إيران ومحاولات استعادة الحلم الإمبراطوري
27-6-2015

د. محمد السعيد عبد المؤمن
* أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس
تشير التحركات الإيرانية خلال الفترة الماضية، سواء علي المستوي الإقليمي أو الدولي، إلي أن إيران بصدد استعادة مكانتها التي فقدتها منذ قيام الثورة، وهو ما يجعلنا ندرس ما تسميه مشروع "الحكومة العالمية للإسلام"، بحسبانه مشروع الدولة الإيرانية الكبيرة، أو كما يسميه بعض الباحثين بالحلم الإمبراطوري، وذلك في إطار وجود خصوصية واضحة للفكر الإيراني المعاصر الذي وجه ثورتها الإسلامية ونظامها السياسي، مع عدم تجاهل ثوابت واضحة في التاريخ والجغرافيا، ثوابت تتعلق بطبيعة الشخصية الإيرانية، ومواقفها تحت أي نظام حكم سياسي، وتتعلق بدور إيران التاريخي إقليميا ودوليا، وموقع إيران الاستراتيجي الذي فرض عليها التزامات واجبة تحت أي ظروف أو ضغوط. لقد أدارت إيران نحو نصف العالم القديم أكثر من مرة علي مدي عصور متباينة قديمة وإسلامية، وكان دأب الإيرانيين خلال تاريخهم الطويل أن يقيموا نظاما سياسيا يوحد بين الدين والدولة، ويجعل الساسة وعلماء الدين جناحي تحليق النظام لتحقيق غاياته التي دائما ما توصف بالإلهية، فأطلقوا عليه لقب الشاهانشاهية. ولقد اجتهدت الثورة الإيرانية في أن تقيم نظاما له المواصفات نفسها فكانت غايته إقامة دولة تمهد لظهور إمام الزمان، وقيادة "الحكومة العالمية للإسلام". ومن هنا، وضع النظام الأسس التي تمكنه من التعامل مع المستجدات، سواء علي المستوي المحلي، أو الإقليمي، أو الدولي.

رابط دائم: