مقالات رأى

انقضاء الهيمنة الأمريكية على العالم!

طباعة

فى نهاية القرن الماضى، كنت فى الولايات المتحدة لنيل درجة الماجستير، وكان الأمريكيون يحلمون بدوام اعتلاء الولايات المتحدة قمة العالم بلا منازع لفترة طويلة، بعد سقوط الاتحاد السوفيتى، مثل ما حدث للإمبراطورية الرومانية التى ظلت القوة الوحيدة المسيطرة على العالم ما يزيد على خمسة قرون متصلة، سيطرت على كل بلاد العالم المعروفة آنذاك، وكان الخطر الوحيد الذى يتهددها من الداخل وليس من الخارج، وهكذا كان يتصور الأمريكيون، أنهم فى بداية عصر السيطرة المطلقة التى ستمتد لعدة قرون.
فى ستينيات القرن الماضى, كان هناك مشهد للثنائى الكوميدى الأمريكى "بود سبنسر" و"ترانس هيل", فى فيلم عن قصة العظماء السبعة, وكانوا يقومون بتدريب أهل القرية للدفاع عنها ضد الأشرار، وعند تدريب "حداد" القرية، مفتول العضلات قليل الذكاء على القتال، فتوجب عليه استغلال قوته الشديدة فيمسك الشرير ويقلبه رأسا على عقب، وكان أسلوبه أسلوبا ناجحا إلى حد كبير، وذات مرة استخدم نفس الأسلوب الذى لا يعرف سواه، فكان الرجل الشرير يستطيع النزول على قدميه فى كل مرة، فوقف الحداد لا يدرى ما يفعل فليس لديه حل لموقف خارج عما اعتاد عليه.
أيضا عندما وصل تنظيم الإخوان لحكم مصر، لم يكن أحد منهم يتوقع الوصول إلى سدة الحكم في مصر, فسارعوا إلى تمكين رجالهم للسيطرة على مفاصل الدولة، فولوهم كبرى المناصب، وسيطروا على الوزارات والمؤسسات، ومجلسى الشعب والشورى، ثم ماذا؟ لقد أخفقوا تماما فى إدارة الدولة، لم يكن لديهم أى خبرة سياسية فى الحكم، وليست لديهم سيناريوهات لما بعد الوصول إلى الحكم, فتوالت الأزمات، وثارت عليهم المؤسسات والأحزاب السياسية وقوى الشعب المختلفة، وعم السخط الشعبى، حتى تمت إزاحتهم.
أزمة القطب الواحد (ملامح استراتيجية الهيمنة الأمريكية على العالم):
كان سقوط الاتحاد السوفيتى مريعا وسريعا بشكل درامى, بدون مقدمات منطقية تتناسب مع القوة الكبيرة التى كان يتمتع بها, وكانت الولايات المتحدة تملك العديد من السيناريوهات للتعامل مع الاتحاد السوفيتى لسنوات طويلة خلال الحرب الباردة, إلا سيناريو "ما بعد الاتحاد السوفيتى"، فسارعت لإعلان انتصارها فى الحرب الباردة على الاتحاد السوفيتى، ولم تكن هناك استراتيجية لإدارة الموقف عالميا، وظهر ذلك فى التفاهمات العديدة التى أعقبت تفككه، التى نظمت الوضع الجديد لدول الاتحاد السوفيتى، فوافقت على العديد من النقاط (غير المنطقية)، التى سرعان ما نقضتها بدون مقدمات لاحقا،  فى ظل نشوتها بالانتصار وتفردها بالهيمنة على العالم. عندما سقط الاتحاد السوفيتى انتهت حقبة زمنية ومرحلة لم تدم طويلا، وفتح كتاب التاريخ صفحة جديدة، تسيدت فيها الولايات المتحدة قمة هرم السياسة العالمية بلا منازع أو منافس، وبات العالم شرقه وغربه بلا تكتلات أو حركات مناوئة لسياسات الولايات المتحدة، إلا من بعض الدول الصغيرة.
سارعت الولايات المتحدة إلى جمع غنائم الانتصار, فضمت (3) دول كانت ضمن الاتحاد السوفيتى، ثم (7) دول حتى عام 2004, ثم توسع حلف الناتو فضم ثلاث دول حتى عام 2019، وواصلت الولايات المتحدة توجهاتها السياسية فى تقوية الناتو - مركز سيادتها الأمنية وسيطرتها على العالم - ولكن دون استراتيجية محددة واضحة تعتمد على تصور لسيناريوهات مستقبلية تستند إلى الواقع.
شكلت أحداث سبتمبر 2001 بداية حقبة جديدة فى العلاقات الدولية، وتم التعامل معها كفرصة للقطب الدولى المهيمن لفرض السياسات الأمريكية, واعتمدت استراتيجية عالمية لمحاربة الإرهاب، واستهدفت العراق وأفغانستان بالدرجة الأولى، والقضاء على البقية الباقية من المحتجين والمعترضين على السياسات الأمريكية، إضافة إلى احتواء الإسلام كأيديولوجية قوية وقوة ممانعة، فأصبح هدفا محوريا فى الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، وخاصة مع حضور العامل الثقافى بقوة فى هذه الاستراتيجية، لتصدير النموذج الحضارى الغربى ونمط الحياة الأمريكية كشرط لحماية مصالح الولايات المتحدة فى العالم، وكهدف للسيطرة على العالم.
"إننا على استعداد أن نكون مواطنى العالم, ولكن فقط إن أصبح العالم امتدادا للولايات المتحدة الأمريكية"، تلك هى كلمات "جيمس واربورج" مستشار "مجلس العلاقات الخارجية" الأمريكية, وبمعنى آخر نشر وتعميم النموذج الأمريكى فى العالم، ففرضت وسيلة جديدة لتفعيل ذلك من خلال ما يسمى "العولمة"، وصدرت لدول العالم المظاهر "الشكلية" للحضارة الأمريكية، وتمثلت فى المطاعم المشهورة, والسينما الأمريكية (تمثل 85% من المعروض فى دور العرض الأوروبية).
تلك المرحلة التى عايشها العالم خلال العقدين الأول والثانى من القرن الحادى والعشرين، وشهدت الاستراتيجية الأمريكية العالمية الجديدة (مرحلة الأحادية والهيمنة الأمريكية)، وما يسمى الحرب ضد "الإرهاب" كأولوية للسياسة الخارجية التى أُطلق عليها "مبدأ بوش"، وتوسيع هذه الحرب، بالإضافة إلى إعادة فك الارتباط بالعالم، وتوجيه العلاقة بالحلفاء للمصلحة الأمريكية أساسا.
انعكاس الاستراتيجية الأمريكية على دول العالم:
فى الإطار الذى اعتمدته الولايات المتحدة للسيطرة والهيمنة على العالم، وعلى ضوء انتهاء التوتر العالمى فى ظل الحرب الباردة، واستقرار الأوضاع الأمنية فى أوروبا، وانشغال الولايات المتحدة بتنفيذ سياستها فى الهيمنة على العالم، وانخراطها فى العراق وأفغانستان, حدثت تغيرات عميقة على المستوى الدولى, والقوى الكبرى كانت أكبر من أن تسيطر عليها الولايات المتحدة، التى شكلت بداية نظام عالمى جديد، متعدد الأقطاب.
أولا - الدول الغربية (الاتحاد الأوروبى):
مَثَّل اختفاء العدو الأيديولوجى والأمنى – الاتحاد السوفيتى – نقطة تحول لمصلحة تحقيق أحلام وطموحات الاتحاد الأوروبى، فى استعادة مجده وقوته واستقلاله السياسى والأمنى الذى فقده بعد الحرب العالمية الثانية، واضطر للقبوع تحت المظلة الأمنية لحلف الناتو والسيطرة الأمريكية.
بدأ الاتحاد الأوروبى فى استكمال مخططه فى بناء كيان قوى مستقل، الذى تمثل فى معاهدة "ماستريخت " عام 1992، لبناء جيش أوروبى كأحد عوامل القوة لاستقلال الإرادة الأوروبية، واتخذ العديد من الخطوات لتكوين الجيش الأوروبى، وإن كانت هناك العديد من المشكلات التى واجهت تكوين الجيش, مثل اختلاف العقائد القتالية للدول الأعضاء, وكذلك اللغة والتسليح.
نجح الاتحاد الأوروبى فى بناء وحدة اقتصادية قوية، ومن خلال التصنيع المشترك أنتج العديد من الطائرات الحربية والمدنية الحديثة، رغم الحرب الاقتصادية التى وجهتها الولايات المتحدة ضد الصناعات الأوروبية وخاصة فى مجال صناعة الطائرات المدنية والعسكرية.
لم يواجه الاتحاد الأوروبى مشكلات أمنية مؤثرة خلال النصف الثانى من القرن الماضى، إلى أن مهدت الولايات المتحدة الطريق لحرب روسيا – أوكرانيا، التى كشفت عن ضعف الاتحاد الأوروبى أمنيا وعسكريا، فهرولت إلى مظلة الناتو تحت القيادة الأمريكية، وهذه واحدة من الأهداف الأمريكية لتلك الحرب.
أيضا أُجبرت الدول الغربية على مجاراة الولايات المتحدة ومعاداة روسيا وقطع العلاقات الاقتصادية المهمة معها، والتضحية بالاستفادة بالطاقة الرخيصة التى مكنتها من النمو الاقتصادى الكبير الذى حققته، والانزلاق فى هوة التضخم وارتفاع أسعار الطاقة وغضب المواطنين، ما كشف عن ضعف القوة الأوروبية فى اتباعها للسياسات الأمريكية.
لذلك، لم يكن التوجه الأوروبى للصين من قبيل المصادفة، فالولايات المتحدة ترفض وقف الحرب لأنه من مصلحتها أن تبقى روسيا وأوروبا ضعفاء وأيضا بعلاقات سيئة بينهما، من ثم تبقى الصين هى الوحيدة التى يمكن أن تقدم حلولا لتلك الأزمة، من جهة أخرى، فالصين تمثل شريكا تجاريا مهما جدا، حيث بلغ حجم التجارة بينهما (517) مليار دولار عام 2020.
قادة أوروبا أدركوا تماما, أنه لا طائل من استمرار التعاون مع الولايات المتحدة التى تبحث فقط عن مصالحها وتسعى إلى إحباط المصالح الأوروبية، فقام المستشار الألمانى "أولاف شولتس" بزيارة بكين 4 نوفمبر 2022، سعيا لتعزيز العلاقات الاقتصادية الحيوية مع الصين.
فى 5 إبريل 2023, قام الرئيس الفرنسى "ماكرون" ومعه رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" بزيارة إلى بكين، فى اعتراف واضح لأهمية دولة الصين, ودورها عالميا ولأوروبا بصفة خاصة، وتأكيد وضعها فى النظام الدولى الجديد. ومن أهم نتائج الزيارة، ما أدلى به ماكرون فى أثناء عودته من الصين للصحفيين حيث قال: "الخطر الكبير الذى تواجهه أوروبا هو أنها عالقة فى أزمات ليست من شأننا أو أزماتنا ما يمنعها من بناء استقلاليتها الاستراتيجية"، وشدد ماكرون على أن الأوروبيين يجب ألا يكونوا أتباعا للولايات المتحدة فى أزمات لا دخل لأوروبا بها, كما أكد الرئيس الفرنسى أن التحالف مع الولايات المتحدة لا يعنى التبعية لها، مؤكدا تمسكه بتصريحات أدلى بها حول تايوان، واستقلالية أوروبا".
ثانيا – الصين:
لم تنجح كل المحاولات الأمريكية فى وقف نمو التنين الصينى, بل على العكس كل يوم تثبت الصين أنها القطب المنافس للولايات المتحدة فى جميع المجالات, اقتصاديا وسياسيا، وإلى حد كبير عسكريا فى المدى القصير، فضلا عن الاقتحام السريع للفضاء والوصول إلى القمر، وقد تُعطل العقوبات التكنولوجية الأمريكية الأخيرة مسيرة النمو الصينى على الصعيد التكنولوجى، ولكن رأينا فى مرات عدة أن تلك العقوبات دافع للتطوير المحلى.
لم تكن حرب الرسوم الجمركية التى بدأها دونالد ترامب فى عام 2018 هى الحرب الأهم كما يعتقد البعض, ولكن كانت الحرب الأكثر أهمية بين الولايات المتحدة والصين فى السنوات القليلة الماضية هى الحرب التكنولوجية التى بدأت فى عهد سلفه "باراك أوباما"، بهدف منع الصين من اللحاق بالتفوق التكنولوجى للولايات المتحدة عن طريق منع نقل التكنولوجيا، وثانيا تعظيم الفجوة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين, لكن على سبيل المثال فشركة "هواوي" أوجدت بدائل صينية محلية لأكثر من (13) ألف مكون فى منتجاتها التى تأثرت بالعقوبات التجارية الأمريكية، وأعادت تصميم أربعة آلاف من لوحات الدوائر الكهربائية لمنتجاتها.
أصبحت الصين مركز ثقل سياسى واقتصادى كواقع ملموس, وأدرك العالم قوة الدبلوماسية الصينية, وظهر ذلك فى تبنى المصالحة فى الشرق الأوسط أخيرا، ومبادرة وقف القتال بين روسيا وأوكرانيا، لذلك فالتحول الأوروبى تجاه الصين منطقى جدا, هذا بالنسبة للحليف الأول والأقوى للولايات المتحدة.
ثالثا - الحرب الروسية – الأوكرانية:
هى حرب أمريكية المنشأ، فى محاولة أمريكية لإعادة انضباط السياسات الأوروبية (Reset European Politics) الباحثة عن استقلالها ومجدها السابق بالاتجاه شرقا (روسيا / الصين)، وانصرافها عن حلف الناتو بعيدا عن السيطرة الأمريكية، والبحث عن هوية أوروبية خالصة، فكانت الحرب التى حققت الولايات المتحدة من خلالها جملة أهداف تخدم مصالحها.
ولكن ربما يرتد السحر على الساحر, فكما كان النجاح الأمريكى كبيرا فى تدمير العلاقات الأوروبية الروسية وتسببت أيضا فى ضرر كبير لدول الاتحاد الأوروبى، ما دفعها بقوة شديدة بعيدا عن الولايات المتحدة تجاه مصالحها، تجاه الصين، وتلك نتيجة لم تكن تتوقعها الولايات المتحدة إطلاقا.
رابعا - خاتمة القصة:
تنتشر القوات الأمريكية فى العالم من أدناه إلى أقصاه, من خلال (750) قاعدة عسكرية فى أكثر من (130) دولة من دول العالم، تتنوع مهامها المعلنة من القيام بالواجبات العسكرية المباشرة أو أعمال الدعم والإسناد اللوجيستى.
على الرغم من ذلك، لا يمكن لقوة ما السيطرة على كل المتغيرات، والتحديات والمستجدات فى أنحاء العالم، وفتح جبهات متعددة للصراع فى بقاع الأرض، ونشر النموذج الأمريكى عبر استخدام وسائل الضغط المختلفة، ما بين حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية، ومن خلال مواقفها ضد المؤسسات الدولية إذا قررت غير رغبتها. 


تطورات الوجود العسكري الأمريكى حول العالم

إذا كان من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية, وبالفعل قد آتت ثمارها فى البداية، ولكن فى الواقع فإن تلك الحرب قد بلورت أُسس مولد كيان النظام العالمى الجديد، "البعبع" الذى كانت تعمل الولايات المتحدة بشدة لمنع حدوثه بذات الشكل القوى، ليس ذلك فحسب، ولكن تضامن الغرب الذى كانت تتباهى به عقب قيام الحرب، فقد انقلب تماما.
ضجر الغرب الأوروبي من الحرب وتكلفتها العالية، وإعاقة التنمية الاقتصادية, والأهم هى التبعية لأمريكا سياسيا وأمنيا، إضافة إلى أن السلوك الأمريكى, الأنانى, والتصرف بفردية، وضع الشركاء الأوروبيين فى وضع التابع الذى ينتظر دائما التعليمات.
جاءت الطامة الكبرى وغير المتوقعة من الحلفاء فى الخليج، الذى تحول إلى قوة مناوئة للولايات المتحدة، وتحديدا فى تقوية علاقاته بالصين وروسيا، سياسيا واقتصاديا، وعسكريا. وعلى جانب آخر، استخدام عملات أخرى غير الدولار الأمريكى، لمساندة موجة عالمية للتخلى عن استخدام العملة الأمريكية، التى بدأت من اتحاد "بريكس".
نعم، لقد فشلت السياسات الأمريكية فى العقود الثلاثة الأخيرة، وأدت إلى ضجر العالم شرقا وغربا من الهيمنة الأمريكية، وكانت السبب الأساسى فى كتابة نهاية (القصة القصيرة) للهيمنة الأمريكية على العالم، وطبقا للمعطيات السابقة هناك سيناريوهات محدودة على الساحة العالمية للأوضاع الابتدائية لتشكيل النظام العالمى الجديد:
السيناريو الأول (المرجح): أن تقبل الولايات المتحدة الأمريكية بالنظام العالمى الذى يتشكل، وانتهاء عصر القطب الواحد، للأسباب الآتية:
• على الرغم من أن الولايات المتحدة حققت هدفها فى تدمير العلاقات السياسية والاقتصادية بين أوروبا وروسيا، ومنع أى تحالف أو تقارب بين أوروبا وروسيا, فإن أوروبا نفسها أصبحت على مسافة أبعد من الولايات المتحدة.
• تحتاج الولايات المتحدة إلى التفرغ التام والتركيز على مجابهة التوسع الصينى فى العالم وبالأخص فى منطقة الإندوباسيفيك.
• عرقلة التنمية الاقتصادية للدول الأوروبية من خلال الطاقة الروسية (الرخيصة)، والقدرة على منافسة الولايات المتحدة، ما دفع الدول الأوروبية نحو الصين، وخلال فترة وجيزة سوف تستعيد الدول الأوروبية العلاقات الاقتصادية مع روسيا تحقيقا لمصالحها.
• إحياء حلف الناتو من خلال الإخلال بالأمن الأوروبى والحاجة لوجوده، أو بالأحرى الحماية الأمريكية لأوروبا، إلا أن الطموح الأوروبى فى تكوين الهوية الأوروبية المستقلة عن الولايات المتحدة يزيد يوما بعد يوم.
• سوف تضطر الولايات المتحدة للموافقة على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية نظرا للمشكلات المركبة التى تواجهها داخليا وخارجيا من الأصدقاء والحلفاء والأعداء.
السيناريو الثانى: أن يدفع المجمع الصناعى العسكرى صناع القرار فى الولايات المتحدة إلى التصعيد وتوسيع نطاق الحرب الروسية الأوكرانية وتوريط الدول الأوروبية فى حرب عالمية ثالثة، وهو سيناريو غير مرجح لأسباب عدة، كالآتى:
• راجع الخطاب السنوى  للرئيس الأمريكى 2008، (حالة الاتحاد)، وأن الصين هى التهديد الأكبر للأمن القومى الأمريكى, وليس روسيا.
• من الأساس تتجه الولايات المتحدة إلى التركيز على منطقة الإندوباسيفيك، لمواجهة الهيمنة الصينية, راجع سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، وتخفيض أعدادها فى الخليج.
فى الأخير، الولايات المتحدة لا تدخل حربا كبرى إلا بعد فترة طويلة تسمح لها بتحقيق مكاسب مادية كبيرة، ومن المنتظر أن تستخدم الولايات المتحدة الحرب الباردة لوقف تقدم الصين.

طباعة

    تعريف الكاتب

    لواء طيار أ. ح/ د. عماد عبد المحسن منسى

    لواء طيار أ. ح/ د. عماد عبد المحسن منسى

    مدير الكلية الجوية الأسبق، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية