مقالات رأى

لماذا يبهر السلاح المصرى العالم؟

طباعة
يوما بعد يوم، تتحقق الإنجازات على أرض مصر بفضل القوات المسلحة، وما تمتلكه من خبرة، وانضباط واحترافية في الأداء على مهامها. فالمشروعات التي نفذتها القوات المسلحة تمت في أزمنة قياسية، رغم أن تحقيقها كان يحتاج إلى سنوات طويلة، وهو ما يعد تحديا حقيقيا من الجيش المصري لنفسه في جميع المهام التي يكلف بها.
 
يخوض الجيش المصري في سيناء حربا بمعناها الكامل  ضد العناصر الإرهابية التي تسعى إلى تنفيذ عملياتها الشريرة في تلك الأرض. وعلى الجانب الآخر، تحمل القوات المسلح على عاتقها مسئولية التنمية الشاملة في كل ربوع الدولة المصرية، بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى. ويوميا، نرى تلك الإنجازات على الأرض، التي يعد أهمها  قناة السويس الجديدة، وشبكة الطرق الجديدة، والمحاور، التي يقدر طولها بـ 5 آلاف كيلو متر على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى إنشاء العديد من المدن الجديدة في مختلف المحافظات، ومحطات تحلية مياه، وإسهامه الكبير في بناء العاصمة الإدارية الجديدة.
 
  تعد الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وأفرادها الجنود المجهولين، الذين يقومون بتنفيذ تلك المشروعات، والطفرات التي تحدث يوميا على أرض مصر في صمت، ودون مزايدات، وفي أزمنة قياسية، يعجز عن تنفيذها أعظم المتخصصين في العالم.
 
لا يزال سلاح المهندسين يبهر العالم فى تنفيذ مهام، من الاستحالة تنفيذها فى توقيت زمنى وقياسى، وبدقة شديدة قد يقف الخبراء أمامها لفترات طويلة لتحليلها، والخروج بالدروس المستفادة منها، ونقل تلك الخبرات إلى دول أخرى لتنفيذها.
 
  لقد صدم العالم الدور الذى نفذه سلاح المهندسين المصرى في حرب أكتوبر، أولا من خلال تدمير خط بارليف المنيع، وإزاحة الساتر الترابى الذى شيدته إسرائيل على الضفة الشرقية للقناة، وأكدت أنه لا يمكن تدميره إلا بقنبلة ذرية، إلا أن المهندسين المصريين استطاعوا بفكرة بسيطة وبمضخات المياه شق ذلك الخط الإسرائيلى الوهمى، وتدمير الساتر الترابى، وإنشاء الجسور بعرض القناة لنقل الدبابات، والمدرعات، والمدفعية إلى سيناء فى مشهد مهيب، وفى زمن قياسي، ليتوقف العالم كثيرا أمام تلك المعجزة المصرية، التى كانت سببا فى تنفيذ المخطط لحرب أكتوبر التى أعادت العزة والكرامة.
 
وبعد أكثر من 40 عاما، استطاع هذا السلاح أن يبهر العالم من جديد بسبب عمليات الحفر التي نفذها في قناة السويس الجديدة، وفى زمن قياسى لا يمكن أن تنفذه أي دولة فى تلك المدة القصيرة، التى لم تتجاوز العام الواحد. وليس فقط التنفيذ هو من أبهر العالم، بل الدقة والالتزام بتحقيق أعلى معايير السلامة، والأمان للسفن العابرة في مجرى قناة السويس.
جيلان مختلفان فى الفكر والإمكانات، ولكن الروح واحدة، والمؤسسة أيضا واحدة، وهى المؤسسة العسكرية المصرية التى تزرع فى نفوس أبنائها روح الوطنية، والعطاء، والإبداع  ليخرج أى عمل بصورة مكتملة، ويتحقق الحلم للمرة الثانية على أيدى تلك النخبة المصرية من أبناء الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة.
لقد حاول الكثير ممن ادعوا الثقافة والفكر بعد ثورة يناير التشكيك فى قدرات وإمكانات القوات المسلحة، وكان هذا ضمن مخطط ضرب الجيش المصرى فى مقتل لتهتز ثقة الشعب فيه من خلال مؤامرات حاكها أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، وغير الوطنيين. لكن رغم هذا كله، عبر جيش مصر إلى بر الأمان بالبلاد، وحقق المستحيل فى زمن قياسي.
إن دول الغرب والولايات المتحدة على علم كامل بقدرات وإمكانات الجيش المصرى العظيم، ويعلم الجميع أنه حجر عثرة أمام المخططات لتغيير الخريطة فى منطقة الشرق الأوسط. لذا كانت تسعى أمريكا بكل قواها لتدمير الجيش المصري عن طريق دعمها لأنصارها من جماعة الإخوان الإرهابية، ومن بعدها التنظيمات الإرهابية فى سيناء، كل ذلك كان من أجل جر الجيش المصرى إلى معارك واهية تبعده عن مصلحة الدولة العليا، والتنمية الشاملة، لتزداد الأمور تعقيدا، متصورين أن الشعب سيرفض التعامل مع الجيش.
لقد صدمت الولايات المتحدة وأنصارها فى الداخل والخارج من أداء الجيش المصرى فى التعامل مع الأزمات، حيث استطاع أن يخوض حربا شاملة فى سيناء ضد جماعات التكفير والضلال، وفي الوقت ذاته أسهم ويسهم فى التنمية الشاملة للدولة. 
تضم القوات المسلحة المصرية بين جنباتها خبرات تفوق أعظم خبراء العالم، ولكنهم يعملون فى صمت، أمامهم هدف واحد فقط، هو المصلحة الوطنية، لا يبغون شهرة أو مجدا شخصيا. ونجاحهم يكون عندما يرون الفرحة ترتسم على وجوه المصريين –كما يفعلون دائما- فعلى كل مصرى مخلص أن يطمئن على بلاده، ومستقبل أولاده، فى ظل خبرات الجيش المصرى التى تتناقلها الأجيال.
 
 
طباعة

    تعريف الكاتب

    جميل عفيفي

    جميل عفيفي

    مدير تحرير جريدة الأهرام