مقالات رأى

الجمهورية الجديدة وفنون الاستنارة

طباعة

لا شك فى أن احتفالية افتتاح طريق الكباش الجديد فى الأقصر كانت بمثابة إعلان حضاري مصري بتوقيع رئيس الجمهورية الجديدة، عبدالفتاح السيسي، بقناعة دافعة وإيمان عظيم ومشاركة تاريخية من جانب شعبنا العظيم ونخبته من أهل العلوم والفنون والتراث والإبداع الإنساني .. إعلان مرسل وبعلم الوصول إلى كل الدنيا ..  "المصريون قادمون".

نعم، لقد قررنا نحن الشعب المصري ليلة 30 يونيو الرابض في كل ميادين المحروسة استعادة هويتنا المصرية بروح جديدة لتجديد  العطاء الحضاري من أجل مستقبل واعد نستحقه، ولنعد للماضي بهاءه.

نعم، كانت الاحتفالية بافتتاح طريق الكباش، واحتفاليتنا السابقة بوصول مومياوات ملوكنا إلى مكانها الدائم بمتحف الحضارة بتلك الروعة والبهاء تمثلان حروف رسالة عظيمة للعالم كله أننا آتون على درب التحضر والتقدم، وقادرون ومبدعون لحاضر مبشر، وأن بلدنا ستكون حاضرة بقوة في واقع الجمهورية الجديدة وستبهر العالم بحاضرها قدر إبهار العالم بماضيها العظيم والعبقري بتأكيد وإصرار كشفت عنه برامج تلك الاحتفاليات أن مصر الدولة المستقرة الآمنة الغنية بتراثها الحضاري، وبسواعد أولادها من المبدعين الجدد، وما تمتلكه من إمكانيات قادرة على إدارة واقعها المعاصر، مع الحفاظ على تراثها الزاخر بالأمجاد .. تهديه إلى كل الدنيا بفخر وتحقيق إضافات إبداعية.

نعم، لقد أكد أبناء الجمهورية الجديدة أننا شعب دولة مبدعة ومؤتمنة علي التراث الإنساني وحافظة له. فأبناء مصر هم أحفاد البنائين العظام، وقادرون على مواصلة مسيرة البناء، من خلال تشييد ملامح حضارة جديدة في العاصمة الإدارية وغيرها من أبنية الجيل الخامس للمدن الذكية، ومن خلال إعداد آلاف الكيلومترات من الطرق التي هي شرايين للتواصل العبقري بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب،  مؤسسة على بنية تحتية متكاملة في شتي المجالات، وبداية تنفيذ مشروع متكامل غير مسبوق للنهوض بالريف المصري عبر مبادرة حياة كريمة، التي هي بالفعل ثورة اجتماعية للنهوض بجودة حياة 58 مليون من أبناء الشعب، يسكنون ريف مصر الجميل.

لقد غمرتنا مشاعر الامتنان والفخار والإجلال ونحن نتابع  المسيرة الاحتفالية المصرية التاريخية لمومياوات ملوكنا، وهي في طريقها من المتحف المصري إلى المتحف القومي للحضارة، وما صاحب المشهد من وسائط فنون إبداعية في إطارات جنائزية، وإن كانت تحيي فكرة الخلود، فصار مشهدًا مهيبًا يعكس البهاء والتفرد، فمن في العالم يمكنة أن يقدم ويكرم ملوك وقادة حفظنا أثرهم بعد الآف السنيين وكرمناهم وخصصنا المثوي الذي يليق بمكانتهم في أجمل متاحف العالم، ثم بعد أشهر قليلة، كان مشهد احتفالية "إعادة افتتاح طريق الكباش" بتنوع موسيقاه والعبور بين أزمنة مختلفة وبرشاقة عبقرية تعد احتفالية بالحياة والجمال الذي يعكس روعة الماضي وما أبدعناه، وقدرة الإنسان المصري المعاصر علي التواصل مع إبداعات الأجداد وإبداع الجديد بنفس قدر الفهم الحضاري لقيمة الفنون ودورها العظيم في حياة المصري عبر العصور.

نعم، لقد كان الاحتفال العبقري بافتتاح "طريق الكباش" بمثابة المشهد المتوج لدراما تاريخية وإنسانية وإبداعية ووطنية عظيمة مطولة قد بدأ بمشهد اكتشاف معالمه في أربعينيّات القرن الماضي، مع أول كشف عن أول تمثال عام 1949، لتتوالى بعدها مشاهد الاكتشافات التي تحكي الكثير عن حضارتنا المصرية عبر وقفات درامية مبهرة، تتعالى وتيرة وإيقاع مشاهدها الجمالية والتعبيرية الإبداعية.

لقد عشنا احتفالية ما أبدعها ونحن نخطو مع رئيس الجمهورية الجديدة، عبدالفتاح السيسي، عبر مشاهد احتفالية تحكي جلال وعبقرية وروعة الماضي على مسرح الحاضر لشعب عظيم قرر أن يعيش المستقبل.


 

طباعة

    تعريف الكاتب

    مدحت بشاي

    مدحت بشاي

    كاتب صحفى