من المجلة - ملف العدد

المخاوف الروسية والموقف الأمريكي من تمدد "داعش" في القوقاز

طباعة
ألقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "قنبلة" في قلب الساحة الدولية عندما أثار قضية "الدواعش" القوقازيين الموجودين في سوريا, ومدي خطورتهم علي الأمن الروسي, معلنا حربا جديدة علي الإرهاب، ولكن هذه المرة علي الأراضي السورية.
 
"القنبلة" تلقفتها أيدي الباحثين والخبراء لتفكيكها، ومحاولة فهم أبعادها. ولكن السؤال الذي تجدر إثارته هنا هو: هل خطر الأمن الذي تخشاه موسكو هو تنظيم "داعش" في مجمله، أم أنه محصور في القوقازيين الموجودين في سوريا؟ من هنا، تأتي أهمية السعي إلي فهم مدي خطورة العناصر القوقازية المنضوية تحت لواء "داعش" في سوريا والعراق علي الأمن الروسي.
 
أولا- روسيا في فكر "القاعدة" و"داعش":
 
1- "القاعدة":
 
تعد "القاعدة" هي الابن الشرعي الأكبر لتداعيات الاحتلال السوفيتي لأفغانستان عام 1979، وبداية مرحلة جديدة في فكر الجماعات "الجهادية" المسلحة، ألا وهي عولمة المواجهة التي أصبحت القاعدة محركها ورمزا لها.
 
هذا العداء المتأصل لدي "القاعدة" تجاه الاتحاد السوفيتي امتد إلي وريثته، روسيا، بعد مطالبة الجمهوريات الإسلامية في القوقاز، وعلي رأسها الشيشان، بالانفصال كغيرها من سائر جمهوريات آسيا الوسطي التي انفصلت عقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام .1990 فقد اندفع المقاتلون العرب المنتشون بانكسار السوفيت في أفغانستان إلي دعم الشيشانيين في معاركهم المتوالية ضد موسكو لاستكمال الصراع، سواء داخل الأراضي الشياشانية، أو من خلال شن هجمات داخل جمهوريات القوقاز المجاورة، وفي الداخل الروسي، وهي الهجمات التي حظيت بترحيب شديد من قيادات "القاعدة"، بغض النظر عن عدم موالاة بعض منفذيها لها.
 
وقد وفرت "القاعدة" بالتوافق مع حركة طالبان في الساحة الأفغانية مجال تدريب واسعا للمقاتلين القوقاز تمهيدا لعودتهم لبلدانهم لاستكمال القتال. وبعد نحو 12 سنة، كان التيار المؤيد لـ "القاعدة" في المقاومة القوقازية هو الأكثر محافظة علي وجوده في ميدان المواجهة. وتكلل ذلك بتأسيس "إمارة القوقاز" الإسلامية عام 2007، ومنذ ذلك الحين، باتت هجمات الإمارة، سواء داخل روسيا، أو علي مصالح حكومات جمهوريات القوقاز التابعة، لها تأخذ شكل مقاومة احتلال، ولكنها تعّرف خلفيتها عن أحلام قيادات "القاعدة" بالانتصار علي روسيا.
طباعة

    تعريف الكاتب

    ‬عمرو منصور

    ‬عمرو منصور

    ‬باحث مصري متخصص في شئون الدراسات الإسلامية‮.‬