أنشطة السياسة الدولية - مؤتمرات وندوات

بوابة الاستثمار:| " مؤتمر" آفاق جديدة للتعاون بين مصر وأوروبا

طباعة
 يعد الاستثمار الأجنبي المباشر من أهم أوجه الأنشطة الاقتصادية بصفة عامة، إذ إنه يضطلع بدور رئيسي ومهم على صعيد عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في معظم الدول، خاصةً الدول النامية، لذلك تولى الدول والمجتمع الدولي عناية كبيرة به، وتقرير الحوافز والضمانات له، نظراً لكونه قناة رئيسية يتدفق عبرها رأس المال، والخبرة العلمية والفنية، وكذلك للتأثير الكبير الذي يمكن أن تمارسه هذه الاستثمارات فى النمو والتنمية الاقتصادية في البلاد المضيفة . فهذه الاستثمارات تزيد من حجم الجهد الاستثماري الممكن تحقيقه في البلد المتلقي عن ذلك المستوى الذي تتيحه له مدخراته المحلية، لأنها تجعله مستفيداً من مخزون المدخرات العالمية الذي أفرزته الاقتصادات الأخرى، وبالتالي تمكنه من تحقيق معدلات نمو أعلى من تلك الممكنة في حدود إمكاناته الاستثمارية الذاتية فقط . أيضاً فإن هذه الاستثمارات تحمل معها خصائص الاقتصاد القادمة منها، وبالتالي فإنها تمثل إعادة توطين لهذه الخصائص في البلد المتلقي، وهو الأمر الذي تكون له جاذبية خاصة في حالة تدفق هذه الأموال من الدول ذات التفوق التكنولوجي . 
 
في هذا السياق، يأتي هذا العرض ليتناول فعاليات "مؤتمر الابتكار المحلي نحو العالمية" الذي افتتحه منير فخري عبد النور(وزير الصناعة والتجارة والاستثمار)، ونظمته الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، بالتعاون مع أربع مؤسسات من أنحاء أوروبا تتقدمها شبكة أنيما للاستثمار كراع رئيس للمشروع اليورومتوسطى لرواد الأعمال المبتكرين من أجل التغيير، وشبكة المركز الأوروبي للأعمال المبتكرة، وNNO AG, ومؤسسة صوفيا انتيبوليس كشركاء، كما يشارك فيه منسقون من أكثر من 45 مشروعاً تجارياً وشبكات التمويل وتشجيع الابتكار.
 
ملامح المشروع اليورومتوسطى: 
 
 بدأت أعمال المؤتمر في يومه الأول بكلمة للسيدة الأستاذة/ وفاء صبحي (نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة) والتي أشارت خلالها إلى أن صندوق بداية الذي تم إنشاؤه عام 2010 بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة هو المحرك الأساسي لمساعدة رواد الأعمال للوصول إلى العديد من الخدمات المصرفية وغير المصرفية عن طريق برامجه المختلفة. وأوضحت أن أهمية هذا المؤتمر تتجلي في عرض المشروعات الصغيرة والمتوسطة المبتكرة، ومناقشة العديد من الموضوعات المتعلقة بالابتكار والاستثمار والتعاون والشراكات، وذلك لأن دول المتوسط لديها الكثير من الأشياء المشتركة، وهذا يتطلب ضرورة التواصل بينها للوصول إلى إيجاد حلول للمعوقات والمشاكل التي تواجهها.
 
 وعقب تلك الكلمة، استعرض إيمانويل نوتوري (مدير مؤسسة أنيما للاستثمار) نشأة المشروع اليورومتوسطى لرواد الأعمال المبتكرين من أجل التغيير، وكيفية تنفيذه في الدول المختلفة، فقد تم إطلاق هذا المشروع في فرنسا في العام المنصرم، وأن المشروع يتم تنظيمه من خلال التعاون بين 5 دول يورومتوسطية (مصر، والمغرب، وتونس، ولبنان، وفرنسا) على مدى 24 شهرا. وتطرق إلى أن دول اليورومتوسطة يوجد بها العديد من التحديات، والتي تكمن بداخلها الفرص المرتقبة، وما يتعين علي رائد الأعمال عمله هو إيجاد تلك الفرصواستغلالها لتحقيق النمو المنشود من خلال الاستثمار في المجالات غير التقليدية.
 
واقع الاستثمار في مصر:
 
بدأت أعمال المؤتمر في يومه الثاني بكلمة الدكتور حسن فهمي محمد (رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة) والتي أكد خلالها أن هذا المؤتمر يأتي في الوقت المناسب، إذ تبدأ مصر صفحة جديدة من التعاون مع كافة دول العالم وأقاليمه المختلفة، خاصة دول الجوار الأوروبي، حيث تقدر استثمارات الاتحاد الأوروبي في مصر بنحو 14.5 مليار دولار منذ عام 1970 وحتي عام 2014 ، يتركز معظمها في القطاع الصناعي الذي يمثل نحو 44% من حجم تلك الاستثمارات، و23% في قطاع التمويل، بينما يمثل قطاعا السياحة والخدمات نحو 12.5% و7.5% على التوالي.
 
وأشار إلى أنه على الرغم من التحديات التي واجهها الاقتصاد المصري عقب ثورة 25 يناير، فإنه لم يكن هناك وقت أكثر ملاءمة من اليوم لاستغلال كل الموارد المصرية الممكنة، سواء كانت المهارات أو الفرص أو طاقة الشباب من خلال ريادة الأعمال. ولهذا، فإن الهيئة العامة للاستثمار، ووزارة التجارة والصناعة والاستثمار قامتا بجعل أولوياتهما مساعدة رواد الأعمال المبتكرين والمشروعات الصغيرة والمتوسطة على النمو. لذلك، قامت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بإنشاء مركز بداية لرواد الأعمال وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في عام 2010، حيث يعمل هذا المركز كمحفز لتمكين رواد الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة من الوصول إلى مختلف الخدمات المالية وغير المالية من خلال العديد من البرامج والمبادرات. كذلك يقوم مركز بدور تكميلي وتعاوني مع برامج رواد الأعمال القائمة في مصر، سواء كانت الحكومية أو منظمات المجتمع المدني، والمبادرات الخاصة، والجامعات، والمراكز البحثية. وأضاف أن مركز بداية في عام 2013 قد قام بإطلاق برنامجين في غاية الأهمية، الأول هو صندوق بداية (1) للاستثمار المباشر فى الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهو يعد الأول من نوعه الذي يديره أكثر المديرين كفاءة في مصر، حيث بلغت قيمة حافظة الاستثمار الخاصة بالصندوق نحو 134 مليون جنيه مصري. وتستهدفخطة الشراكات بالصندوق الاستثمار في الشركات المؤسسة تحت مظلة القوانين المصرية، وتم تخصيص نسبة 10% من الحافظة الاستثمارية لمشاريع الحقول الخضراء. وبدأت نجاحات هذا البرنامج تتوالى بعد تنفيذه لصفقتين، والثالثة في مراحلها الأخيرة. ويتمثل البرنامج الثاني في "أكاديمية بداية للشركات الناشئة"، حيث تتعاون الحكومة مع المجتمع المدني من أجل تعليم وتدريب شباب رواد الأعمال على أساسيات ريادة الأعمال، وكيفية بدء مشاريع جديدة.
 
مؤشرات التفاؤل المعززة لقدرة الاقتصاد المصري على التعافي والازدهار:
 
حدد رئيس الهيئة العامة للاستثمار، خلال كلمته، بعض المؤشرات التي تبعث على الأمل والتفاؤل في قدرة الاقتصاد المصري على تجاوز العثرات التي يمر بها في الوقت الراهن. وتتمثل هذه المؤشرات في الآتي:
 
- إن الاقتصاد المصري يتمتع بإمكانيات عظيمة بما يكفي لتحقيق النمو والتنمية، فهناك الثروة البشرية الكبيرة التي تتمتع بها مصر، حيث تتمتع بسوق استهلاكية ضخمة جاذبة للمنتجين، ونظام مصرفي مرن أثبت قدرته على تحمل الصعاب والتغلب عليها.
 
- إن التقديرات المستقبلية تشير إلى أن الاقتصاد المصري قادر علىالتغلب على المشكلات، وذلك من خلال التقوية المؤسسية التي انعكست على معدلات نمو الدخل القومي، والتي سجلت 2.1% في العام المالي 2012/2013 مع استهداف نسبة 3.5% للسنة المالية 2013/2014.
 
- إن الاستثمارات المستهدفة طبقاً لخطة الحكومة تصل إلى 291 مليار جنيه مصري، خلال العام المالي 2013/2014 ، وتقدر نسبة الاستثمارات الخاصة منها بنحو 60% من الإجمالي.
 
- بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في العام المالي 2011/2012 ، ما يقدر بنحو 4 مليارات دولار، ثم تراجعت تلك الاستثمارات في العام المالي التالي 2012/2013 ، حيث قدرت بنحو3 مليارات دولار. وشهدالنصف الأول من العام المالي الحالي تزايدا ملحوظا في تلك الاستثمارات، والتي قدرت بنحو 2.8 مليار دولار، ومن المتوقع تزايد حجم هذه الاستثمارات في النصف الثاني من العام المالي الحالي، خاصة مع قرب استكمال خريطة الطريق، واستقرار كافة الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر. 
 
وقد شهد المؤتمر في يومه الثاني كذلك تنظيم عرض تفاعلى وغير تقليدي لبيئة ريادة الأعمال في مصر ومنطقة اليورومتوسطي، من خلال تنظيم محاكاة لإحدى الشركات، حيث تمت مناقشة الموضوعات التي تمثل محور اهتمام تلك الشركات، والمتمثلة في الآتي : 
 
- دور التدريب والتوجيه والتعليم الريادي.
 
- أهمية حاضنات الأعمال. 
 
- كيفية تسويق مخرجات الأبحاث العلمية وتطوير المنتجات. 
 
- التعريف بأدوات التمويل الحديثة والمبتكرة لدعم ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
 
- واقع خدمات تنمية الأعمال.
 
- كيفية خلق التشبيك والتجمعات العنقودية، والوصول إلى الأسواق الخارجية.
طباعة

    تعريف الكاتب

    محمد أبوسريع

    محمد أبوسريع

    باحث دكتوراه بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.