أنشطة السياسة الدولية - حلقات نقاش

الفرصة المشروطة:|"ندوة": تأثير العامل الخارجي فى توجهات التيارات الإسلامية العربية

طباعة

        بعد موجة المد الإسلامي التي اجتاحت المنطقة العربية، وتغير المعادلة السياسية، وصعود الأحزاب الإسلامية إلى المجالس النيابية بانتخابات شرعية، لا تزال مؤشرات المحللين السياسيين المتوقعة حول طبيعة النظام السياسي في تلك الدول تتأرجح ما بين الإسلاموية التقليدية، أو العثمنة الجديدة في إدارة حكم تلك البلاد.

من هذا المنطلق، تبدو تساؤلات يطرحها الواقع بين الحين والآخر حول المنطقة في المستقبل، لعل أهمها:هل ينذر صعود التيار الإسلامي بذوبان المنطقة العربية في الإطار الإسلامي الأوسع، وتراجع الهوية العربية لصالح تلك الإسلامية؟! وما مدى تأثير ذلك فى علاقات التحالف وتوازنات القوى في المنطقة، وإعطاء أدوار أكبر لبعض الدول، وتحجيم البعض الآخر؟! أيضاً ما هي مواقف القوى الإقليمية ذات المصالح المتعددة في المنطقة العربية ذات الطابع الإسلامي التقليدي، والدول غير العربية ذات الطابع الإسلامي المعتدل "العلماني" كتركيا، أو ذات التوجه الإسلامي الشيعي؟ كإيران.

في هذا الإطار، نظم المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية ندوة خلال شهر يناير 2012 حول: "مستقبل النظام العربي في ضوء الثورات الشعبية وصعود قوى سياسية جديدة ".

الانتقال من الأيديولوجية إلى البرجماتية

 أكدد. قدري حفني،أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، زيف النظرة المتوازية للانتماءات من خلال تدرج انتماءات الفرد واتخاذ قراراته، وفقاً لانتمائه الأساسي،ـ حتى لو كان على حساب انتماءاته الأخرى على أرض الواقع. موضحا أن انتقال التيارات الإسلامية من صفوف المعارضة إلى مسئولية الحكم، من حيثُ الأيديولوجية الإسلامية، لا تختلف كثيراً عن أية أيديولوجية أخرى، حيث يتوارى الالتزام الأيديولوجي للقائد أمام ما تفرضه مقتضيات الواقع العملية، بالإضافة إلى أن التيارات الإسلامية لن تنتقل من الأيديولوجية إلى البرجماتية إلا بالممارسة العملية على أرض الواقع.

 ورأى د.كمال حبيب،الباحث والمفكر الإسلامي، أن انتقال التيارات الإسلامية من الأيديولوجية إلى البرجماتية هو الحل الواقعي أمام هذه التيارات من أجل تمكين أنفسهم من تقديم رؤى وحلول جديدة وفعالة لحل المشكلات الاقتصادية في الدول العربية، خاصة الفقر والبطالة، في ظل الحديث عن صعوبة تطبيق نظام الخلافة الإسلامية في مصر، وفي الدول العربية التي شهدت صعوداً للتيارات الإسلامية. ونفى "د. حبيب" قدرة الجماعات السلفية على التحول من جماعات ذات طابع عقائدي إلى جماعات ذات طابع برجماتي، بسبب ظهور "الظاهرة المشيخية" التي تقف عائقاً في طريق هذا التحول نحو البرجماتية.

 وأكد د. سمير العركي،الباحث متخصص في شئون الحركات الإسلامية، أن البرجماتية هي الحل الوحيد أمام التيارات الإسلامية، خاصة التيار السلفي في مصر، ممثلاً في حزب النور، وهى أيضاً من وجهة نظره الحل الأمثل في ظل التحولات السياسية التي شهدتها مصر منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتى الآن.مشيراإلى أن التيار السلفي لن يدخل في معاركه السياسية، انطلاقاً من العقائد أو الأيديولوجية التي يعتنقها.

   توازنات القوى الإقليمية والدولية

 أشار د. جميل مطر،عضو مجلس تحرير جريدة الشروقالمصرية، إلى وجود حرب إقليمية باردة تحدث الآن حول سوريا، حيث الصراع الداخلي في سوريا بين السلطة والشعب، والصراع الخارجي بين القوى الإقليمية ( تركيا – إيران – السعودية) على حل المشكلة في سوريا، أو القضاء عليها نهائياً، معتبراالخطر التركي أكثر تأثيراً فى الأوضاع في النظام العربي بشكل أكبر من الخطر الإيراني، في ظل التخوف من لجوء التيارات الإسلامية الصاعدة إلى النموذج التركي.

بينما استعرض د. مصطفى اللباد،مدير مركز الشرق للدارسات الإقليمية والاستراتيجية، توازنات وأدوار القوى الإقليمية الإسلامية غير العربية، خاصة تركيا وإيران،موكداأن الصراع بين إيران وتركيا ينتعش في ظل ضعف وجود القوى العظمى في المنطقة، وتفوق تكنولوجي تركي في مواجهة جيرانها الجنوبيين (مصر، وسوريا)، وأيضاً تفوق أيديولوجي إيراني، بالإضافة إلى تفاقم المشكلات في الدول العربية، واستدعاء الخارج.

وانتهت الندوة إلى أهمية التعامل مع الواقع الحالي بمعطياته كخطوة أولى لطرح حلول ورؤى فاعلة لما يواجه الدول العربية من مشكلات وتحديات جمة، خاصة الاقتصادية منها.مطالبةالدول العربية بأن تدرك دور العامل الخارجي، وتأثيره فى توجهات التيارات والجماعات الإسلامية الصاعدة، مع إعطاء الأحزاب الإسلامية فرصة مشروطة لتقديم رؤاها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في محاولة حل المشكلات والتحديات الراهنة في الدول العربية

طباعة

    تعريف الكاتب

    حسين علي بحيري

    حسين علي بحيري

    باحث في العلوم السياسية