مقالات رأى

من تاريخ الدم إلى نهايات الفشل.. "حسم" تنهار ومصر لا تُخترق

طباعة

في ضربة أمنية جديدة وجهتها الأجهزة المعنية في مصر إلى التنظيمات الإرهابية التي تحاول زعزعة استقرار وأمان مصر، سقطت "حسم الإرهابية" مرة أخرى، وذلك بعد مداهمات دقيقة أسفرت عن إحباط مخطط جديد كان يستهدف زعزعة الاستقرار وإشاعة الفوضى داخل البلاد. بعد معلومات دقيقة، رصدّت وزارة الداخلية المصرية تسلل أحد عناصر حركة حسم الإرهابية المطلوب ضبطه في قضايا للبلاد بطريقة غير شرعية عبر الدروب الصحراوية، واتخاذه إحدى الشقق السكنية بمنطقة بولاق الدكرور لتنفيذ مخطط إرهابي بالاشتراك مع عنصر الحركة إيهاب عبد اللطيف محمد عبد القادر، فقد تمت مداهمة الوكر وبادرت العناصر بإطلاق النار بشكل عشوائي، ما أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة ضابط من القوة في أثناء دفاعه عن وطنه.

منذ ظهور حركة سواعد مصر المعروفة بـ "حسم" في 2014، تبنت استراتيجية الاغتيالات والتفجيرات النوعية ضد رموز الدولة، خصوصاً ضد رجال الجيش المصري والشرطة المصرية والهجمات المختلفة في محافظات مصر، وتعتبر إحدى أبرز الأذرع  لتنظيم الإخوان الإرهابي.
تلقت الحركة دعما لوجستيا من قيادات إخوانية في الخارج. ورغم طابعها الدموي، فقد تلقت "حسم" ضربات أمنية متتالية أفقدتها القدرة على الحركة والتخطيط، وأدخلتها في حالة من الشلل التنظيمي والتفكك الداخلي. وبالرغم من ظهور فيديو تهديدي نُشر قبيل عملية المداهمة، يتوعد بارتكاب عمليات إرهابية داخل مصر، فإن الشعب المصري لم يُرهب، بل ظل واثقاً في قدرة مؤسسات الدولة ورجالها على التصدي لأي عدوان غادر يستهدف الوطن.
لقد أصبحت مثل هذه التهديدات جزءا من خطاب يائس، ينهار أمام وعي الشعب المصري.

وحين نشبّه تلك الحركات بالإرهاب ونصفها بالعنف، فإن ذلك لم يأت من عدم أو افتراء، بل هو توصيف دقيق يستند إلى واقع دموي وتجربة مريرة. فـ"حسم" لا تملك إلا مشروعا تكفيريا إرهابيا مبنيا على العنف وسفك الدماء، وترى في ذلك وسيلتها الوحيدة لتنفيذ اجندات خارجية تستهدف أمن الدولة المصرية.
 إن تاريخ هذا التنظيم هو كتاب مظلم، صفحاته اغتيالات، وسطوره دماء، ومن ضمن فصوله فصل فيه "عنوانه التحريض باسم الدين الإسلامي". لقد حاولت "حسم" تبرير جرائمها باسم الدين، ولكنها فشلت في استهداف العقول المصرية بالدين، فالجميع يعلم أن الدين الإسلامي أسس على الرحمة والتسامح والسلام.

من جانبها، ترى "حسم" في المواطن عدوا لها، ومواطني الدولة المصرية خصماً لرفضهم الاستسلام أمام مخططات التهريب والتفكيك.
 وترفع "حسم"  شعارات زائفة وتلبسها ثوب الدين، في حين أن حقيقتها خيانة وعنف وتبعية لأجندات خارجية. ومع ذلك، يظل الشعب المصري واعيا، ومدركا لحقيقة هذه التنظيمات، ويقف صفا واحدا خلف الرئيس المصري وقيادات الدولة المصرية، التي لم ولن تسمح بعودة زمن الفوضى.

إن تاريخ اغتيالات حسم الإرهابية أسفر عن استشهاد رئيس مباحث مركز طامية بالفيوم، وإصابة إثنين آخرين من قوات المركز بطلقات نارية عبر قيام مسلحين تقلّهم دراجة نارية بإطلاق الأعيرة النارية تجاه السيارة، واستشهاد ضابطين وإصابة 5 آخرين عبر إطلاق نار من مسلحين على كمين العجيزي في مدينة السادات بالمنوفية؛ واستشهاد أمين شرطة  بقسم شرطة أول أكتوبر أمام مسكنه، وغيرها من محاولات الاغتيالات الفاشلة.

وبينما تسقط خلية إرهابية كانت تحلم بإعادة مشاهد الدم إلى الشوارع، تتأكد الحقيقة مجدداً:  لا مكان للإرهاب في مصر، ولا مستقبل لمن يختار طريق العنف والتخريب. إن ما فعلته "حسم" وغيرها من التنظيمات المتطرفة ليس نضالا ولا دعوة، بل خيانة للوطن، واعتداء صريح على حياة الأبرياء.

طباعة

    تعريف الكاتب

    إنجي بدوي

    إنجي بدوي

    باحثة ماجستير في الشأن الإسرائيلي