تحليلات

توظيف التراث في السياسة الخارجية المصرية.. المتحف المصري الكبير نموذجًا

طباعة

تمثل القوة الناعمة أحد المكونات الأساسية في أدوات النفوذ الدولي، خاصة بالنسبة للدول التي تمتلك رصيدًا حضاريًا وثقافيًا يسمح لها بتشكيل إدراكات الآخرين تجاهها. وفي الحالة المصرية لا يرتبط التراث بالذاكرة الثقافية فقط، بل يشكل عنصرًا بنيويًا في شرعية الدولة وروايتها التاريخية، الأمر الذي يفتح المجال أمام توظيفه كآلية لدعم توجهات السياسة الخارجية وتعزيز المكانة الإقليمية والدولية لمصر.

ويُعد المتحف المصري الكبير مشروعًا ذا دلالة تتجاوز وظيفته المتحفية التقليدية، إذ يمثل إعادة صياغة متعمدة لطريقة تقديم مصر لذاتها أمام العالم. فهو يقوم على تحويل التراث من كونه معروضًا ساكنًا إلى أداة تواصل حضاري، ومجال لصناعة الهوية وصياغة الصورة الذهنية للدولة في سياقات التنافس على التأثير الثقافي، والسياحي، والاستثماري.

ومن هنا ينطلق هذا المقال لتحليل كيفية توظيف التراث في السياسة الخارجية المصرية من خلال المتحف المصري الكبير كنموذج تطبيقي، وذلك عبر فهم الدور الذي يمكن أن يلعبه هذا المشروع في تعزيز القوة الناعمة المصرية، ودعم أولويات الدولة في بناء حضور دولي متوازن يعكس عمقها التاريخي وقدرتها الراهنة على إنتاج المعنى والتأثير.

المحور الأول- الإطار المفاهيمي والنظري:

القوة الناعمة: في السنوات الأخيرة أصبحت قدرة الدول على التأثير بدون استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية، بل من خلال الجذب الثقافي والقيمي، أحد أبرز أدوات السياسة الخارجية المعاصرة. يُعرَّف مفهوم جوزيف ناي للقوة الناعمة بأنه "القدرة على التأثير في الآخرين للحصول على النتائج المرغوبة من خلال الجذب بدلًا من الإكراه أو الدفع" (ناي، 2004). وتشير الدراسات الحديثة إلى أن القوة الناعمة تقوم على ثلاث ركائز: القيم السياسية، والثقافة، والسياسة الخارجية (جلال معوض، 2019). ويُعد التراث الثقافي والإرث الحضاري من أبرز المصادر التي يمكن للدولة استخدامها لتحقيق هذه القدرة الجذّابة. لذا يُمكن النظر إلى مشروع المتحف المصري الكبير ليس فقط كمشروع أثري، بل كأداة لتعزيز مكانة الدولة في النظام الدولي من خلال قوة الجذب الحضاري

الدبلوماسية الثقافية: تشكل الدبلوماسية الثقافية إطارًا عمليًا لتفعيل القوة الناعمة، إذ تتضمن "توظيف عناصر عدة من الثقافة للتأثير في الجماهير الأجنبية، وصناع الرأي، والنخب المؤثرة" (محمود، 2021). وتوضح بيانات وزارة الخارجية المصرية أن "القطاع الثقافي يضطلع بدور حيوي في تشكيل وتفعيل قوة مصر الناعمة مع الدول والشعوب الصديقة" (وزارة الخارجية المصرية، 2025). في هذا السياق يُعد المتحف المصري الكبير منصة محتملة للدبلوماسية الثقافية، إذ يمكن من خلالها إقامة فعاليات ثقافية دولية ومعارض ومبادرات بحثية تُسهم في التواصل مع العالم وبناء علاقات ثقافية ودبلوماسية ممتدة.

توظيف التراث كأداة للدبلوماسية: يمثل التراث الثقافي، وبخاصة التراث المادي مثل المتاحف، عنصرًا محوريًا في بناء الاستراتيجية الثقافية للدولة، إذ يُعتبر "أداة لصياغة صورة الدولة وبُعدها الدولي" (Taman 2023). ففي الدول التي تمتلك حضارات عريقة، يصبح التراث ليس مجرد موروث بل رأس مال جيو‑ثقافي يمكن استثماره في السياسة الخارجية. وبالنظر إلى الحالة المصرية، يُمكن اعتبار المتحف المصري الكبير نموذجًا لتوظيف التراث في دبلوماسية الدولة، حيث الانتقال من مفهوم “حفظ التاريخ” إلى مفهوم “إدارة الإرث كمورد نفوذ”.

وفي ضوء ما سبق يتضح أن التراث الثقافي يمكن أن يمثل أداة استراتيجية في تعزيز القوة الناعمة والدبلوماسية الثقافية للدول، وهو ما يتجسد بوضوح في الحالة المصرية من خلال المتحف المصري الكبير، الذي يمثل نموذجًا تطبيقيًا لتوظيف التراث في السياسة الخارجية.

المحور الثاني- توظيف المتحف المصري الكبير في السياسة الخارجية المصرية:

يمثل المتحف المصري الكبير نموذجًا متكاملًا لتجسيد مفاهيم القوة الناعمة والدبلوماسية الثقافية في الواقع المصري المعاصر. فالمتحف، بما يحمله من رمزية حضارية وعمق تاريخي، لم يكن مجرد مشروع أثري أو ثقافي، بل رؤية استراتيجية تهدف إلى توظيف التراث المصري في خدمة السياسة الخارجية للدولة، وتعزيز مكانتها على المستويين الإقليمي والدولي. ومن هذا المنطلق يكتسب المشروع أهميته بوصفه أحد أبرز تجليات توظيف التراث في الدبلوماسية الثقافية المصرية.

أولا- خلفية المشروع:

قبل الدخول في تحليل تأثير المتحف على السياسة الخارجية، من الضروري تقديم خلفية واضحة عن المشروع. تم إنشاء المتحف بالقرب من أهرامات الجيزة ليكون رمزًا حضاريًا واستراتيجيًا يربط بين التراث الفرعوني والسياسة الثقافية الحديثة لمصر. يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية ويعتبر أكبر متحف آثار في العالم، مما يعكس الطموح المصري في تعزيز القوة الناعمة وبناء صورة حضارية قوية على الساحة الدولية.

مراحل البناء الطويلة والتحديات اللوجستية والفنية توضح التزام الدولة بضمان جودة المشروع وتحقيق أهدافه الثقافية والدبلوماسية. كما أن الموقع القريب من الأهرامات يمنح المتحف قيمة رمزية إضافية، مما يعزز من دوره كأداة دبلوماسية وثقافية قوية.

مع الأخذ في الاعتبار خلفية المشروع التاريخية والحضارية، يظهر المتحف المصري الكبير ليس فقط كمعلم ثقافي، بل كأداة متعددة الأبعاد يمكن توظيفها لتعزيز السياسة الخارجية المصرية، سواء على الصعيد الدبلوماسي والثقافي، أو الرمزي والهوياتي، أو الاقتصادي والاستراتيجي.

ثانيا- البعد الدبلوماسي والثقافي:

 في ضوء هذه الخلفية، يتجلى البعد الدبلوماسي للمتحف المصري الكبير بوصفه ركيزة من ركائز القوة الناعمة المصرية، وأحد الأدوات التي أسهمت في إعادة تنشيط الدبلوماسية الثقافية للدولة بعد افتتاحه رسميا، و يمثل المتحف منصة استراتيجية لتعزيز القوة الناعمة لمصر. من خلال استضافة المعارض الدولية، واستقبال الوفود الرسمية، وإبرام الشراكات مع متاحف عالمية، مثل المتحف البريطاني واللوفر، يُمكن لمصر توظيف تراثها الثقافي في تعزيز نفوذها الدبلوماسي بشكل ملموس.

الافتتاح الرسمي جذب نحو 19 ألف زائر يوميًا خلال الأسبوع الأول، واستقبل المتحف أكثر من 20 وفدًا رسميًا و10 فعاليات دولية، مما يعكس قدرة المشروع على خلق تأثير فوري وملموس في مجال الدبلوماسية الثقافية. هذه الأرقام تشير إلى أن المتحف ليس مجرد منشأة سياحية، بل أداة لتشكيل صورة إيجابية لمصر أمام صانعي القرار والجمهور الدولي، وتعزيز العلاقات مع الشركاء الدوليين من خلال التبادل الثقافي والفعاليات المشتركة.

ثالثا- البعد الرمزي والهوياتي:

يساهم المتحف في إعادة إنتاج الهوية المصرية وإبراز رموز الحضارة الفرعونية بطريقة معاصرة، مما يعزز من مكانة الدولة على الساحة الدولية. تصميم المعرض وعرض القطع الأثرية البارزة مثل كنوز الملك توت عنخ آمون، يسمح لمصر بتقديم رسالة واضحة عن تاريخها وحضارتها الغنية.

البرامج التعليمية وورش العمل المستمرة تمكّن المتحف من تعزيز الهوية الوطنية ونقل صورة حضارية قوية للمجتمع الدولي. من خلال هذه الأنشطة يظهر المتحف كأداة سياسية وثقافية تتيح توصيل رسائل استراتيجية لمتخذي القرار الدوليين، وتعزيز صورة مصر كدولة قادرة على إدارة مشاريع ثقافية كبرى بكفاءة واحترافية.

رابعا- البعد الاقتصادي والاستراتيجي:

يسهم المتحف المصري الكبير في تعزيز القوة الاقتصادية والاستراتيجية لمصر حيث من المتوقع جذب نحو سبعة ملايين زائر إضافى سنويًا، مما يعزز الإيرادات السياحية ويوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. إلى جانب ذلك يساهم المشروع في تحفيز الاستثمار في القطاع الثقافي والخدمات المصاحبة، وتحويل التراث إلى أداة ملموسة لدعم السياسة الخارجية.

استقبال أكثر من 100 ألف قطعة أثرية وتنظيم فعاليات دولية يعكس قدرة المتحف على تحويل التراث الثقافي إلى قوة ناعمة ملموسة، تدعم موقع مصر في السياسة الدولية، وتعزز حضورها الإقليمي والدولي بشكل استراتيجي. نجاح المشروع في جذب الزوار وتفاعله مع المجتمع الدولي يجعل منه نموذجًا عمليًا لتوظيف الثقافة والتراث في تعزيز النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي للدولة.

المحور الثالث- انعكاسات توظيف المتحف المصري الكبير على مكانة مصر الإقليمية والدولية:

يمثل المتحف المصري الكبير نموذجًا واضحًا لكيفية توظيف الدولة المصرية لمقوماتها التراثية في تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، في إطار مقاربة جديدة تجمع بين الثقافة والسياسة. فالمتحف، بصفته أضخم مؤسسة ثقافية من نوعها في العالم، لم يكن مشروعًا حضاريًا فحسب، بل أصبح أيضًا أداة فاعلة ضمن استراتيجية الدولة لبناء قوة ناعمة مستدامة قادرة على التأثير في محيطها الإقليمي والدولي.

أولًا- على الصعيد الإقليمي:

أعاد المتحف المصري الكبير لمصر دورها المركزي كحاضنة للهوية الحضارية العربية والإفريقية. فمن خلال افتتاحه المهيب وموقعه المواجه لأهرامات الجيزة، أعادت مصر ترسيخ رسالتها الثقافية التاريخية باعتبارها مهدًا للحضارات. وقد ظهر ذلك في مستوى التفاعل العربي والإفريقي مع المشروع، إذ شاركت وفود رسمية من دول عربية وإفريقية عديدة في فعاليات ما قبل الافتتاح، كما أبدت دول، مثل السعودية والإمارات اهتمامًا بتجربة المتحف في سياق مشروعاتها الثقافية الكبرى، مثل العلا واللوفر أبوظبي، هذا التفاعل يؤكد أن مصر لا تزال تشكل مرجعية رمزية في المجال الثقافي الإقليمي، وأنها قادرة على منافسة القوى الصاعدة في استخدام التراث كوسيلة نفوذ ناعم.

إلى جانب ذلك يسهم المتحف في دعم التوجه المصري نحو الانفتاح على إفريقيا عبر مبادرات التعاون الثقافي والتدريب في مجال حفظ التراث، وهي أدوات دبلوماسية تدعم إعادة بناء العلاقات المصرية-الإفريقية على أسس ثقافية متبادلة، بعد سنوات من التراجع السياسي في القارة. وهكذا يتحول المتحف إلى منصة دبلوماسية غير تقليدية تُسهم في تعزيز التواصل الحضاري المصري مع جواره الجغرافي.

ثانيًا- على الصعيد الدولي:

شكّل المتحف المصري الكبير منصة للتفاعل الدولي المتعدد المستويات، حيث ارتبط منذ مراحله الأولى بشبكة من الشراكات مع مؤسسات ثقافية وتنموية عالمية، مثل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، التي موّلت جزءًا كبيرًا من أعمال الإنشاء والتجهيز عبر قرض تنموي ميسّر، مما يعكس ثقة اليابان في استقرار البيئة المصرية وجدارتها بإدارة مشروع حضاري ضخم. كما ساهمت مؤسسات أوروبية، مثل المتحف البريطاني، واللوفر الفرنسي، والهيئة الألمانية للآثار (DAI) في برامج تدريب الكوادر المصرية على حفظ وترميم القطع الأثرية، وهو تعاون يعكس بعدًا دبلوماسيًا وثقافيًا طويل المدى، تقوم فكرته على تبادل المعرفة كأداة لبناء النفوذ المتبادل.

هذا التفاعل الثقافي متعدد الأطراف أعاد إدماج مصر في النظام الثقافي العالمي بعد سنوات من الانكفاء السياسي، وأعاد تأكيد حضورها كقوة ناعمة تجمع بين الإرث التاريخي والقدرة التنظيمية الحديثة. كما أن الاهتمام الواسع من وسائل الإعلام الدولية مثل BBC، وThe Guardian، وNational Geographicبالمتحف المصري الكبير لم يكن مجرد تغطية ثقافية، بل حمل في طياته دلالات سياسية واضحة، إذ أبرزت هذه المنصات المشروع كرمز للنهضة المصرية الجديدة وعودة مصر إلى موقعها القيادي في الشرق الأوسط من بوابة الثقافة.

وبذلك يمكن القول إن المتحف أسهم في تحسين الصورة الذهنية للدولة المصرية، مقدّمًا نموذجًا لدولة قادرة على توظيف ماضيها في بناء مستقبلها، وهي رسالة مؤثرة في دوائر صنع القرار الثقافي والسياسي في الغرب.

ثالثًا- الانعكاسات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية:

ساهم المتحف في دعم الدبلوماسية العامة والثقافية من خلال استقبال الشخصيات الرسمية وتنظيم فعاليات ثقافية دولية، مما عزز مكانة مصر كفاعل مؤثر في الساحة الدولية عبر أدوات غير تقليدية. كما أن المؤشرات الاقتصادية المرتبطة بالمتحف تظهر تأثيرًا ملموسًا على الاقتصاد الثقافي والسياحي: فقد زادت نسبة الإقبال على منطقة الجيزة بنسبة نحو 18% في مرحلة ما قبل الافتتاح، ويُتوقع أن يسهم المشروع في تحقيق أهداف استراتيجية، مثل زيادة عدد السياح من 15.7 مليون في 2024 إلى نحو 30 مليونا بحلول 2030.

وعلى الصعيد الدولي أسهم المشروع في تعزيز التعاون مع منظمات، مثل اليونسكو، وICOMفي برامج حماية التراث وتدريب الكوادر، مما وضع مصر في موقع قيادي إقليمي للثقافة والتراث، وعزز صورتها كقوة ناعمة قادرة على توظيف التراث لبناء النفوذ السياسي والثقافي.

ختامًا:

 يمكن القول إنّ المتحف المصري الكبير يُجسّد أحد أبرز مظاهر التحوّل في توظيف التراث الثقافي لخدمة السياسة الخارجية المصرية. فهو ليس مجرد مشروع حضاري ضخم، بل رؤية استراتيجية تستثمر التاريخ في بناء النفوذ، وتعزّز من حضور مصر كقوة ناعمة مؤثرة في محيطها الإقليمي والدولي.

أظهر المتحف من خلال افتتاحه ومراحله التحضيرية كيف يمكن للمؤسسات الثقافية أن تتحوّل إلى أدوات دبلوماسية تعيد صياغة الصورة الذهنية للدولة، وتدعم علاقاتها مع شركائها عبر الحوار الحضاري والتبادل الثقافي. كما عكس المشروع إدراك الدولة لأهمية التراث كجسر للتواصل الدولي، وموردٍ اقتصادي وثقافي في آنٍ واحد.

ومن ثمّ فإنّ المتحف المصري الكبير يُعدّ نموذجًا متكاملًا يجمع بين الهوية والتحديث، ويقدّم لمصر نافذة جديدة تمكّنها من ممارسة دبلوماسية ثقافية أكثر فعالية، تؤكد أنّ الثقافة ليست ماضيا يُروى فحسب، بل قوة حية تُبنى بها المكانة والدور على الساحة الدولية.

المراجع:

أولا- المراجع العربية:

١-  علي جلال معوض، مفهوم القوة الناعمة وتحليل السياسة الخارجية، القاهرة: دار النهضة العربية،  2019.

٢- مصطفى محمد حسن، "الترويج للدبلوماسية الثقافية المصرية من خلال وسائل الإعلام الجديد"، مجلة الفن والإعلام العربي، 2023. متاح على: https://artman.journals.ekb.eg/article_373879.html

٣- جوزيف ناي س، القوة الناعمة.. وسيلة النجاح في السياسة الدولية، ترجمة عربية، دار الفكر العربي، القاهرة 2004. متاح على: https://archive.org/details/20200528_20200528_1013

٤- مجلة Egyptian Journals. 2023. "دور المتحف المصري الكبير في تعزيز السياحة الدولية إلى مصر"، متاح على: https://journals.ekb.eg/article_160582.html

٥- وزارة الخارجية المصرية. 2025. "الدبلوماسية الثقافية"، وزارة الخارجية المصرية، القاهرة، متاح على: https://www.mfa.gov.eg/ar/ForeignPolicies/CulturalDiplomacy

ثانيا- المراجع بالإنجليزية:

1- Al-Ahram Online. 2025. “GEM Welcomes 19,000 Visitors Daily during First Week of Opening.” Available at: 2- Al-Ahram Online. 2025. “The Grand Egyptian Museum: A New Global Tourism Power.” 11 November 2025. 3- Bound, Michael. 2015. “Heritage as Soft Power: Museums and National Image. International Journal of Heritage Studies, https://dspace.cuni.cz/bitstream/handle/20.500.11956/192686/120489750.pdf?isAllowed=yHYPERLINK "https://dspace.cuni.cz/bitstream/handle/20.500.11956/192686/120489750.pdf?isAllowed=y&sequence=1"&HYPERLINK "https://dspace.cuni.cz/bitstream/handle/20.500.11956/192686/120489750.pdf?isAllowed=y&sequence=1"sequence=1

4- apoccia, Noemi. 2025. “Record Opening of the Grand Egyptian Museum: 18 Thousand Visitors on the First Day.” Finestre sull’Arte, 5 November 2025. Available at: https://www.finestresullarte.info/en/museums/record-opening-of-the-grand-egyptian-museum-18-thousand-visitors-on-the-first-day

5- Cull, Nicholas J. 2008. Public Diplomacy: Lessons from the Past. Los Angeles: Figueroa Press.

6- El-Aref, Nevine. 2025. “GEM, JICA Partner to Advance Egyptology Research and Training.” Al-Ahram Online, 5 May 2025. Available at: 7- GEM. 2025. “The Grand Egyptian Museum – Sustainability.” Available at: https://www.grandegyptianmuseum.org/en/sustainability

8- Hassan, Mostafa Mohamed. 2023. “Promoting Egyptian Cultural Diplomacy through New Media.” Art and Arab Media Journal. Available at: https://artman.journals.ekb.eg/article_373879.html

9- JICA (Japan International Cooperation Agency). 2025. Grand Egyptian Museum Conservation Center Project. Available at: https://www.jica.go.jp/egypt/english/activities/activity02.html

10- Melissen, Jan. 2005. The New Public Diplomacy: Between Theory and Practice. The Hague: Netherlands Institute of International Relations.

11- Nye, Joseph S., Jr. 1990. Bound to Lead: The Changing Nature of American Power. New York: Basic Books. Available at: https://archive.org/details/boundtolead00jose

12- Nye, Joseph S., Jr. 2004. Soft Power: The Means to Success in World Politics. New York: Public Affairs. Available at: https://www.wcfia.harvard.edu/publications/soft-power-means-success-world-politics

13- Reuters. 2025. “Egypt Hopes Vast New Museum by Pyramids Will Accelerate Tourism Revival.” 30 October 2025. Available at: https://www.reuters.com/world/africa/egypt-hopes-vast-new-museum-by-pyramids-will-accelerate-tourism-revival-2025-10-30/

14- Taman, Dina. 2023. “Heritage Diplomacy as a Tool for Protecting Cultural Heritage.” Journal of the Faculty of Tourism and Hotels – University of Sadat City, Vol. 7, No. 2/2, December, pp. 15-29. Available at: https://journals.ekb.eg/article_333612_f794228f70c33d4b86f67efbe82e7753.pdf?utm_source=chatgpt.com

15- UNESCO. 2025. “Promoting Egypt’s Cultural Heritage and National Capacities.” Available at: https://en.unesco.org/news/promoting-egypts-cultural-heritage-and-national-capacities

طباعة

    تعريف الكاتب

    شهد حسام السيد

    شهد حسام السيد

    باحثة متخصصة في العلاقات الدولية