تحليلات - مصر

المؤتمرات الوطنية للشباب.. بين الأطر الحاكمة ونتائج الواقع ومسار التطوير

  • 27-10-2017

طباعة
تعد عودة الاهتمام بالشباب في أجندة النظام السياسي في مصر، وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة، من أهم المتغيرات التي طرأت على النظام السياسي المصري، بعد ثورة 30 يونيو 2013. وقد ظهر ذلك من خلال الخطاب الرسمي للدولة، والذي عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة وخطاب، وعززه بتخصيص خطاب كامل لقضايا الشباب في 9 يناير 2016، وهي سابقة لم تحدث في أي من عهود الرؤساء السابقين، بالإضافة إلى الممارسة الحقيقية من خلال تخصيص عام 2016 ليكون عاماً للشباب المصري، والذي بدأ بإطلاق منتدى للحوار مع الشباب ليكون قناة اتصال جديدة بين الدولة والشباب. كما شهد شهر أكتوبر من العام نفسه انعقاد المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ بحضور أكثر من 3 آلاف شاب وفتاة يمثلون جميع أطياف العمل الشبابي المصري من شباب أحزاب، ونقابات، وطلاب وغيرهم. وأعقب هذا المؤتمر انعقاد أربع مؤتمرات دورية للشباب حتى مايو 2017، وهي المؤتمر الأول بالقاهرة، والثاني مؤتمر أسوان، والثالث بالإسماعلية والأخير مؤتمر الإسكندرية.
وما يميز هذه المؤتمرات هو الاهتمام الكبير التي حصلت عليه من مؤسسة الرئاسة، وباقي الأجهزة التنفيذية في الدولة، حيث ظهر ذلك في حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على الحضور الكامل لأيام هذه المؤتمرات، والاستماع إلى آراء الشباب بنفسه، والنقاش المشترك معهم حول القضايا التي تشغلهم، بما فيهم أدق قضايا الأمن القومي، مثل الموقف من تيران وصنافير، وقضية سد النهضة، وهي تجربة غير مسبوقة لم تشهدها مصر من قبل كما أن الرئيس لم يكن حاضراً في هذه اللقاءات بمفرده، بل كان معه جميع قيادات الجهازين التنفيذي والتشريعي، ورؤساء المؤسسات الدينية. ولم تكن هذه الجلسات شكلية، بجلوس الشباب إلى جوار الرئيس والمسئولين، بل كانت محاولة لفتح نوافذ جديدة لعينة مختارة من الشباب للتعبير عن آرائهم في مختلف القضايا الخاصة بكل مؤتمر، وهو ما ظهر في وجود الشباب على المنصة، ويكون قادة النظام السياسي جالسين على كراسيهم في القاعة يستمعون إلى عروضهم ورؤاهم. 
كما برزت في أثناء هذه المؤتمرات إشارات تفاعل قوية، عبر عنها اهتمام الرئيس بمختلف قطاعات الشباب، حيث ظهرت في شكل وطني جامع لا يقتصر على تيار سياسي بعينه، ولا يكتفي باستعراض الموقف العام للدولة المصرية خلال فترة انعقاد المؤتمر من رؤية حزبية ضيقة، بل برؤية أوسع، أشبه بجمعية عمومية شابة للشعب المصري، تناقش أهم القضايا المطروحة على الساحة، وهو ما ظهر من خلال حرص الرئيس السيسي على مناقشة القضايا الكبرى التي تهم المواطنين في هذا المؤتمرات
 
أولا-  خمسة مؤتمرات للشباب خلال عامين: 
 عقد المؤتمر الوطني الأول للشباب في مدينة شرم الشيخ خلال الفترة 25-27 أكتوبر 2016، وانطلقت فعالياته تحت شعار «ابدع. انطلق» برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، تلبية لدعوته بعقد مؤتمر وطني للشباب، بعدما أطلق على عام 2016 عام الشباب، خلال احتفالية يوم الشباب المصري في 9 يناير 2016، بدار الأوبرا المصرية، وعقد المؤتمر بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد كبير من المسئولين والوزراء وكبار الشخصيات العامة، وبمشاركة أكثر من 3 آلاف شاب من مختلف شرائح وقطاعات الشباب المصري، ليتوج بها نتائج الحوار الوطني للشباب الذي استمر ثمانية أشهر، بحث الشباب المصري من خلال جلساته المختلفة القضايا والتحديات التي تواجه الوطن.
وتضمنت جلسات المؤتمر جلستين عامتين شملتا مختلف المحاور، حيث ناقش المؤتمر في اليوم الأول 9 جلسات شملت قضايا تقييم تجربة المشاركة السياسية الشبابية في البرلمان، والعلاقة بين ملف الحريات العامة والمشاركة السياسية للشباب، ورؤية الشباب لإصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، ورؤيتهم لربط منظومة التعليم بسوق العمل، وتأثير السينما والدراما في تشكيل الوعى الجمعي والأنماط السلوكية للشباب، ودراسة مسببات العنف في الملاعب الرياضية وسبل عودة الجماهير، ودور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في القضاء على البطالة، وتحديات الدولة المصرية في ترسيخ مبادئ الديمقراطية والحريات العامة في ظل التحديات الأمنية، وأسباب الهجرة غير المشروعة وسبل حلها.
وناقشت جلسات اليوم الثاني 10 قضايا، تمثلت في استعراض الفرص المتاحة للمشاركة الفعالة للشباب في انتخابات المحليات، ورؤية الشباب لإصلاح منظومة التعليم قبل الجامعي، وسبل تعظيم الاستفادة من إمكانات الدولة لإثراء النشاط الثقافي، وكيفية صناعة البطل الأوليمبي، وسبل تفعيل النشاط الرياضي بالمدارس والجامعات، ومسارات تعظيم الاستفادة من المشروعات القومية الكبرى، ودور الشباب في تقييم أداء تنفيذ رؤية مصر.
وفى اليوم الثالث والأخير، عقدت ثلاث جلسات حول قضايا الاقتصاد ورؤية الشباب لآفاق المستقبل، ودراسة التأثيرات السلبية في الشخصية المصرية وسبل علاجها، وتأثير وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في تكوين الوعي وصناعة الرأي العام.
ونتج عن المؤتمر 8 قرارات مهمة، أعلنها الرئيس في ختام المؤتمر الوطني، شملت:
أولا: تشكيل لجنة وطنية من الشباب، لإجـراء فحـص شامــل ومراجعة لموقف الشبـاب المحبوسين على ذمة قضايــا، ولم تصدر بحقهم أي أحكام قضائية، وقام الرئيس بمد عمل اللجنة وتوسيع نطاق عملها ليشمل المسجونين في قضايا الرأي.
 ثانيا: قيام رئاسة الجمهورية بالتنسيق مع مجلس الوزراء ومجموعة من الرموز الشبابية، بإعــداد تصــور سياسي لتدشين مركز وطني لتدريب وتأهيل الكوادر الشبابيـة. 
ثالثا: التنسيق مع جميع أجهزة الدولة لعقد مؤتمر شهري للشباب. 
رابعا: قيام الحكومــة بالتنسيق مــع الجهــات المعنيــة بالدولــة بدراســة مقترحــــات ومشروعات تعديــل قانــون التظاهـــر المقدمة مــن الشبــاب.
 خامسا: قيــام الحكومــة بالإعــداد لتنظيــم وعقـــد حــوار مجتمعي شامل لتطوير وإصلاح التعليم.
 سادسا: دعوة شباب الأحزاب والقوى السياسية لإعـــــداد برامـــج وسياســـات تسهــم فــي نشــر ثقافــة العمــــل التطوعي، على أن تكـون أولـى قضاياها تبنى مبادرة القضاء على الأميــة بالمحافظات.
 سابعا: تكليف الحكومة بالتنسيق مـع مجلـس النـواب للإسـراع بالانتهاء من إصدار التشريعات الإعلامية.
 ثامنا: قيام الحكومة بالتعاون مــع الأزهـــر الشريف والكنيســــة المصريــة لوضع استراتيجية شاملة لترسيخ القيم والأخلاق وتصويب وتجديد الخطاب الديني.
وكان أول تنفيذ لمخرجات المؤتمر الأول للشباب هو العفو الرئاسي عن الدفعة الأولى للشباب المحبوس على ذمة قضايا التظاهر والنشر وحرية الرأي والتعبير، حيث أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا رقم 515 لسنة 2016 بالعفو عن 82 من الشباب المحبوسين على ذمة قضايا التظاهر والنشر وحرية الرأي والتعبير، بينهم إسلام بحيري، وأغلبهم من طلبة الجامعات. وتُعد هذه الدفعة الأولى من الشباب التي تتولى لجنة الشباب المحبوسين، برئاسة الدكتور أسامة الغزالي حرب، فحص حالاتهم. واستند القرار الجمهوري للمادة 155 من الدستور التي تنص على: "لرئيس الجمهورية، بعد أخذ رأي مجلس الوزراء، العفو عن العقوبة، أو تخفيفها، ولا يكون العفو الشامل إلا بقانون، يُقر بموافقة أغلبية أعضاء مجلس النواب".
  فيما عقد المؤتمر الدوري الأول للشباب، في القاهرة يوم 10 ديسمبر 2016، من أجل استعراض ومراجعة ما تم تنفيذه من التوصيات الصادرة عن المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عقد في شرم الشيخ، وقد شارك في المؤتمر نحو ألف شاب وفتاة، إلى جانب المشاركة الرسمية من الرئيس وعدد من الوزراء والحكومة، وكبار رجال الدولة، ونخبة من رؤساء الأحزاب السياسية، ورجال الدين والمثقفين، والكتاب وأعضاء البرلمان والصحفيين والإعلاميين، وعقد عدد من الجلسات العامة تناولت نتائج اجتماعات الحوار الوطني الخاص بقضايا التعليم. كما جرى في هذا الإطار مناقشات حرة مع الشباب، فضلا عن استعراض الرؤى التي تمت خلال الفترة الماضية.
وطرح خلال الجلسة الافتتاحية مبادرة شبابية لدعم ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، تضمنت عرضا لتاريخ مشيرة خطاب، والمناصب التي تولت مسئوليتها، إضافة إلى عرض جزء من لقاءات تليفزيونية معها، كما تم تدشين صفحة خاصة على فيس بوك لدعم السفيرة مشيرة خطاب، المرشحة المصرية لرئاسة اليونسكو، وإطلاق هاشتاج #khattab4uunisco على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر" للتواصل مع الشباب من جميع دول العالم لدعم المرشحة عالميًا، بالإضافة إلى هاشتاجات #ادعم_مشيرة" و"#مشيرة_فى_اليونسكو". 
فيما أوصى المؤتمر بتكليف الحكومة بإعداد مشروع لتعديلات قانون التظاهر، والتوجه بطلب إلى مجلس النواب لإعادة مناقشة قانون الجمعيات الأهلية، مع استمرار عمل اللجان المشكلة لبحث حالات الشباب المحبوسين، وكذا مبادرات العمل التطوعي والحوار المجتمعي لبحث قضايا التعليم والخطاب الديني.
بينما عقد المؤتمر الدوري الثاني للشباب بمدينة أسوان يومي 27 و28 يناير 2017، بمشاركة مئات من شباب الجامعات والأحزاب السياسية، حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، والعديد من الوزراء وكبار مسئولي الدولة، وأعضاء مجلس النواب، والقيادات السياسية، والخبراء الاقتصاديين، وقيادات الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني، وبمشاركة 1300 شاب وفتاة يمثلون شباب الصعيد فقط، كما اقتصرت دعوات كبار الشخصيات والمسئولين على الذين ينتمون لمحافظات الصعيد.
وتم عرض إنجازات مجموعة من الشباب التي تحققت خلال عام 2016 خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، حيث تم بالفعل تأهيل 500 شاب في إطار البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، بالإضافة إلى عرض تفصيلي لإنطلاق بنك المعرفة المصري الذي حصل خلال فترة وجيزة على جائزة أفضل عمل دولي في مجال المعرفة، كما تم عقد دورة تثقيفية تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة بمشاركة 2500 شاب. كما شهد العام الماضي أيضا مؤتمر نموذج محاكاة الحكومة المصرية الأول. 
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والاجتماعي، أشارت المجموعة الشبابية إلى الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة حيث أشار الشباب إلى تكليف الرئيس السيسي للبنك المركزي المصري بتقديم قروض ميسرة للشباب لإقامة المشروعات الصغيرة بفائدة 5 في المئة بدلا من 15 في المئة. وبالنسبة للصناعة، تم منح ترخيص 296 مصنعا بمدينة السادات مساحة كل مصنع ألف متر مربع، وأوضحوا أنه تم تطوير 2700 مركز شباب من إجمالي 4 آلاف مركز للشباب. وبالنسبة للإسكان الاجتماعي، لُفت إلى أن الرئيس السيسي وجه بأن يحصل كل شاب يتقدم على شقة، حيث تم بالفعل بناء 145 ألف وحدة سكنية بإجمالي 20 مليار جنيه، وتم تطوير العشوائيات حيث تم افتتاح مشروع حي الأسمرات.
وفي إطار فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر عقدت جلسة بعنوان "الصعيد ما بين التحديات وآفاق التنمية"، عرض من خلالها رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الإسكان، والكهرباء، والتجارة والصناعة، والاستثمار، بالإضافة إلى اثنين من شباب الصعيد خلال الجلسة، الجهود الجارية التي تقوم بها الدولة للتغلب على التحديات التنموية التي تواجه محافظات الصعيد والرؤية المستقبلية للتنمية بها وتعزيز الاستثمارات وجهود تطوير القطاعات المختلفة هناك.
كما عقدت جلسة بعنوان "مبادرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة للصعيد" في إطار فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر، وتحدث خلالها عدد من المسئولين، منهم وزراء التجارة والصناعة، والتعاون الدولي، ومحافظا المنيا وأسوان، ورئيس جمعية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن عدد من شباب الصعيد، حيث عرضوا التحديات المتعلقة بمجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة وسبل التغلب على عوائق التمويل والتسويق الخاصة بها بهدف التوسع فيها، لأهميتها الكبيرة في زيادة وتطوير القاعدة الصناعية والتقليل من الواردات وتوفير فرص عمل للشباب خاصة بالنسبة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وفى الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني الدوري الثاني للشباب المنعقد بأسوان، كرم الرئيس ثمانية من شباب الصعيد المتفوقين والمتميزين في عدد من المجالات.
وجاءت توصيات المؤتمر كالآتي: 
1. إنشاء الهيئـة العليـا لتنمية جنوب مصر، والتي تهدف إلى الارتقاء بالخدمات العامة وتوفير فرص عمل والعناية بآثار النوبة، باستثمارات تصل إلى 5 مليارات جنيه خلال السنوات الخمس القادمة.
2. إنهاء جميع المشروعات التنموية بمنطقة نصر النوبة ووادي كركر، وتخصيص مبلغ 320 مليون جنيه للانتهاء من تلك المشروعات قبل نهاية يونيو 2018.
3. إطلاق مشروع قومي لإنشاء مناطق صناعية متكاملة للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتبدأ المرحلة الأولى منه بإنشاء 200 مصنع صغير بكل محافظة من محافظات الصعيد خـلال الأشهر الستة القادمة.
4. استمرار العمــل فــي توسيـــع نطـاق إجـراءات الحمايــة الاجتماعيــة، مـن خلال تطوير برنامج تكافل وكرامة، ليتضمن برامج تشغيل لأبناء الأسر التي يشملها البرنامج، من خلال إطلاق مشروعات كثيفة العمالة.
5. زيادة الجهود الموجهة لتحسين مستوى جودة الحياة بالصعيد، من خلال العمل على استمرار تكثيف الجهود في مجالات الصحة والتعليم والنقل والإسكان.
6. الإسراع في تنفيذ مشروع المثلث الذهبي (قنا - سفاجا- القصير) على خمس مراحل متتالية، والذي يهدف إلى إنشاء مناطق للصناعات التعدينية ومناطق سياحية عالمية، بحيث يصبح هذا المثلث منطقة عالمية جاذبة للاستثمار.
7. تحويل أسوان إلى عاصمة للاقتصاد والثقافة الإفريقية، والاحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف معبد أبو سمبل للترويج السياحي لمصر، وإقامة احتفالية كبرى لهذه الذكرى.
8. استبعاد منطقة "خور قندى" والمقدرة بمساحة تبلغ 12 ألف فدان والمطروحة بشركـــة الريـف المصري، مع وضع تصور متكامل بشأن هذه المنطقة خلال فترة لا تتعدى ثلاثة أشهر.
9. مراجعة موقف من لم يتم تعويضه في الفترات السابقة لإنشاء السد العالي وما تلاها من خلال لجنة وطنية تشكل من الجهات المعنية على أن تنهى اللجنة أعمالها خلال ستة أشهر على الأكثر.
وعقد المؤتمر الثالث بمدينة الإسماعيلية في الفترة ما بين 25 إلى 27 أبريل 2017، بالتزامن مع فعاليات الاحتفال بعيد تحرير سيناء. وقد شارك في هذا المؤتمر أكثر من 200 مدعو من الشخصيات العامة وكبار المسئولين ورجال الدولة، كما شارك في المؤتمر 1200 شاب وشابة من مختلف الفئات العمرية، يمثلون إقليم القناة والمحافظات الأخرى، ويشارك بالمؤتمر شباب محافظات السويس، وبورسعيد، والإسماعيلية، علاوة على شباب من محافظتي شمال وجنوب سيناء، وبعض من شباب المحافظات الأخرى، بالإضافة إلى 100 شاب ممثلين لوزارة التعليم العالي، و100 شاب ممثلين لوزارة الشباب والرياضة، وشباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، وعدد من شباب الأحزاب السياسية، كما تم اختيار 60 شاباً وفتاة ممن تقدموا بطلب حضور المؤتمر، من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي لمؤتمرات الشباب.
وشهدت فاعليات اليوم الأول للمؤتمر عرض فيلم "ابدع. انطلق"، ودعا مقدمو المؤتمر الوطني للشباب، شباب العرب وإفريقيا للمشاركة في فعاليات المؤتمر لمناقشة جميع القضايا بحيادية وموضوعية، موضحين أن المؤتمر كسر كل الحواجز بين الدولة والشباب، وفى المساء أُقيمت لأول مرة جلسة المناقشات بعنوان "اسأل الرئيس"، والتي التقى فيها 150 شابًا وفتاة من مدن القناة وسيناء، وفى بداية اليوم الثاني للمؤتمر زار الرئيس مشروع أنفاق قناة السويس، مؤكدا أنه يثبت قدرة المصريين على تنفيذ المشروعات الضخمة، لافتًا إلى أن 99% من العاملين بالمشروع مصريون.
وبدأت الجلسة الصباحية للمؤتمر في اليوم الثاني بجلسة خاصة عن آفاق التنمية المستدامة في قطاعي النقل والإسكان وآفاق التنمية بمحور قناة السويس، تحدث فيها رئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، ووزيرا النقل والإسكان ورئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش ومجموعة من الشباب، وتحدث الرئيس السيسي خلال الجلسة عن مشروع المدينة الجديدة داخل الإسكندرية، وعن أن موقع مصر أتاح لها الاستفادة من مسار التجارة الدولية وأوضح أنه جار العمل على رفع كفاءة الموانئ والبنية التحتية لها كونها عصب التنمية في منطقة القناة، لافتا إلى أنه تم الانتهاء من إنشاء مطار مدنى بمنطقة القناة يمكنه استقبال 1.7 مليون راكب في السنة.
وفى جلسة مساء اليوم الثاني، التي جاءت بعنوان "جهود الدولة لرعاية المواطن صحيا واجتماعيا"، تحدثت وزير التضامن غادة والى عن أن برامج الحماية الاجتماعية حق لكل مواطن، مشيرة إلى الاعتماد على معايير ثابتة لتحديد الأسر الأكثر فقرًا.  وأشارت إلى أن نسبة المصريين ممن هم تحت خط الفقر 27%، لافتة إلى أن الحكومة مستمرة في توسيع برامج الحماية الاجتماعية، وعمليات التنقية حيث يصل الدعم النقدي يصل إلى 3 ملايين و200 ألف أسرة.
وفى اليوم الثالث لمؤتمر الشباب، شهد الرئيس السيسي بصحبة عدد من الشباب سير العمل في مدينة الإسماعيلية الجديدة، برفقة وزراء الدفاع والشباب والإسكان، ومحافظي الإسماعيلية وبورسعيد والسويس وشمال وجنوب سيناء، وتفقد الرئيس مدينة الإسماعيلية الجديدة، واستمع إلى شرح من اللواء كامل الوزير، الذى أوضح أنه تم إنشاء المرحلة الأولى من المدينة على مساحة 2800 فدان من إجمالي 7 آلاف فدان مساحة المدينة، مضيفاً أن المدينة توفر 52 ألف وحدة سكنية تم الانتهاء من تشييد 22 ألف وحدة، كما تشتمل كذلك على منشآت خدمية وتعليمية ودينية واجتماعية ورياضية، وتم تجهيز مبانيها لمراعاة ذوى الاحتياجات الخاصة.
كما عقدت جلسة في اليوم الثالث بعنوان "محاكاة مراحل الاقتصاد المصري" والتي حضرها الرئيس السيسي. واحتوت الجلسة على عرض تفصيلي لواقع الاقتصاد المصري منذ بدء الجمهورية في سنة 1952 وحتى اللحظة الحالية، مرورًا بسلاسل الإخفاقات والنجاحات التي كانت تواكب مراحل الإصلاح الاقتصادي المختلفة، وصولًا إلى روشتة من أجل إكمال دورة الإصلاح لتحقيق التنمية التي يأملها الجميع. واعتمد الخبراء في عرضهم على البيانات الموثقة من الدولة ومن المؤسسات الدولية المعنية بالأمر الاقتصادي.
وفى جلسة "نموذج محاكاة الدولة المصرية"، قدم مجموعة من الشباب نموذج محاكاة للحكومة ومجلس النواب، عرضوا خلاله بدائل للسياسات العامة وآليات إدارة الدولة ومقترحات قوانين. وتحدثت فيها الجلسة الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، والكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والكاتب الصحفي محمد على خير، الذين قيموا ما قدمه الشباب من سياسات ومقترحات وفى الجلسة الأخيرة لمؤتمر الشباب الذي حضرها الرئيس السيسي.
وجاءت هم التوصيات التي توصل إليها بعد ثلاثة أيام من العمل والمناقشات حول قضايا تخص كل شؤون الوطن على النحو التالي:
1 -إعلان 2018 عامًا لذوي الإعاقة.
2 -تكوين مجموعات رقابية داخلية بأجهزة ومؤسسات الدولة من الشباب.
3 -إطلاق مبادرة لتجميل الميادين والشوارع ومشروعات الشباب التي تواجه صعوبة في استخراج التراخيص.
4 -تشكيل مجموعة للتحفيز والمتابعة من شباب هيئة الرقابة الإدارية الذين قاموا بعرض محاكاة الاقتصاد المصري ومجموعة مقابلة لها من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة لمتابعة الخطط والتوصيات وعرض النتائج في المؤتمرات الشباب الدورية.
5 -دراسة تطوير المجلس للاستثمار وتحويله للمجلس الأعلى للاستثمار والتصدير.
6 -تفعيل المجلس الأعلى للمدفوعات لدمج الاقتصاد غير الرسمي.
7 -ميكنة المنظومة السيادية مثل الجمارك والضرائب للحد من التسرب المالي.
8 -البدء في إجراءات إنشاء المجلس الأعلى لقواعد البيانات برئاسة رئيس السيد رئيس الجمهورية.
فيما عقد المؤتمر الوطني الدوري للشباب في دورته الرابعة بمدينة الإسكندرية، خلال يومي 24 و25 يوليو الماضيين، وشهد المؤتمر، الذي عقد في قاعة المؤتمرات الكبرى بمكتبة الإسكندرية، مناقشة عدد من القضايا الحيوية الوطنية والجماهيرية، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء وعدد من والوزراء، وكبار المسئولين، وأعضاء من مجلس الوزراء، ومجموعات متنوعة من الشباب، والخبراء في مجالات الاقتصاد، والتعليم، والصحة، ورؤساء الأحزاب السياسية، ورؤساء النقابات المهنية، ورؤساء الجامعات، والمثقفين، والصحفيين، والإعلاميين، وممثلي المجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي لحقوق الإنسان.
وشارك في المؤتمر ما يقرب من 1300 شاب يمثلون فئات عريضة من الشباب المرشحين من محافظات إقليم غرب الدلتا (الإسكندرية، ومطروح، والبحيرة، وكفر الشيخ)، وشباب الجامعات بتلك المحافظات، وشباب تقدموا بطلب حضور المؤتمر على الموقع الإلكتروني.
كما تضمنت قائمة المدعوين شباب الدفعة الثانية من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة ممن ينتمون لمحافظات إقليم غرب الدلتا، وممثلي شباب جمعيات رجال الأعمال، وأمناء الشباب في الأحزاب السياسية، ومجموعة من الشباب العاملين في الجمعيات الأهلية والعمل التطوعي.
وتخضع معايير اختيار الشباب المدعوين لحضور المؤتمر لمبدأ أن يكون 60% على الأقل من الحاضرين يشاركون في المؤتمر لأول مرة. ويعد المؤتمر الوطني للشباب ملتقى للحوار المباشر بين الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة والشباب لعرض أبرز القضايا ومناقشتها، من خلال رؤية وطنية، وتخطيط علمي، وحوار بناء.
وتضمنت الجلسة الافتتاحية فيلما تسجيليا عن مؤتمرات الشباب السابقة، وتلاه عرض فيلم منتدى شباب العالم، وأعقبه فيلم عن إقليم غرب الدلتا. وعقب ذلك، عقدت الجلسة الأولى بعنوان "رؤية مصر ٢٠٣٠" بحضور الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، والمهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، والمهندس هشام عرفات، وزير النقل، والمهندس مصطفى مدبولي، وزير الإسكان، والدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، والدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة، والدكتور عبد المنعم البنّا، وزير الزراعة. 
وعقدت الجلسة الثانية بعنوان "تكافل وكرامة .. من الحماية الاجتماعية إلى التنمية" بحضور كل من غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والإصلاح الإداري، وعلى المصيلحي، وزير التموين، بمشاركة ٣ شباب من شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، ويعقبها جلسة بعنوان "الطاقة بين التحدي والإنجاز" بمشاركة الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، والمهندس طارق المُلا، وزير البترول. 
كما عقدت جلسة بعنوان "اسأل الرئيس"، أجاب فيها الرئيس السيسي على مجموعة من التساؤلات الموجهة إليه من الشباب والمواطنين المصريين عبر الموقع الرسمي للمؤتمر، وتلاها جلسة بعنوان "نموذج محاكاة الدولة المصرية" بمشاركة وزير الطيران ونائب وزير المالية للسياسات المالية و٦ من شباب البرنامج الرئاسي للقيادة. 
وأعقب ذلك جلسة أخرى بعنوان "قانون الرياضة الجديد" بمشاركة وزير الشباب والرياضة، المهندس خالد عبدالعزيز، وحازم إمام، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، والنائب محمد السويدي، وأعقبها جلسة ثانية بعنوان "نموذج محاكاة الدولة المصرية" بمشاركة عمرو الجارحي، وزير المالية، وسحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، و٦ من شباب برنامج تأهيل الشباب للقيادة.
واتخذ الرئيس عبد الفتاح السيسي، حزمة من القرارات خلال ختام فعاليات مؤتمر الشباب في الإسكندرية. وجاءت أبرز هذه القرارات كالآتي:
أولا- "دعم الدولة لـ "منتدى شباب العالم" الذي دعا له شباب مصر، ودعوة ملوك ورؤساء الدول الصديقة لحضور المنتدى.
ثانيا- تكليف الحكومة مستعينة بالشباب لوضع استراتيجية 2030.
ثالثا- تكثيف جهود الحكومة لزيادة الحيز العمراني للإسكندرية 13 ألف فدان، واتخاذ جميع الإجراءات لتطوير المحاور واستكمال كافة الدراسات الخاصة بها بحد أقصى نهاية العام.
تأتي هذه الحزمة بالإضافة إلى استكمال بناء وحدات (بشاير الخير)، وتطوير مدينة رشيد، الانتهاء من مشروعات المناطق الصناعية بالبحيرة. البدء الفوري في دراسات تنمية غرب مصر، قيام الحكومة بالدراسة الفورية للمطالب والشكاوى التي تقدم بها أهالي إقليم غرب الدلتا وقاموا بتسليمها لياسين الزغبي، قيام الحكومة بإنشاء كيان ثقافي شامل بالعاصمة الإدارية الجديدة، إضافة إلى الإعداد والتخطيط لإنشاء كيان مماثل في محافظات صعيد مصر، وقيام مجلس الوزراء من إنهاء التخطيط للتقسيم الإداري الجديد لمحافظات مصر.
 
ثانيا- الطريق إلى منتدى شباب العالم: 
أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة لشباب العالم لحضور منتدى عالمي في مصر، والتي لاقت استجابة العديد من الشباب حول العالم من كل اللغات، حيث تم الإعلان عن موعد مؤتمر منتدى شباب العالم، من خلال فيلم تسجيلي عرض في مؤتمر الشباب الدوري الرابع بالإسكندرية، والذي عقد على مدى يومي 24 و25 يوليو 2017. وتعود فكرة المؤتمر إلى الدعوة التي أطلقها الرئيس السيسي خلال مؤتمر الإسماعيلية في أبريل 2017، في ختام المؤتمر الوطني الرابع للشباب بمدينة الإسماعيلية، ومشاركته للشباب المصري في دعوة الشباب من مختلف دول العالم للمشاركة في منتدى شباب العالم الذي سوف يقام بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2017، لينقل للعالم رسالة سلام وتنمية ومحبة من أرض مصر".
ويُعد المؤتمر الوطني للشباب، الذي يقام تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، منصة فعالة للحوار المباشر بين الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة والشباب المصري الواعد الذي يطمح في بناء مستقبل أفضل لوطنه، حسبما أعلن الموقع الرسمي للمؤتمر.
ويضم برنامج منتدى شباب العالم مجموعة متنوعة من المحاور التي تناقش قضايا وموضوعات تهم مختلف الفئات الشبابية حول العالم، والتي من خلال جلساتها سيعبر شباب العالم عن رؤاهم ويطرحون أفكارهم ويتبادلون تجاربهم، ومنها:
محور قضايا شبابية عالمية:
ويتضمن مناقشة قضايا الإرهاب ودور الشباب في مواجهتها، ومشكلة تغير المناخ والهجرة غير المنتظمة واللاجئين، وإسهام الشباب في بناء وحفظ السلام في مناطق الصراع، وكيفية توظيف طاقات الشباب من أجل التنمية.
محور التنمية المستدامة والتكنولوجيا وريادة الأعمال:
والذي من خلاله سيتم التعرف على رؤى الشباب لتحقيق التنمية المستدامة حول العالم، واستعراض التجارب الدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعرض تجارب شبابية مبتكرة في مجال ريادة الأعمال، مع مناقشة تأثير التكنولوجيا على واقع الشباب.
محور الحضارات والثقافات:
ويضم موضوعات خاصة بالفنون والآداب والهوية الثقافية، وكيفية تكامل الحضارات والثقافات والاستفادة من تنوعها واختلافها، وكيف تصلح الآداب والفنون ما تفسده الصراعات والحروب ، بالإضافة إلى البعد الثقافي للعولمة وأثره على الهوية الثقافية للشباب.
محور صناعة قادة المستقبل:
ويتم فيه استعراض التجارب الدولية البارزة في تأهيل وتدريب الشباب، ودور الدول والمجتمعات في صناعة قادة المستقبل.
نموذج محاكاة الأمم المتحدة:
كما يشهد المنتدى تنظيم نموذج محاكاة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي يشارك فيه أكثر من 60 شاب من مختلف الدول. ومن خلال مشاركتهم في هذا النموذج، سيتمكن هؤلاء الشباب من معايشة تجربة حية لما يختبر ممثلي دول مجلس الأمن في الأمم المتحدة، والتعرف على مختلف وجهات النظر والحلول أثناء مناقشة موضوعات متنوعة تدور حول مجابهة المخاطر التي تهدد السلم والأمن العالمي، والتحديات التي تواجهه الدول نتيجة لموجات الهجرة غير المنتظمة، والحروب السيبرانية وتهديدها لأمن الدول.
وتم توجيه الدعوة لجميع المنظمات الشبابية من كل قارات العالم للمشاركة في المنتدى، كما تم توجيه الدعوة 250 من شباب أبناء الجاليات المصرية في الخارج، كما تم البحث عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي عن الشخصيات المؤثرة في مجتمعاتها من مختلف الدول العالم لدعوتها لحضور المنتدى. وعلى سبيل المثال، تم دعوة أحد النشطاء من قارة آسيا له أربعة ملايين متابع على تويتر، ورحب 80% من هذه الشخصيات بالحضور، كما تم توجيه الدعوة لوسائل الإعلام العالمية للحضور، والذي يحمل رسالة نجاح مصر في تنظيم المنتدى في مواجهة بعض الجهات الخارجية التي لا تريد لمصر أن يكون لها مكانة على المسرح الدولي.
 
ثالثا- خطوات للتطوير:
يعد حرص الدولة على إنتظام إقامة المؤتمرات الدورية للشباب هو الانطباع الأول بالنظر لما تم في المؤتمرات الخمسة الماضية. وتعود رغبة الدولة في ذلك لعدة أسباب، أولها: تنفيذا لمخرجات المؤتمر الوطني الأول الذي عقد بشرم الشيخ، ونص في أحد توصيات على إقامة لقاءات دورية للشباب لمتابعة تنفيذ المخرجات الثمانية الذي نتجت عن المؤتمر الوطني الأول. ثانيها: تعد المؤتمرات فرصة جيدة للتواصل، ومنصة جيدة لشرح الرؤى المستقبلية وتبادل المعلومات بين الحكومة ومؤسسات الدولة من جانب والشباب من جانب آخر. ثالثها: تسهم هذه المؤتمرات في رفع الروح المعنوية للمؤسسات والوزارات المختلفة، عبر خلق حالة عامة من الاطمئنان، كونها توضح تماسك الدولة وقدرتها على نقاش العديد من الملفات ومدى قدرة هذه المؤسسات والوزارات على تنفيذ توصيات المؤتمرات التي تعد أبرز ما ينتج عنها. رابعها: تعد طريقة التواصل مع فئات الشباب في خطوة مهمة لمعرفة رد فعل الشارع المصري الذي يمثل الشباب الكتلة الأكبر فيه حول الملفات والقضايا المهمة. خامسها: أعطت الفرصة للشباب الحاضر على الأطلال شكلا وبطريقة سريعة على عالم صناعة القرار.
ومن رصد أعداد الحاضرين في المؤتمرات الخمسة من مؤتمر شرم الشيخ الأول إلى مؤتمر الإسكندرية الأخير، نرى أن إجمالي عدد الحضور وصل إلى أكثر من 8200 شاب من شتى ربوع مصر المحروسة. وقد حرصت مؤسسة الرئاسة على تنوع الفئات المستهدفة لحضور هذه المؤتمرات، حيث حرصت على أن تضم الجلسة الشهرية 60% من الشباب الجدد، و30% من الشباب الذين حضروا مؤتمر شرم الشيخ، مما يعطى فرصة للتعددية وإعطاء فرص لمزيد من الشباب لحضور مثل هذه المؤتمرات، حيث يبلغ إجمالي الشباب في مصر في الفئة العمرية 15-34، استنادا إلى التعداد الرسمي لعام 2017 عدد 34.6 مليون نسمة، أي أنهم يمثلون 34.6% من إجمالي السكان. ومن ثم يصعب تمثيل كل هذه الأعداد في المؤتمرات الدورية، لذا تحرص مؤسسة الرئاسة والأجهزة المعنية بتنظيم المؤتمرات، خاصة وزراة الشباب، على تطوير آليات الاختيار، بحيث يتم تمثيل جميع فئات وطبقات الشباب.
ومن الآليات التي تم تطويرها في إطار الإعداد لمنتدى شباب العالم، هو الاهتمام بالبعد التكنولوجي، من خلال إطلاق منصة رسمية وموقع خاص يمكن التسجيل من خلاله لحضور المؤتمر، كما تم تطوير أساليب الدعاية والإعلان عن هذا المنتدى. فلأول مرة يتم توجيه الدعوة إلى الشباب في العالم بأسره ولا يقتصر على الشباب المصري فحسب، هذا بالإضافة إلى تطوير نمط ومعايير الاختيار في المؤتمرات السابقة، من خلال إشراك أجهزة تنفيذية، خاصة الوزارات التي لها علاقات بالخارج، إضافة إلى ترشيحات وزارة الشباب لعدد من أبنائها، إضافة إلى شباب البرنامج الرئاسي للتأهيل والقيادة.
 
طباعة

تعريف الكاتب