبريل 2022، وبرزت أهم مؤشراته كما يوضح الجدول التالي:

الترتيب

 القضايا

تاريخ الاستطلاع \ النسبة المئوية

   من 22 إلى 25 مارس 2022     

من 6 إلى 7 أبريل 2022

 1

  القوة الشرائية

 59

  61

  2 

   الصحة

 38

  38

  3

  الجريمة

 30

  33

  4

  الهُوُيَّة الفرنسية

 25

  26

  5

  انعدام المساواة والحماية الاجتماعية

 28

  24

  6

  التربية الوطنية

 20

  23

  7

  البيئة

 24

  20

 8

  الموقف من الحرب الروسية الأوكرانية

 16

  19

   9

  تعزيز موارد الدفاع الوطني

 11

  12

  10

  العقوبات ضد روسيا

  8

  10

   11

   أوروبا (قضايا إصلاح الاتحاد)

   9

  9

   12

  فرنسا وحلف الناتو: الاستمرار أو الانسحاب

   3

  4

 

 الجدول من تصميم الباحث وتمت الاستعانة ببيانات المؤشرات المتاحة من استطلاعات الرأي كما هي في الرابط التالي:https://www.ifop.com/wp-content/uploads/2022/04/118724-Rapport-SR-N177.pd

من سياق الجدول السابق نستنتج الملاحظات التالية:

أ. تحتل قضية القوة الشرائية صدارة اهتمام الناخب الفرنسي في الأسابيع الأخيرة من السباق الانتخابي، وتعد انعاكسًا غير مباشر للحرب الروسية التي ساهمت فى ارتفاع الأسعار، مع الأخذ في الحسبان أن تراجع القوة الشرائية له عدة أسباب أخرى، منها أزمة وباء كوفيد-19، والضرائب المفروضة.

ب. تراجع ترتيب الاهتمام بالحرب الأوكرانية من المركز الثاني في بداية شهر مارس لتأتي في المركز الثامن، ولعل تفسير ذلك يمكن أن يعود إلى تفوق خطاب مرشحي اليمين واليسار المتطرف التي اهتمت أكثر بالقوة الشرائية على حساب الحديث المباشر عن الحرب، بخلاف الرئيس الفرنسي الذي ركز على المعاشات التقاعدية التي تهم في الأصل شريحة الكبار سنًّا.

ج.في المجمل، القضايا الداخلية مثل (الصحة - الهُوُيَّة الفرنسية - البيئة) جاءت في المقدمة على حساب قضايا بناء أوروبا، وحلف الناتو، والعقوبات ضد روسيا، وهذا أيضًا يفسر تقلص الفجوة بين "ماكرون" و"ماريان لوبان" لتصل في بعض استطلاعات الرأي إلى نقطتين فقط.

د. تشير بيانات الجدول السابق إلى أن القضايا الاقتصادية والصحية ربما تكون هي المحدد الأبرز في جولتي الانتخابات الرئاسة يومي 10 و24 أبريل، وهو ما يتضح من البنود رقم 1، 2، 5، التي حظيت بنسبة مرتفعة مقارنة بغيرها من القضايا الأخرى.

السيناريوهات المحتملة:

طبقًا لغالبية استطلاعات الرأي الخاصة بفرص المرشحين للانتخابات الفرنسية 2022، فإن هناك عددًا محدودا من السيناريوهات المحتملة تتلخص فى ثلاثة، تشترك جميعها في وصول "ماكرون" إلى الجولة الثانية في 24 أبريل، ولكن مع وجود هامش خطأ أو أن يغير الناخب توجهه أو ترجح الأصوات الممتنعة كفة أحد المرشحين، فإنه ربما يضاف سيناريو يخسر فيه "ماكرون" من الجولة الأولى، ويمكن عرض السيناريوهات المحتملة كما يلي:

1-  سيناريو المنافسة التقليدية[13]: يعطي موقع الإيكونومست نسبة مرتفعة لترجيح فوز "ماكرون" في الجولة الثانية بنسبة تصل إلى 74%، ونسبة تخطيه الجولة الأولى تصل إلى 98%. فيما يعطي "ماريان لوبان" نسبة وصول للجولة الثانية بنحو 94% مع إمكانية فوز بنسبة 24%. على أن يظل الفارق بين "ماكرون" و"لوبان" نحو 3 نقاط في آخر استطلاع رأي عشية الانتخابات في 9 أبريل 2022.

2-  سيناريو تغيير خريطة المصوتين [14]: طرح موقع بوليتيكو ترتيبًا مقاربًا لموقع إيكونومست من حيث تصدر "ماكرون" الجولة الأولى بنسبة 26% ثم "ماريان لوبان" عند 23%، يليها "جون لوك ميلينشون" بـ17%. وفي الجولة الثانية يحسم "ماكرون" الاقتراع ويحصد نحو 53% من الأصوات مقابل حصول "لوبان" على 47%. يقدم بوليتيكو طرحًا آخر يستبعد فيه وصول "لوبان"إلى المرحلة الثانية، ويتبنى صعود"ميلينشون" أو "زمور" في مواجهة "ماكرون"، على أن يحسم الأخير المنافسة بنسبة 59%، و66% على التوالي، وهذا الطرح يدعم خطأ استطلاعات الرأي الحالية ويفترض تغيير خريطة المصوتين أسفل "ماكرون".

3-  سيناريو خروج ماكرون: طبقًا لتفضيلات الناخبين التي نشرها موقع "infop" والتي جعلت قضايا القوة الشرائية والصحة والجريمة في المقدمة على حساب قضايا الحرب في أوكرانيا،و تعزيز موارد الدفاع، والانسحاب أو البقاء في حلف الناتو، ما يعني أن برامج "ميلينشون" و"ماريان لوبان" يفضلها الناخبون بصورة أكبر من برنامج "ماكرون"، لذا يرجح هذا السيناريو خروج "ماكرون" من الجولة الأولى، على أن يصل إلى المرحلة الثانية "ماريان لوبان" و"ميلينشون"، ويمكن توضيح ذلك طبقًا لاهتمامات ناخبي كل مرشح من الثلاثة:

أ. ناخبو ميلينشون: تتصدر اهتمامات ناخبي "ميلينشون" قضايا القوة الشرائية بنسبة 70%، وعدم المساواة والحماية الاجتماعية بنسبة 51%، والصحة العامة بنسبة 39%.

ب. ناخبو ماريان لوبان: يمنح 62% من ناخبي "ماريان لوبان" القوة الشرائية الاهتمام الأول بنسبة 62%، ثم محاربة الجريمة بنسبة 51%، تليها الهوية الفرنسية بـ48%.

ج. ناخبو ماكرون: تعد قضية القوة الشرائية الاهتمام الأول عند ناخبي "ماكرون" بنسبة 51%، ثم الصحة عند 39%، يليهما الموقف من الحرب في أوكرانيا بنسبة 35%.

وبالتالي إذا ظلت قضية القوة الشرائية هي الهاجس الرئيسي عند الناخبين فإن "ماريان لوبان" و"ميلينشون" هما الأقرب للوصول إلى الجولة الثانية.

إجمالًا، يمكن القول إن "ماكرون" هو المرشح الرئيسي كونه رجل الدولة، وثمة مقاربة ترى أن المواطنين يميلون إلى التمركز حول الدولة في الأزمات الدولية أو الأزمات الكبرى، وهو ما اتضح في وباء كوفيد-19، مع احتمالية ضعيفة أن تخطئ استطلاعات الرأي وتمنح "لوبان" أو "ميلينشون" رئاسة فرنسا.

الهوامش:

 

 [1]للمزيد يمكن النظر في استطلاعات الرأي لموقع "Ifop" حتى منتصف ليل 8 أبريل 2022، عبر الرابط التالي: https://www.ifop.com/presidentielle-2022/

[2]حاول "ماكرون" تنفيذ برنامجه من تقليل الإنفاق العام وإلغاء 120 ألف وظيفة حكومية، لكن "احتجاجات السترات الصفراء" ثم ظهور وباء كوفيد-19 حالا دون ذلك.

[3]Kim Willsher, Macron urges voters to turn out for election first round as polls tighten: https://www.theguardian.com/world/2022/apr/04/macron-urges-voters-to-give-him-clear-mandate-in-election-first-round

[4]تقرير حول برامج المرشحين في الانتخابات الفرنسية لموقع "RANE WORLD VIEW"، منشور في 4 أبريل 2022، ومتاح على الرابط التالي: https://worldview.stratfor.com/article/previewing-frances-presidential-election

[5]مرجع سابق.

[6]تقرير لموقع "Europe1"، "عقوبات ضد روسيا: ماريان لوبان قلقة بشأن القوة الشرائية في فرنسا"، متاح على الرابط التالي: https://www.europe1.fr/politique/sanctions-contre-la-russie-marine-le-pen-sinquiete-pour-le-pouvoir-dachat-des-francais-4095995

[7]Rick Noack, Ukraine war boosted Macron, but far right surging ahead of French vote : https://www.washingtonpost.com/world/2022/04/05/france-election-macron-le-pen-ukraine/

[8]Mathilde Ciulla ,Amandine Drouet, How Russia's war on  Ukraine is shaping French presidential race:https://ecfr.eu/article/how-russias-war-on-ukraine-is-shaping-the-french-presidential-race/

[9]Angelique Chrisafis ,France election : Macron's lead over Le pen narrowing as vote nears: https://www.theguardian.com/world/2022/apr/08/france-elections-macron-lead-over-le-pen-narrowing-vote-nears.

[10]Gilles Ivaldi, War anxiety makes French voters rally round Macron. For how long? :  https://theconversation.com/war-anxiety-makes-french-voters-rally-round-macron-for-how-long-179120

[11]يقصد بالمرشحين الراديكاليين هنا كلٌّ من مرشحي اليمين المتطرف واليسار المتطرف على السواء.

[12]فريدريك دابي، توماس بيير، قضايا ودوافع التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التقرير متاح على الرابط التالي: https://www.ifop.com/wp-content/uploads/2022/04/118724-Rapport-SR-N177.pdf

[13]تقرير لموقع إيكونومست "a second term?Will Emmanuel Macron win"،متاح على الرابط التالي: ttps://cutt.us/Ljd1C.

[14]تقرير موقع بوليتيكو حول استطلاعات الرأي تجاه مرشحي الرئاسة الفرنسية من 12 أبريل 2021 حتى 9 أبريل 2022، متاح على الرابط التالي: https://www.politico.eu/europe-poll-of-polls/france/.

 

 

طباعة

    تعريف الكاتب

    ‬بهاء‮ محمود

    ‬بهاء‮ محمود

    باحث في العلاقات الدولية‮.