كيف يفكر العالم

مخاوف تل أبيب:|الوضع الاستراتيجي لإسرائيل بعد الاتفاق النووي الغربي- الإيراني

طباعة

24 ديسمبر 2013

عرض: طارق راشد عليان، باحث في العلوم السياسية

أعربت إسرائيل عن مخاوفها بشأن الاتفاق النووي الأمريكي - الإيراني، الذي سيؤدي نظريًّا إلى رفع العقوبات المفروضة على طهران، وإنهاء أزمة برنامجها النووي، وقد كان هذا هو رد الفعل المنتظر من جانبها. أما الشيء الأقل وضوحا، فيتمثل في السبب وراء قلق الحكومة الإسرائيلية من الاتفاق، وكيف سيغير ذلك من الوضع الاستراتيجي لإسرائيل.في هذا السياق، يرى المحلل السياسي الأمريكي، جورج فريدمان، في تحليل له نشره موقع "ستراتفورد" الأمريكي، الذي يُعنى بتحليل المعلومات الاستراتيجية والاستخباراتية، أن الوضع الاستراتيجي الحالي لإسرائيل ممتاز. فالوضع، الذي كان قائما منذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد، لا يزال ساري المفعول، فحدود إسرائيل آمنة من الهجمات العسكرية التقليدية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الفلسطينيين منقسمون فيما بينهم. وبرغم احتمالات شن هجمات صاروخية متقطعة غير فعالة من غزة، فلا توجد هناك انتفاضة جارية في الضفة الغربية.

عطفاً على ما سبق، يرى فريدمان أن إسرائيل لا تواجه أي مخاطر تهدد وجودها، باستثناء خطر وحيد، ألا وهو احتمال قيام إيران بتطوير سلاح نووي، واستخدامه في تدمير إسرائيل. ومن الواضح أن توجيه أي ضربة نووية لتل أبيب ستكون له تبعات كارثية على إسرائيل، وتعد قدرتها على تحمل هذا التهديد، بغض النظر عن مدى احتمال حدوث ذلك، بمثابة مصدر قلق ملح لإسرائيل.

في هذا الإطار، بات البرنامج النووي الإيراني يحتل أهمية كبيرة تفوق جميع الأولويات الأمنية الأخرى في إسرائيل. ويعتقد المسئولون الإسرائيليون أن على حلفائهم، خاصة الولايات المتحدة، أن يشاركوهم هذا الرأي، وهذا أمر مفهوم كمبدأ استراتيجي. لكن من غير الواضح كيف تعتزم إسرائيل تطبيقه. كما أنه من غير الواضح كيف سيؤثر تطبيقه فى العلاقات مع الولايات المتحدة، التي لا يمكنها بدونه التعامل مع التهديد الإيراني.

يرى فريدمان أن أي معنى يشير إلى أن الولايات المتحدة تتحرك بعيدًا عن التزاماتها تجاه إسرائيل، أو أنها تتحرك في اتجاه قد يسمح بامتلاك إيران للسلاح النووي، يخلق أزمة، مضيفاً أن إسرائيل كانت تشعر بتعاسة عميقة دون إدانة صريحة للمحادثات مع إيران، مشدداً على ضرورة فهم رد الفعل الإسرائيلي في هذا السياق، ودراسة المزاعم والافتراضات التي أدت إليه.

ما هو أكثر من تخصيب اليورانيوم

يقول جروج فريدمان إن إيران ليس لديها سلاح نووي في هذه المرحلة، مضيفا  أن تخصيب اليورانيوم خطوة ضرورية، لكنها غير كافية تماما لتطوير سلاح نووي. فالسلاح النووي شيء أكبر بكثير من اليورانيوم، فهو عبارة عن مجموعة معقدة من التقنيات، وليس أقلها استخدام أنظمة كهربائية، وأجهزة استشعار متقدمة. والإيرانيون أبعد من ذلك بالنظر إلى حجم الوقت الذي استغرقوه لتطوير قدر غير كاف من اليورانيوم المخصب. بكل بساطة، لا تملك إيران ما يكفي من الوقود لإنتاج وسيلة نووية.
وبحسب الكاتب، فإن إيران لا تملك قدرة واضحة على تحويل هذه الوسيلة النووية إلى سلاح، حيث يتعيّن معالجة السلاح هندسيًا ليكون قادرًا على امتلاك خاصية التحمل القصوى، ويصبح قويًا بما فيه الكفاية للعمل عند توصيله، ويكون صغيرًا بالدرجة الكافية، لكي يتم توصيله. وتوصيل السلاح النووي يتطلب تركيبه على الطائرات أو الصواريخ المعتمدة، ولا تمتلك ايران صواريخ يمكن الاعتماد عليها، ولا الطائرات اللازمة لمهاجمة إسرائيل. وفكرة أن الإيرانيين سوف يستغلون الأشهر الستة المقبلة لتنفيذ تطوير سري لاستكمال السلاح هي ببساطة فكرة غير عملية، برأي فريدمان.

وأشار الكاتب إلى أنه لابد من إجراء اختبار قبل أن يكون هناك سلاح، لأن الدول لا تفكر في نشر الأسلحة النووية دون اختبارات واسعة النطاق تحت الأرض، ليس لمعرفة ما إذا كانت بها يورانيوم، ولكن لاختبار عمل الأنظمة الأكثر تعقيدًا، وهذا هو السبب في عدم قدرة إيران على صنع الأسلحة النووية سرًّا، فلا يمكنهم هم أنفسهم معرفة ما إذا كان لديهم سلاح قابل للتطبيق بدون إجراء اختبار، أم لا. وفي جميع الاحتمالات، سيفشل الاختبار الأول، كما هو حال الأشياء، ولن تفشل محاولة استغلالهم لأول اختباراتهم في هجوم عملي فحسب، وإنما ستجر عليهم عمليات انتقامية.

بطبيعة الحال، هناك استراتيجيات أخرى لتوصيل سلاحٍ في حالة تصنيعه، منها استخدام سفينة لتوصيله إلى الساحل الإسرائيلي. ورغم إمكانية هذا، تمتلك إسرائيل نظام اعتراض بحريا فعالا للغاية، وتقوم الولايات المتحدة بمراقبة الموانئ الإيرانية، وهناك احتمال ضعيف بأن تمر سفينة مرور الكرام. وضبط سلاح نووي أو تفجيره في أي مكان آخر من شأنه أن يثير حفيظة الجميع في شرق البحر المتوسط، ويدعو لرد إسرائيلي.

بخلاف ذلك، يمكن أن تدفع إيران من الناحية النظرية بسلاح نووي في اتجاه إسرائيل عن طريق البر، ولكن هذه الأسلحة ليست صغيرة. هناك ما يعرف باسم السلاح النووي المحمول suitcase bomb، ولكن هذا الاسم مضلل، فهذا السلاح أكبر بكثير من كونه حقيبة، وهو من أنواع الأسلحة النووية التي يصعب بناؤها. فنظرًا لحجمه، يتسم بقوة خاصة. فلا يتعلق الأمر فحسب بمجرد تحميله، وحمله على مسافة تبلغ 1.500 ميل عبر نقاط تفتيش جمركي، ثم تفجيره. هناك العديد من الطرق التي يمكن استخدامها لضبط هذا السلاح – ولا سيما لدى عبور إسرائيل – وهناك العديد من الطرق لتعطيل القنبلة، التي تتطلب صيانة شديدة.

أخيرًا، حتى على افتراض امتلاك إيران للسلاح النووي، فإن استخدامه ضد إسرائيل سيقتل العديد من المسلمين – ومن بينهم الشيعة– إلى جانب الإسرائيليين، وهو إجراء بمثابة انتحار جيوسياسي بالنسبة لطهران، وفقًا للتحليل.

رد فعل معتدل

يعتقد فريدمان أن أحد أسباب عدم إقدام إسرائيل على شن غارة جوية على إيران، فضلاً عن رفض الولايات المتحدة لذلك، يتمثل في بُعد إيران عن القدرة على تطوير سلاح نووي. وهناك سبب آخر يتمثل في صعوبة تنفيذ ذلك، فسلاح الجو الإسرائيلي بعيد وصغير، بحيث لا يمكنه تنفيذ هجمات متزامنة على منشآت متعددة. وفي حال انتشار الإسرائيليين بعيدًا في بلدان أخرى، سيتمكن الإيرانيون من تحديد مواقعهم، وليس لدى الإسرائيليين تأكيد حول مواقع السلاح الفعلية والأخرى الخداعية. لقد قضى الإيرانيون سنوات وهم يقومون بتقوية منشآتهم، لذا فإن الذخائر العادية لن تفلح في تحقيق الهدف المطلوب. والأكثر خطورة وصعوبة هو تقييم الأضرار الناجمة عن المعركة، في حال تدمير أي موقع.

لهذه الأسباب، كما يؤكد فريدمان، لا يمكن تنفيذ هجوم إسرائيلي من الجو، إذ سيتعيّن توافر قوات عمليات خاصة على الأرض في محاولة لتحديد الآثار. وحتى في حال إمكانية تحقيق ذلك، فإن الأمر قد يفضي إلى وقوع إصابات وأسرى. وعند تلك المرحلة، لن يكون الإسرائيليون متأكدين إلا من تدميرهم لجميع المواقع التي يعرفونها، وليس تلك التي ليس لاستخباراتهم أي معرفة بها.

قد يرى البعض هذا مبالغة في تقدير القدرات الإيرانية، وهذا يصدر في كثير من الأحيان عن أولئك المتخوفين من تصنيع طهران لسلاح نووي، ونظام توصيل. وفي حال أمكنهم بناء نظام توصيل، فوقتها يصير بوسعهم تقوية المواقع، ومراوغة أجهزة التعقب الاستخباراتي. ستكون الولايات المتحدة قادرة على شن هجوم أكثر قوة بكثير من الهجوم الإسرائيلي، لكن من غير الواضح ما إذا كان سيكون قويًا بما فيه الكفاية، أم لا. وعلى أي حال، ستكون كل المشاكل الأخرى – بما فيها موثوقية المعلومات الاستخبارية، التي تحدد ما إذا كانت المواقع قد دُمرت - لا تزال سارية.

وبحسب التحليل، فإن السبب الحقيقي في عدم قيام إسرائيل بهاجمة المواقع النووية الإيرانية هو أن الإيرانيين بعيدون كل البعد عن امتلاك الأسلحة النووية. فلو كانوا أقرب لهذا الهدف، لكان الإسرائيليون قد هاجموهم، بغض النظر عن الصعوبات القائمة. لقد وجد الأمريكيون، من ناحية أخرى، فرصة في التواصل مع إيران، من خلال حقيقة مفادها أنه لا توجد أسلحة نووية لدى إيران بعد، وأن العقوبات تؤثر سلبًا فى الإيرانيين. ووجد الإيرانيون فرصة بالمثل لتحسين موقفهم، نظرًا لعلمهم بأنهم ليسوا في عجلة من أمرهم لاستكمال برنامجهم، وإدراكهم لحجم الضرر البالغ الواقع على اقتصادهم.

يقول فريدمان: "من وجهة النظر الأمريكية، لا يُعد البرنامج النووي هو القضية الأكثر إلحاحًا، على الرغم من علم واشنطن بضرورة وقفه. فكل ما أراده الأمريكان هو التفاهم مع الإيرانيين، وبالتالي تتم موازنة دورهم في المنطقة ضد الدول الأخرى، وبخاصة المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية، وإسرائيل إلى حد ما".
وأضاف الكاتب: أن الولايات المتحدة لا تزال مهتمة بما يحدث في المنطقة، لكنها لا ترغب في الاستمرار في استخدام القوة فيها، كما أنها تريد أن تكون لها علاقات متعددة مع الجهات الفاعلة الإقليمية، وليس مع إسرائيل، والمملكة العربية السعودية فحسب.

ومن هذا المنطلق، يضيف فريدمان: يتعيّن فهم رد الفعل الإسرائيلي على المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران. لقد خفف الإسرائيليون من رد فعلهم المبدئي، لأنهم يعرفون حقيقة وضع البرنامج النووي الإيراني. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأسلحة النووية لا تزال مصدر قلق خطيرا، بل تمثل مشكلة كبيرة على المدى الطويل بصورة أكبر بكثير مما يعلن عنه الإسرائيليون.

وبحسب الكاتب، فقد حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إقناع الولايات المتحدة بخلاف ذلك، لكن الأخيرة غير مقتنعة بحججه. ونظرًا لأن شن أي هجوم سيكون محاطًا بأسباب الفشل، فإن الإسرائيليين يدركون أن هذه المفاوضات هي الطريقة الأكثر ترجيحًا للقضاء على الأسلحة النووية الإيرانية. وإذا فشلت المفاوضات، فستقل خطورة المحاولة لشن هجوم، ولن تحدث ستة أشهر فارقًا.

ويقول فريدمان: لا يستطيع الإسرائيليون التهليل للاتفاق بكل بساطة، لأن هناك تهديدًا استراتيجيًّا واقعيًّا يحيق بإسرائيل. تعتمد إسرائيل استراتيجيًا على الولايات المتحدة، ولم تكن تشعر بارتياح أبدًا من علاقة واشنطن مع المملكة العربية السعودية، ولكن لم يكن لديها ما تفعله حيال ذلك، لذا قاموا باحتواء تلك العلاقة، ولكنهم يدركون أن نتائج هذه المحادثات، في حال نجاحها، تعني أكثر من تبادل برنامج نووي مقابل تخفيف العقوبات، فهي تعني واقعيًا بداية لتحالف استراتيجي مع إيران.
وأشار فريدمان إلى أنه كان هناك تحالف للولايات المتحدة مع إيران حتى عام 1979.

وكما تبين مبادرة الصين لريتشارد نيكسون، يمكن للواقع الجيوسياسي أن يخفف من وطأة الأيديولوجية. على أبسط المستويات، تحتاج إيران إلى استثمارات، وترغب الشركات الأمريكية في الاستثمار. وعلى مستوى أكثر تعقيدًا، تحتاج إيران إلى أن ينظر العراق إلى مصالحها بعين الحسبان، وألا تقوم روسيا ولا تركيا بتهديد مصالحها على المدى الطويل، ويمكن للولايات المتحدة أن تضمن لها ذلك. ويريد الأمريكيون من جانبهم وجود دولة إيرانية أقوى لاحتواء الدعم السعودي لـ "المتمردين" السُنّة، وإجبار تركيا على تضييق توسعها الاستراتيجي، وتذكير روسيا بأنه لا يوجد أي تهديد للقوقاز، وبخاصة أذربيجان، من الجنوب، ويمكنها التركيز على الشمال. وتحاول الولايات المتحدة إنشاء منطقة متعدد الأقطاب لتسهيل استراتيجية توازن القوى محل القوة الأمريكية.

إسرائيل خلال عشر سنوات

تناول فريدمان الضوء على الوضع الآمن الحالي الذي تتمتع به إسرائيل، مستشرفاً مستقبل تل أبيل خلال عشر سنوات، بالقول إنه يتعين على إسرائيل ألا تفترض أن يظل هذا التكوين الاستراتيجي على حاله. فمستقبل مصر غير مؤكد، وليس مستبعدًا ظهور حكومة مصرية معادية لإسرائيل. وتبدو سوريا، مثل لبنان، منقسمة. وما سيئول إليه الحال غير واضح المعالم.

الأمر الذي يستحق التأمل، بحسب الكاتب، هو ما إذا كانت المملكة الأردنية الهاشمية ستظل هاشمية، أو تصبح دولة فلسطينية خلال عشر سنوات. لا تمتلك أي من تلك الدول قوة عسكرية الآن، ولكن تحولت مصر من الهزيمة في عام 1967 إلى قوة قادرة على تحقيق النصر في عام 1973. كان لديهم راع سوفيتي، ومن الممكن أن يكون لديهم راع آخر في غضون عشر سنين.

عطفاً على ما سبق، يرى فريدمان أنه إذا كانت إسرائيل لا تحتاج إلى الولايات المتحدة في الوقت الحالي، ولا إلى مساعداتها العسكرية، والتي باتت أهميتها أقل مما كانت عليه في عام 1973، فإنها تحتاج إليها كرمز للالتزام الأمريكي، وسيظلون في حاجة إلى ذلك الالتزام. ولكن ينبع الخوف الإسرائيلي الفعلي من أن تتحرك الولايات المتحدة بعيدًا عن التدخل المباشر إلى شكل أكثر مكرًا من المراوغة، وهذا يمثل تهديدًا لإسرائيل، إذا احتاجت الأخيرة إلى تدخل مباشر منها بدلاً من المراوغة.
وأوضح فريدمان أن ما يهدد إسرائيل أنه كلما زادت علاقات الولايات المتحدة في المنطقة، قلت أهمية إسرائيل الاستراتيجية لواشنطن. وفي حال حافظت الولايات المتحدة على علاقتها مع المملكة العربية السعودية، وتركيا، وغيرهما، فلن تصبح إسرائيل مرساة لسياسة الولايات المتحدة، وإنما خيار ضمن العديد من الأمور الأخرى. هذا هو الخوف الإسرائيلي الحقيقي من هذه المفاوضات.

ويخلص فريدمان إلى القول إن إسرائيل تعد قوة صغيرة وضعيفة، وقد تم تضخيم قوتها بسبب ضعف جيرانها، وهذا الضعف ليس مستدامًا، وقد تغيرت علاقتها بأمريكا من نواح كثيرة منذ عام 1948. ويبدو أن هناك تحولًا آخر يلوح في الأفق. فقد تعوّد الإسرائيليون على الاعتماد على منابع هائلة من الدعم من جانب الرأي العام الأمريكي والكونجرس. وفي السنوات الأخيرة، انخفض الدعم العاطفي برغم أنه لم يجف تمامًا. لم تفقد إسرائيل سوى جانبين: الجانب الأول هو فقدان السيطرة على الاستراتيجية الإقليمية للولايات المتحدة، والجانب الآخر هو فقدان السيطرة على العملية السياسية في أمريكا.

وينهي الكاتب تحليله بالقول: "يشعر نتنياهو بالامتعاض إزاء المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، ليس بسبب الأسلحة النووية، وإنما بسبب التحول الاستراتيجي للولايات المتحدة. لكن يجب عليه أن يكون رد فعله في حدود المعقول، لأن إسرائيل صارت ذات تأثير أقل في الولايات المتحدة عن ذي قبل".

طباعة

تعريف الكاتب

جورج فريدمان

جورج فريدمان

عالم اجتماع وسياسة أمريكي، وهو المؤسس والمدير التنفيذي الرئيسي لمؤسسة "ستراتفور" للأبحاث السياسية والاستخباراتية الأمريكية.