فرضت إيران نفسها كأحد الفاعلين الأساسيين في المنطقة، بل وتفردت بدور اللاعب الوحيد في عدد من بؤر الصراعات، وذلك من خلال استراتيجية توسعية محكمة، قوامها السيطرة علي مراكز ومواقع القوي في الإقليم لخدمة مصالحها وتحقيق أهدافها الكبري. ويعد اليمن أهم مسارح النفوذ الإيراني إثارة للجدل، ومحلا للاعتراض والتحفظ من قبل القوي الإقليمية، خلال الفترة الماضية، وذلك علي خلفية دخول طهران، وبثقل ملموس، علي خط الأزمة اليمنية، من خلال دعم التمرد الحوثي.
وقد دفع ذلك الأمر أطرافا إقليمية، بقيادة السعودية، إلي تشكيل تحالف عسكري في إطار مبادرة "عاصفة الحزم". ويعكس ذلك مدي نفاد صبر بعض الدول العربية من ممارسات إيران في المنطقة من جانب، وأهمية اليمن، إذا تحول إلي ورقة ضغط جديدة في يد طهران من جانب آخر، لاسيما بعد نجاح النظام الإيراني في توطيد نفوذه في العراق، وجعله منطلقا للتحرك الإيراني إقليميا.