مقالات رأى

نتنياهو يتّجه شرقاً

طباعة

في تصويت مفاجئ للجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة حول أحداث غزة السنة الماضية، وعلى أساس قرار ينتقد تصرفات إسرائيل في تلك الحرب، صوّتت أميركا ضد الاقتراح طبعاً، ولكن المثير في الأمر أن الهند امتنعت عن التصويت. وقد علّق ديبلوماسي إسرائيلي على الأمر قائلاً: «للمرة الأولى، وخلال تصويت على أمر بالغ الأهمية، لا تصوّت الهند مع إجماع الدول العربية».

وبرغم أن التصويت في منظمات الأمم المتحدة ولجانها لا يعني بالضرورة تغيّراً في السياسات الاستراتيجية، لكنه، وفي هذه الحالة بالضبط، يعني تحوّلاً في سياسة إسرائيل نحو آسيا، بعدما ظلّت ولعقود طويلة تعتمد على التأييد الأوروبي والأميركي. إن هذا التحول ليس بالجديد كلياً ولكنه الآن ينتقل من الظل إلى الضوء، ويترافق ذلك مع تغيّر السياسات في الهند واليابان نتيجة الاتجاه اليميني الواضح للحكومتين. كما أن التأثير السياسي للدول العربية المصدّرة للنفط قد ضعُف، فيما تتجه الصين للحصول على التقنيات المتقدمة، ويسود شعور في إسرائيل بأن العلاقات التقليدية مع دول الغرب قد أخذت تبرد حالياً.

يسأل الديبلوماسيون الهنود رفاقهم الإسرائيليين عن شغفهم بالاهتمام بأمر التصويت في منظمات الأمم المتحدة، برغم أن الهند اشترت من إسرائيل أسلحة بقيمة 7 مليارات دولار. وينظر مودي رئيس وزراء الهند إلى صفقة الأسلحة مع إسرائيل كجزء من العلاقة المستجدّة. وعندما ربح نتنياهو الانتخابات في آذار الماضي، وبّخه أوباما لتخليه عن فكرة الدولتين، الإسرائيلية والفلسطينية، بينما بعث إليه مودي تهنئة باللغة العبرية. وينوي مودي زيارة إسرائيل في السنة المقبلة، وستكون تلك الزيارة الأولى لرئيس وزراء هندي.

يريد أيضاً شينزو آبي رئيس وزراء اليابان تقوية العلاقات مع إسرائيل، ما يعني إضعاف علاقاته بالدول العربية المصدّرة للنفط الخام لليابان، والتي كانت قوية تقليدياً. ويشجع نتنياهو وزراءه على زيارة اليابان.
تتركز العلاقات بين إسرائيل والصين على الجانب التجاري حصراً. وهناك أعداد كبيرة جداً من رجال الأعمال الصينيين الذين يقومون شهرياً بزيارة إسرائيل. وتبلغ قيمة الاستثمارات الصينية في إسرائيل نحو 4 مليارات دولار. وتتركز الاستثمارات الصينية على المشاركة في رأسمال شركة «تروفا» المصنعة لمنتجات الطعام، وعلى شركات التكنولوجيا المتقدمة. ويحذر بعض الساسة الإسرائيليين من النفوذ الصيني في إسرائيل، ومنهم إفراهام هليفي رئيس «الموساد» السابق، الذي يقول إن مشاركة الصين في أعمال البنية التحتية ينطوي على خطر استراتيجي كبير. إذ إن الصين حليفة لإيران، عدوة إسرائيل. كما أنها مع روسيا طالبت برفع الحظر عن شراء إيران للأسلحة، في الاجتماعات التي انتهت بالموافقة على البرنامج النووي، والشروط التي تحدد مجال استخدامه.

--------------------------------
* نقلا عن السفيرة اللبنانية، الأحد، 22-8-2015.

طباعة

تعريف الكاتب

سمير التنير