من المجلة - ملحق إتجاهات نظرية

عالم من عدم اليقين:| كيف تتعامل الدول مع تحولات استراتيجية شديدة التعقيد؟

  • 14-8-2011

طباعة

التقديم:

محاولة لمعرفة "غير المعروف"؟
المحرر

كان لحالة الثورة التي شهدتها المنطقة العربية منذ مطلع هذا العام، دورها في تعظيم حالة عدم اليقين بما ستئول إليه الأوضاع في المنطقة، حيث لم يعد ميزان القوى العسكري هو المتغير الوحيد القادر على التأثير في معدل الاستقرار فيهاـ فقد كشفت حالة الثورة عن ديناميكيات معقدة لم يهتم بها المهتمون بالمنطقة  من قبل، إما لنزوعهم  لتبسيط الصورة التي لديهم عن المنطقة واختزالها في الصراع العربي-الإسرائيلي، أو نتيجة عدم توافر معلومات دقيقة لديهم حول ما يجري في داخل دول المنطقة وتعاملهم معها كمكونات موحدة unitary، وليس مكونات تتألف من هياكل واطر وديناميكيات معقدة.

وإذا كانت هذه المرحلة من تطور المنطقة فيها درجة عالية من عدم اليقين ، فان احتمال انتقالها إلى العالم ليس بعيد، نظرا لتماهي الحدود بين ما هو إقليمي وما هو عالمي بفعل العولمة ، وما يتمتع به العالم اليوم من وجود أنماط محددة للسلوك تجاه قضايا معينة تجعل التنبؤ بالخطوة التالية أمرا ممكنا. في هذا الإطار، يناقش هذا العدد من ملحق "اتجاهات نظرية" كيفية الاقتراب من حالة عدم اليقين، وكيفية التعامل معها.

 

أولا : كيف يمكن فهم حالة عدم اليقين في العلاقات الدولية ؟
إيمان رجب


أحيانا تتسم محاولة الاقتراب من حالة عدم اليقين بقدر كبير من الصعوبة، وأحيانا لا يتم التعامل معها بجدية، وكلنا نذكر مقولة رامسفيلد والتي عبر فيها عن مستويات مختلفة من حالة عدم اليقين،  حين علق على التقارير التي تنفي وجود أدلة على دعم العراق للمنظمات الإرهابية. وقد أثار حديثه عن وجود أشياء نعرفها وأخرى لا نعرفها العديد من ردود الفعل العالمية. وإدراك رامسفيلد لهذه الحالة، حين كن وزيرا للدفاع، يعني من الناحية العملية، أن القادة العسكريين لا يستبعدون فكرة وجود أشياء لا يعرفونها،  وبالتالي يكون السؤال المنطقي كيف سيتعاملون معها؟.

يحاول هذا القسم من الملحق الاقتراب من حالة عدم اليقين، من خلال تعريف هذه الحالة والفرق بينها وبين المخاطرة، وبينها وبين الفوضى، والأسباب التي تتسبب في نشأة هذه الحالة، ومستوياتها المختلفة، ومدى اهتمام أدبيات العلاقات الدولية بها وبتفسيرها.

كما يناقش المداخل النظرية التي يمكن من خلالها فهم حالة عدم اليقين والتعامل معها، مثل نظرية النظم الديناميكية المعقدة، ومفهوم البجعة السوداء، ونظرية المباريات، ونظرية الاحتمالات. كما يناقش مجموعة من المفاهيم التحليلية والنظريات المرتبطة بحالة عدم اليقين، مثل نموذج السير العشوائي، والتفكير خارج الصندوق، ونموذج "كومة الرمل"، وفكرة "الأجسام الثلاثة"، والفوضى الخلاقة، ولعبة الدجاجة، ومعضلة السجينين.

ثانيا: نظرية الفوضى كمدخل لفهم حالة عدم اليقين
د. عزمي خليفة


يناقش تعليق الدكتور خليفة على حالة عدم اليقين في العلاقات الدولية ومحاولات الاقتراب منها، مجموعة من الأفكار الخاصة بمدى "استثنائية" حالة عدم اليقين التي تشهدها المنطقة حاليا، ومدى الانتشار الجغرافي والتمدد الزمني لهذه الحالة، وكيف أثرت هذه الحالة على الدراسات المستقبلية. كما يناقش كيفية التعامل مع حالة عدم اليقين، على المستويين النظري والعملي. وقد اعتبر نظرية الفوضى مدخلا مفيدا في فهم حالة عدم اليقين والتعامل معها، ورأى أن هذه الحالة تتطلب من صناع السياسة الخارجية تشكيل مجلس للأمن القومي، يتألف من تخصصات متنوعة، حتى يكونوا أقدر على إدارة السياسة الخارجية بفاعلية.

ثالثا: مفاهيم تحليلية
علي محمد علي ، ريهام مقبل

طباعة