تحليلات - شئون دولية

قراءة فى المبررات الروسية للهجوم على أوكرانيا.. هل تكون "عراق" أوروبية جديدة؟

طباعة

تطورات سريعة شهدتها الساعات الماضية، بدءا من توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مرسوم الاعتراف بجمهوريتي لوهانسك ودونتسك الانفصاليتين، ثم قيام الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وألمانيا، وعدد من الدول الغربية باتخاذ رد فعل تضمن توجيه حزمة من العقوبات الاقتصادية تجاه روسيا، كان أبرزها وقف إعطاء التراخيص لخط "نورد ستريم 2" الذي ينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا.

وفي أثناء انعقاد جلسة لمجلس الأمن للبت في أمر اعتراف روسيا بلوهانسك ودونيتسك، وفحص هذا الاعتراف من ناحية القانون الدولي، قام الرئيس بوتين بإعلان توجيه عملية عسكرية داخل أوكرانيا لحماية منطقة الدونباس لكنه أشار أيضا في خطابه إلى "القضاء على النازيين الجدد"، و"البنية العسكرية".

وبدأت العملية بقصف مختلف المواقع العسكرية في أغلب المدن الأوكرانية، بدءا من كييف، وخاركيف، وأوديسا، ماريوبول بالصواريخ والقصف المدفعي.

فكيف يمكن أن ننظر إلى المبررات الروسية بشكل مبدئي، وفي أثناء اشتعال الجبهة بين أوكرانيا من جهة، وروسيا وبيلاروسيا من جهة أخرى.

وبعيدا عن أوجه الشبه والاختلاف عن خطوة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في الهجوم على العراق، وإسقاط نظام صدام حسين بعيدا عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن بمبرر رعاية الإرهاب ووجود أسلحة دمار شامل، ينبغي الآن أيضا أن ننظر إلى المبررات الروسية.

المبررات الروسية للهجوم على أوكرانيا:

1-  القضاء على النازيين الجدد: في أغلب الظن، وطبقا للمعطيات الحالية، يبدو أن الرئيس بوتين يعتبر النظام السياسي الحالي في أوكرانيا، الذي تشكل عقب ثورة 2014 على الرئيس فيكتور يانكوفيتش نظاما –حسب وصفه- يرفع لواء النازيين الجدد، كما يتهم بوتين القيادة السياسة الأوكرانية بأنها تدعم القوميين الأوكران المتشددين الذين يكنوا العداء لروسيا تاريخيا. ويمكن اعتبار هذا الوصف الخطير بأن الرئيس فولودومير زيلينسكي ونظامه سوف تتم ازاحتهم من الحكم في أوكرانيا كإحدى نتائج هذه العملية العسكرية في الأغلب. وقد أرجع الرئيس بوتين هذا الوصف على نظام الحكم في أوكرانيا، نظرا لما ارتكبه من أفعال وخروقات في حق أهالي منطقة الدونباس من الأوكرانيين المطالبين بالتقارب مع روسيا عن التقارب مع الغرب.

2-  القضاء على البنية العسكرية الأوكرانية: بالطبع، يقصد الرئيس بوتين أنه لا يريد بنية عسكرية معادية لبلاده وشعبه إلى هذا الحد وعلى حدوده، ويعرف جيدا أن هذا الجيش الأوكراني ليس جزءا من حلف الناتو، لذا يمكن تدميره الآن أفضل من الانتظار أكثر من ذلك، حيث يمكن أن تنضم أوكرانيا لحلف الناتو.

3- العرقية السلافية: تعتبر هذه العرقية هي التفسير الرئيسي لما يحدث الآن. وعلى المستوى التاريخي، فهي تسمى بالعرقية السلافية الشرقية، وينحدر منها الشعب الروسي والأوكراني والبيلاروسي. ومع مرور السنوات، وعلى مستوى اللحظات التاريخية الفارقة في هذه المنطقة وأبرزها الثورة البلشفية، فقد كان دوما الشعب الأوكراني له توجهين؛ أحدهما توجه قومي مضاد للروس، والآخر توجه متقارب مع الروس كعرقية.

والوضع الحالي، بعد ثورة 2014، أن السلطة الحاكمة في أوكرانيا أصبحت مضادة لروسيا ومقتربة أكثر من الغرب، ولكن المشكلة تكمن في قرار الأوكرانيين الرافضين لهذا التوجه فقاموا بإعلان انفصالهم عن أوكرانيا، وهي مناطق ما يسمى بالدونباس في شرق أوكرانيا، وبالتالي أصبح العداء بينهم وبين الأوكرانيين القوميين شديدا، وأحد أسباب اندلاع الحرب في منطقة الدونباس في عام 2014.

طباعة

    تعريف الكاتب

    إسلام القاضي

    إسلام القاضي

    باحث فى العلوم السياسية