مقالات رأى

"الاختلاف فى الرأي لا يفسد للوطن قضية"

طباعة

يعد الحوار من أقدم المفاهيم التي ظهرت في الحياة الإنسانية، كما أن كل الأديان تحث على الحوار والمناقشة وإعمال العقل، وأن شجاعة الاعتراف بالاختلاف أهم مقومات الحوار البناء. ولأن الحوار هو جزء من أسلوب الحياة، وإن انعدم  من حياتنا سوف تعم الفوضى وعدم القدرة على تواصل الأفكار بين الناس وكذلك عدم القدرة على التعبير، سواء بالرفض أو القبول لرأى الآخر، لذلك كله يعتبر الحوار والتواصل الفكري من أهم المهارات الذاتية ويمكن تنمية هذه المهارة من خلال أساسيات للحوار تكون دعائمها الرئيسية تقبل واحترام الاختلاف فى وجهات النظر والقناعات الشخصية أن يكون لدينا سعة صدر تستوعب أراء الجميع فيتسع الأفق المعرفي وتتكون أجواء نقاشية منفتحة تتصف بالوضوح والموضوعية للوصول إلى الحقائق والنتائج المرجوة؛ فالحوار بين المواطنين من مختلف القوى السياسية والاجتماعية بلا استثناء ولا تمييز، يساعد في ولادة أفكار جديدة مبدعة حديثة، كما يخلق تفاهما جيدا بين الأطراف المتحاورة وينمي التفكير الصحيح بعيدًا عن العصبية والتشدد فى الرأى، وكذلك يمحي الشائعات والأفكار والمعتقدات الخاطئة، ما يعتبر نقلة نوعية وتدشين لمرحلة جديدة في المسار العام لأى دولة متقدمة.

وعليه لقيت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي بإجراء حوار وطني بين مختلف الأطياف الحزبية والشبابية صداها على الساحة السياسية، خاصة بعد أن أعلنت الأكاديمية الوطنية للتدريب أنها سوف تقوم بإدارة الحوار الوطني بكل تجرد وحيادية تامة، من أجل إفساح المجال أمام حوار وطني جاد وفعال يتماشى مع طموحات وتطلعات القيادة السياسية ليكون خطوة مهمة تساعد فى تحديد أولويات العمل الوطني وتدشين لجمهورية جديدة تقبل بالجميع ولا يمكن فيها أن يفسد الخلاف في الرأي للوطن قضية.

كما أجد أن الحوار الوطنى فرصة قوية للتخلص من التعصب الفكري أو الاجتماعي من خلال وضع المختلفين في الأفكار أو المعتقدات على طاولة حوار واحدة، ومناقشة القضايا العامة والخلافات الاجتماعية التى تهم كل أفراد المجتمع الإنساني، ما يؤدي إلى خلق مساحة للنقاش الهادئ بعيدًا عن التشنج أو المغالاة، مع محاولة إيجاد حلول والخروج بتوصيات ترضى جميع الأطراف من خلال تقريب وجهات النظر والتفكير خارج الصندوق، وتقديم بعض القرائن والأدلة التي تعزز موقف كل طرف، إن "مبادرة الحوار" تعيد بحث ملف الإصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي من جديد، وهو ما كنا نأمله ونطالب به من عقود مضت، والآن بدأت تلوح فى الأفق ملامح لحياة جديدة ونهضة شاملة، بل لنقُل أنها نهضة ثقافية وعلمية تلغى كل الأساليب التقليدية البالية لتكون بذرة للتواصل والاتصال المباشر بين كل أطياف الوطن والقيادات، خاصة بعد عبور التهديدات والمخاطر والتحديات المختلفة يدًا بيد وصولا إلى حالة من الاستقرار الحالي بعد  تطبيق مبادئ الجمهورية الجديدة على أرض الواقع ونحن ننظر ثمار هذه الجهود الباذلة التى تسعى إلى مستقبل يشمل ويسع الجميع يسود فيه السلام المجتمعي وتقبل الآخر، يرأب فيه الصدع ويجبر فيه الضرر؛ فهلم بنا نتحاجج نتلاقى نختلف دون خلاف من أجل مستقبل أفضل لجميع أبناء مصر .

 

طباعة

    تعريف الكاتب

    جاكلين جرجس

    جاكلين جرجس

    مدير المركز الثقافى القبطى بجمعية جامعة المحبة