ملفات - ملفات

وصف مصر:| الدولة والإقليم والعالم بعد ثورة 25 يناير (ملف الموقع)

طباعة

إذا كانت ثورة 25 يناير قد كشفت عن معادلة سياسية غير مسبوقة في المجتمع المصري، قوامها " مواطن جرئ في مواجهة نظام سياسي هش"، فإنها بالقدر ذاته أتاحت الفرصة على مدى عام كامل لإعادة وصف الخرائط السياسية والدينية والمجتمعية التي أطلت برأسها في اعتصامات فئوية، ومليونيات سياسية، وانتخابات برلمانية.

ولأن " الركض السريع" لكافة القوى السياسية بعد الثورة حال دون التوقف لوصف الحالة المصرية، وفهم مكنوناتها، لذا واجهت الثورة بعض العثرات ، لاسيما على صعيد غياب آليات بناء الاتفاق السياسي بين القوى السياسية، وبالتالي الافتقاد لبناء رؤية جديدة للدولة المصرية "المريضة" التي التبس مفهومها لدى البعض بالنظام السياسي، الأمر الذي جعل بعض القوى لا تفرق بين سقوط نظام، وانهيار دولة راسخة بوظائفها الأمنية والتنموية.

وبرغم التشاؤم الذي ساد المشهد قبيل بدء الانتخابات بفعل أحداث العنف في شارع محمد محمود في ميدان التحرير، فإن الانتخابات البرلمانية مثلت فرصة من جديد لاكتشاف أبعاد جديدة في الشخصية المصرية. إذ لأول مرة في تاريخ الانتخابات، يقف المصريون طوابير طويلة لساعات من أجل " حقهم الانتخابي".

ولئن مثل فوز الإسلاميين بشقيهما ( الحرية والعدالة -الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين- والنور السلفي ) بغالبية مقاعد مجلس الشعب في انتخابات نزيهة تحولا كبيرا فى قواعد اللعبة السياسية في مصر، فإن أحد الاكتشافات المؤثرة للثورة سيظل هو "قوة الشارع" التي ستمثل قيدا بل وسقفا لكل من سيدير مصر في المرحلة القادمة، أيا كانت انتماءاته السياسية.

إن الوصف الدقيق لما يجري في مصر، ومحاولة فهم الخرائط السياسية الجديدة ، لهو السبيل للدخول إلى مرحلة بنائية يحتاج إليها المصريون بكل أطيافهم. فمن كان يتوقع أن " جماهير كرة القدم" (الألتراس) تتحول لفاعل سياسي غير رسمي في التظاهرات؟، ومن كان يتوقع أن " قطع الطرق" يتحول لإحدى أدوات الضغط الجماهيرى على السلطة؟، ومثلها من الظواهر الكثير.

لقد كانت التغييرات الدراماتيكية المتلاحقة في مصر دافعا لكي يقول الكاتب الأمريكي توماس فريدمان إنه بات يحتاج للتوقف لتدوين ما يجري دون توقع أي شيء في المستقبل، فالتفاعلات السياسية المتسارعة حدت من قدرة المحللين على التنبؤ، وباتوا أكثر احتياجا للوصف ومحاولة التفسير، لإننا إزاء واقع سياسي يتغير بسرعة أكبر من قدراتنا على التوقع.

ولذا، كان الهم الأكبر " للسياسة الدولية" عند التعاطي مع الحالة المصرية هو محاولة اكتشاف الخرائط الجديدة بعد ثورة يناير ، ومدى تأثيرها فى الدور الإقليمي للدولة. وعلى ذلك، ركز ملف " وصف مصر بعد 25 يناير" ،الذي هو عبارة عن تقارير وتحليلات وندوات منتقاة من المجلة والموقع على مدى عام، على ثلاثة مستويات، هي:

أولا: خرائط الداخل المصري، وشملت وصفا للقوى السياسية الداخلية الجديدة بعد الثورة، سواء أكانت منظمة أم غير منظمة، ومتابعة تطوراتها في الانتخابات البرلمانية ، فضلا عن خرائط القوى الإسلامية ( الأزهر ، الصوفيون ، السلفيون، الإخوان المسلمون). كما أولى الملف اهتماما بالمصريين في الخارج، وقوتهم الانتخابية المحتملة ، فضلا عن طبيعة التوترات داخل المجتمع بعد الثورة. وتضمن هذا المستوى تحليلا للأوضاع الاقتصادية في مصر، والحلول المطروحة.

ثانيا:العلاقات الإقليمية لمصر بعد ثورة 25 يناير، إذ إن ثمة رؤية جديدة لإعادة تفعيل دوائر السياسة الخارجية المصرية في حوض النيل ، وكيفية إدارة العلاقة مع إسرائيل، في ظل التوترات المكتومة بين البلدين، فضلا عن رؤية كل من الخليج العربي وإيران للثورة، وكيف سيؤثر ذلك فى طبيعة الدور الإقليمي لمصر بعد الثورة.

ثالثا:تجارب الثورات في العالم ، إذ سعى الملف إلى قراءة التجارب الدولية القريبة من الحالة المصرية كإندونيسيا وتركيا، لاسيما على صعيد العلاقات المدنية – العسكرية لاستقراء العبر والدروس للتحول من ثورة إلى " ديمقراطية آمنة" تضع حدودا لأطراف اللعبة السياسية.

طالع موضوعات الملف:

سياقات إعادة البناء‮:‬هل‮ ‬يمكن أن تؤسس الثورة المصرية نموذجًا؟

"التحالفات المهتزة": خريطة القوى السياسية المصرية في الانتخابات البرلمانية

"المؤسسة": هل يستعيد الأزهر دوره بعد الثورات العربية ؟

العسكر والإخوان: رؤية مراكز الأبحاث الأمريكية لمستقبل مصر بعد الثورة

"التوترات الاجتماعية العنيفة" في مراحل ما بعد الثورات العربية

الأصوات العابرة للحدود: الخريطة الجغرافية والسياسية للمصريين في الخارج

إخفاق سياسي: لماذا فشلت الحركات الصوفية في الانتخابات البرلمانية المصرية؟

صعود سياسي: الخريطة الفكرية للتيارات السلفية في مصر

استحقاقات قادمة: التحالفات المحتملة في البرلمان المصري بعد الانتخابات

تفوق إسلامي: الدلالات السياسية لنتائج الجولة الثانية للانتخابات البرلمانية بمصر

داخل الجماعة : رؤية أمريكية لمستقبل الإخوان المسلمين بعد ثورة يناير

مقارنة سياسية: رؤية أمريكية للصعود السلفي والتراجع الصوفي في مصر

حلول مقترحة: كيف يمكن إنقاذ الاقتصاد المصري من الانهيار بعد الثورة؟

"الألتراس": التوجهات السياسية لجمهور كرة القدم في مصر

صلاحيات غائبة: جدوى مجلس الشورى المصري بعد ثورة يناير

الدولة الدينية: السيناريو الأقل احتمالا والأكثر تأثيرا في مستقبل مصر

متطلبات العودة: "ندوة" مستقبل السياسة المائية المصرية تجاه حوض النيل

الاختبار الأول: إلى أين سيصل توتر العلاقات المصرية – الإسرائيلية ؟

كيف تفكر طهران؟ الرؤية الإيرانية للعلاقات مع مصر

التأرجح: موقف دول الخليج العربي من ثورة 25 يناير في مصر

تقديم: لماذا "سياسات" الشارع؟

قوة الشوارع: لماذا اختارت "التايم" المتظاهر شخصية العام 2011 ؟

الدين والعسكر: "ندوة":التحول الديمقراطي في مصر وتركيا .. مقارنات ودروس

العلاقة بين الدين والدولة: "ورشة عمل" التجربة الإندونيسية وكيفية الاستفادة منها في مصر

طباعة

تعريف الكاتب

د. خالد حنفي علي

د. خالد حنفي علي

باحث في الشئون الإفريقية