نشرة مجلة السياسة الدولية العدد 195 يناير 2014
16-1-2014
الافتتاحية:
 
تحولات القوى الكبرى في الشرق الأوسط
أبوبكر الدسوقي
 
تتناول افتتاحية العدد التطورات التي أسهمت في حدوث حالة من التحول والتغير في بنية الشرق الأوسط  بتفاعلاته وفاعليه، وتؤكد الافتتاحية- خلال سطورها- أن هذه التطورات كشفت عن حالة من التغير في سياسات القوى  الكبرى تجاه إقليم يتحول، سرعان ما بدت تلقي بتأثيراتها على  وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط. وتشير إلى أن عام 2013 قد شهد العديد من الأحداث المهمة في الشرق الأوسط ذات الدلالات المهمة بالنسبة لأدوار القوى  الكبرى وسياساتها في الإقليم.
 
قسم الدراسات:
 
 مراجعات تكتيكية:أبعاد السياسة الأمريكية تجاه أمن الخليج
د. أشرف كشك
 
تجتاز العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية مرحلة حرجة، بعد أن اتسعت مساحة الخلاف بين الجانبين لتشمل قضايا تمس جوهر الأمن القومي لدول المجلس، ابتداء بالملف النووي الإيراني، مرورا بالمسألة السورية، وانتهاء بمضمون السياسة الدفاعية الأمريكية الجديدة التي لن تكون دول المجلس بمنأى عنها. فما هي مضامين السياسة الأمريكية تجاه أمن الخليج العربي؟ وهل لدى الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية خاصة لأمن منطقة الخليج العربي، أم هي فقط جزء من الاستراتيجيات الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط عموما؟. تلك التساؤلات وغيرها هي موضوع هذه الدراسة.
 
خبرات انتقالية:بناء المواطنة في تجربة جنوب إفريقيا
د. علياء سرايا
 
اتضحت معالم المواطنة الحديثة في بناء المواطنة في تجربة جنوب إفريقيا منذ بداية التحول عن الأبارتهيد، التي يمكن إرجاعها إلى منتصف ثمانينيات القرن العشرين، وفي ظل العولمة التي تضعف من سيادة الدولة. فقد ظهر الاحتجاج كأحد أشكال مشاركة المواطن في الحياة السياسية، بالإضافة إلى أشكالها التقليدية، حيث أمكن رصده منذ تولي ثابو مبيكي رئاسة الدولة في عام 1999. إن ارتباط هذا الاحتجاج بتجمعات، مثل المنظمات غير الحكومية والحركات الاجتماعية، التي لها مطالب معينة متعلقة بالأساس باحترام حقوق الإنسان، وبالقضايا الاقتصادية والاجتماعية، سمح بظهور ما يسمي "بالمواطنة المتشكلة" مقابل "مواطنة الدولة".
 
 
 مقتضيات متباينة: الالتزامات الدولية لحقوق الإنسان في النطاق الداخلي
د. عبدالعال الديربي
 
تترتب الالتزامات الدولية لحقوق الإنسان في نطاق الدول الأعضاء في المنظمات الدولية التي أبرمت في إطارها، فهي التزامات اتفاقية، تراضت الدول المتعاقدة عليها، ومن ثم فهي لا تخرج عن كونها التزامات بمعاهدات دولية شارعة، على أساس أن اتفاقيات حقوق الإنسان الصادرة عن المنظمات الدولية، عالمية كانت أو إقليمية، إنما هي بمثابة معاهدات شارعة تقرر قواعد عامة. لكنها في الوقت ذاته تفرض على  الدول أشكالا للوفاء بتعهداتها الدولية في هذا المجال لتأكيد أن الدولة قد أوفت بهذه الالتزامات في مجالها الداخلي.
 
لقاء العدد : سياسة مصر الخارجية.. الثوابت والمستجدات
 
لقاء مفتوح  مـع السيد / نبيــل فهمــي .. وزير خارجية جمهورية مصر العربية
 
تناول وزير الخارجية ثوابت ومتغيرات الواقع الذي يحكم السياسة الخارجية المصرية، ورؤية السياسة الخارجية المصرية في الوقت الحالي. وركز الوزير على المفهوم الجديد للريادة المصرية، والدور الخارجي المصري بعد ثورتين، وأخيرا دوائر العمل السياسي المصري. واختتم الوزير فهمي الحوار بتأكيد أنه من الضروري أن تدار العلاقات الخارجية للدولة المصرية من خلال رؤية مستقبلية واضحة، تُحدد في إطارها المصلحة الوطنية للبلاد، بما في ذلك تعريف أمنها القومي، وليس من منطلق أيديولوجي، وعلى  أساسها تحدد السياسات المصرية لمواجهة التحديات.
 
قسم المقالات:
 
المسعى المراوغ : معضلات "الدولة الفلسطينية" في ظل سياق تفاوضي متغير
د. وليد محمود عبدالناصر
 
انطلقت قاطرة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية مجددا في 29 يوليو الماضي، مستندة هذه المرة إلى مبادرة أطلقها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بهدف التوصل إلى تسوية نهائية وتاريخية. والمؤكد أن المبادرة ذاتها، وصيرورة المفاوضات الحالية ترتبطان مباشرة بالتحول الكبير في السياق الإقليمي، نتيجة ثورات "الربيع العربي". يحاول هذا المقاول فحص تأثيرات هذا التحول في مسار المفاوضات، وفي غايتها النهائية المفترضة، وهي إنشاء دولة فلسطينية، طال أمد انتظارها. لكن المقال يحاول أيضا فحص تأثير تطورات موازية تشهدها مناطق أخرى في العالم، خاصة أوروبا وأمريكا اللاتينية، بأفق طرح سبل لتعزيز الموقف الفلسطيني في المفاوضات، انطلاقا من إدراك واقعي وعملي بما يمكن أن ترتبه تحولات السياق من فرص أو قيود.
 
خديعة "تشامبرلين": الهواجس الخليجية من "تفاهم" نووي إيراني-أمريكي
د. محمد الرميحي
 
على  غرار ما أتاحه السلاح النووي لإسرائيل من قبول العرب بوجودها في المنطقة، وعدم مواصلة الصراع العسكري الوجودي معها، فإن الترويج لـ "فكرة" السلاح النووي الإيراني أتاح إنتاجا آخر للمعادلة ذاتها في سياق مغاير. الاتفاق النووي الأخير الذي أبرم بين الجمهورية الإسلامية في إيران، والقوى  الكبرى  المنضوية في إطار مجموعة "5+1" في شهر نوفمبر 2013، يكشف عن أن هذه الفكرة حققت للنظام الإيراني أحد أهدافه الأساسية على  صعيد السياسة الخارجية، وهو الاعتراف الدولي بوجود "الجمهورية الإيرانية الإسلامية". تداعيات هذا الاتفاق، وتداعيات الاعتراف الدولي بالنظام الإيراني، ستمتد بالتأكيد لتمس مصالح مختلف الأطراف الإقليمية. ويناقش هذا المقال هواجس دول الخليج العربية من هذه التداعيات التي ستطولها وتطول أمنها ومصالحها، قبل أي طرف آخر إقليمي آخر.
 
استعادة التوازن: "الاستدارة شرقا" وتحولات السياسة الأمريكية الشرق أوسطية
د. مي مجيب
 
في عام 2010، أعلنت الولايات المتحدة، على  لسان وزيرة خارجيتها آنذاك هيلاري كلينتون، أن الولايات المتحدة بدأت التوجه شرقا في إطار استراتيجيتها العالمية. العوامل المفسرة لهذا التحول تتنوع بين كونه يعكس توجهات المذهب السياسي للرئيس أوباما، أو كونه يتصل بالوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة، أو كونه ردا على  خيبة أمل الولايات المتحدة من الدفع قدما بسياستها في الشرق الأوسط. تحاول هذه الورقة، بداية، اختبار مدى صدقية هذا التصور بتراجع أهمية الشرق الأوسط، وهل نحن بالفعل أمام حالة انفصال أمريكية عن المنطقة، أم أمام واقع آخر مختلف، ولكنه جديد في كل الأحوال. كما يناقش المقال ماهية التداعيات المترتبة على  تشكل هذا التصور، وأخيرا مدى نجاعة هذا التوجه في تحقيق الأهداف المتوخاة منه.
 
المائدة المستديرة: 
 
تحالفات قيد التشكيل: تداعيات الاتفاق النووي الغربي- الإيراني على  الشرق الأوسط
 
تناولت المائدة المستديرة التي عقدتها مجلة السياسة الدولية، تحت عنوان "الاتفاق الغربي - الإيراني.. الأبعاد والتداعيات"، رصد وتحليل وتوصيف مضمون وأبعاد الاتفاق، ومن ثم تداعياته المحتملة على  منطقة الشرق الأوسط. واستضافت المائدة نخبة من الخبراء والمتخصصين في هذا الملف، منهم: الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا، والدكتور مدحت حماد، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة طنطا، والدكتور طارق فهمي، نائب مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، والدكتورة سلوى فراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس- فرع الإسماعيلية، والدكتور أحمد قنديل، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وأحمد طاهر، مدير مركز الحوار للدراسات السياسية.
 
 وخلصت المائدة إلى أن اتفاق جنيف جاء ليعكس اتجاهات القوى الكبرى  المتنفذة في المنطقة لصياغة تحالفات جديدة لا تزال قيد التشكل في المنطقة، لاسيما في ضوء التحولات الانفتاحية للرئيس الإيراني، حسن روحاني، تجاه الغرب، وقدرة طهران على  التأثير في معادلة توازنات القوى في صراعات عديدة في المنطقة، ومنها سوريا والعراق.
 
قســــم خاص: رحيل د. عبدالملك عودة رائد الدراسات الإفريقية
 
وفاء لذكرى الفقيد د. عبد الملك عودة ، وعرفانا بفضله، وحفظا لجميله، حرصت مجلة السياسة الدولية على أن تقدم له جزءا مما قدمه للسياسة الدولية، مستكتبين في هذا العدد الأول، بعد رحيله، شركاء التجربة، وزملاء العمل الأكاديمي، كلا من الدكتور بطرس غالي، والدكتور علي الدين هلال، والأستاذ حلمي شعراوي، والدكتور حمدي عبدالرحمن، ليمدوا قارئ مجلة السياسة الدولية بما قد لا يعرفه عن أحد ممن زرعوا بذرتها الأولي.
 
عبدالملك عودة كما عرفته ..د. بطرس بطرس غالي
 
عالم السياسة والإداري النابه.. د. علي الدين هلال
 
الوطنية المصرية في الفكر الإفريقي.. حلمي شعراوي
 
عودة .. الأستاذ والمعلم.. د. حمدي عبدالرحمن
 
ملف العـــــدد:
 
القطب العائد .. الدور الروسي في سياق إقليمي جديد
 
تحركات مدروسة: طريق روسيا للعودة إلى مسرح السياسة العالمية 
د. معتز سلامة
 
أكدت مقدمة الملف أن روسيا تحتل أهمية خاصة، ليس فقط لأنها لا تزال قوة عالمية عظمى بالمعيار العسكري، وبمعيار المساحة، والموارد الاقتصادية، والقدرات الكامنة العلمية والتكنولوجية، ولكن نظرا لما شهدته، خلال السنوات الماضية، منذ تولي فلاديمير بوتين رئاستها عام 2000، من خطوات جادة للعودة إلى مسرح السياسة العالمية، بعد سنوات من تفكك الامبراطورية، وبروز بوادر خطر من احتمال التجزئة، وانفصال جمهوريات ومناطق عن جسد الدولة الروسية نفسها.
 
القيادة المحسوبة: كيف استعاد بوتين المكانة العالمية لروسيا؟
 د. نورهان الشيخ.
 
تناول التحليل دور القيادة الروسية، والرئيس بوتين تحديدا، في استعادة المكانة العالمية لروسيا. ومنه، يتضح أنه على  الرغم من توجيه اتهامات لبوتين بالنزعة الإمبراطورية وبالتسلطية، فإنه مضى في طريقه، حتى تمكن من استعادة المكانة العالمية لبلاده على  الساحة الدولية.
 
تكاليف المنافسة: التحديات أمام مكانة روسيا في الاستراتيجية العالمية
السفير/ عزت سعد الدين
 
ركز التحليل على  القدرات الاستراتيجية الروسية الاقتصادية، والعسكرية، والعلمية، والتكنولوجية، وجوانب القوة والضعف بها. وأشار إلى وجود نخبة سياسية وعسكرية حول بوتين، لا يزال بعضها يعتقد في إمكانية تحقيق فكرة روسيا كدولة عظمى، كما كان الاتحاد السوفيتي، لكنه يؤكد أن ذلك يصطدم بحقائق اقتصادية، واجتماعية، وجيوسياسية، يستحيل معها وضعه موضع التنفيذ.
 
مصالح لا محاور: فرص وقيود العلاقات الروسية - المصرية بعد 30 يونيو
السفير/ علاء الحديدي
 
عرض التحليل للعلاقات الروسية - المصرية، مؤكدا وجود فرص جديدة ومجالات غير تقليدية للتعاون. وعلى  سبيل المثال، فقد طرح فكرة بناء صوامع قمح كبرى ، يتم فيها تخزين القمح الروسي المزمع تصديره لدول أخرى، وفكرة تأسيس شراكة روسية - مصرية تجارية في صناعة الأخشاب.
 
هواجس متبادلة:  الخليج بين الحليف الأمريكي والوافد الروسي
د. عبدالعزيز بن عثمان بن صقر
 
تناول التحليل علاقة روسيا بدول الخليج، مستعرضا الضرورات والدوافع الاستراتيجية للتقارب بين الجانبين، مشددا على  عدم حصر العلاقات في قضيتي شراء الأسلحة والاستثمارات الخليجية في روسيا، وأهمية إدراك روسيا للقلاقل الخليجية من علاقاتها في الشق النووي بإيران.
 
رهانات صعبة: حسابات موسكو تجاه الصراع في سوريا
د. ميشيل كيلو
 
درس التحليل آفاق العلاقات الروسية - السورية، في ظل السيناريوهات المختلفة للمستقبل السوري. وأكد أن عدم استجابة روسيا لمطالب المعارضة السورية، واستمرارها في دعمها للنظام يرجحان فقدانها نفوذها في سوريا، عند الإطاحة به.
 
قطبية لا متماثلة: تحولات السياسة الروسية تجاه الولايات المتحدة
د. مصطفى علوي
 
بحث  التحليل في تطور التفكير الاستراتيجي الروسي تجاه الولايات المتحدة، والجديد والقديم فيه، وانعكاسات ذلك على  سياستي الدفاع والخارجية الروسية تجاه واشنطن. وأكد أن مدى نجاح عملية الإصلاح الداخلي في روسيا سيحدد مستوى  قدرة روسيا على  الإدارة الجيدة لعلاقاتها بالولايات المتحدة.
 
الثقة المفقودة: الصراع الروسي- الأوروبي على  الفضاء الأوراسي
د. هاني شادي
 
ركز التحليل على  جوانب التقارب والتباعد في علاقة روسيا بالاتحاد الأوروبي، متناولا رؤية ومشروع بوتين لإنشاء "اتحاد أوروبا" الذي يتكون من الاتحاد الأوروبي"، و"الاتحاد الأوراسي الجديد"، والذي من المفترض أن تلعب فيه روسيا دورا قياديا مهما، وذلك في مواجهة برنامج "الشراكة الشرقية" للاتحاد الأوروبي.
 
شراكة اقتصادية: محددات الدور الروسي في وسط وشرق آسيا
أحمد دياب
 
تناول التحليل السياسة الروسية تجاه شرق آسيا وآسيا الوسطى، وحلل التحديات والعقبات التي تعترض علاقات روسيا بالمنطقتين، على  خلفية التاريخ الطويل من الريبة بين روسيا وجيرانها الآسيويين، والمزاحمة التي تواجهها روسيا في آسيا الوسطى على  الصعيد الاقتصادي، مشبها ما يجري في هذه المنطقة الآن بما كانت عليه أيام "اللعبة الكبرى " التي كانت تتواجه خلالها الإمبراطوريتان الروسية والبريطانية في القرن التاسع عشر.
 
قسم التقارير
 
2014 .. غموض بنـّـاء
سامح  راشد
 
ركزت مقدمة التقارير على  التطورات التي شهدها عام 2013، فقد حفل العام بأحداث مفصلية، بعضها يستحق وصف "تاريخي" في عدة دول ومناطق من العالم. وامتدت تأثيرات تلك الأحداث إلى مختلف المجالات سياسيا، واقتصاديا، وعسكريا أيضا. ورغم أهمية وعمق التحولات التي حملها عام 2013 معه، فإن أحداثه وفعالياته لم تكن وليدة العام ذاته، أو حتى العام السابق، وإنما يعود بعضها إلى الأعوام القليلة التي مضت منذ بداية الألفية الثالثة، في حين يمكن تلمس إرهاصات البعض الآخر في سنوات أخرى أسبق.
 
 حلول صعبة: تعقيدات الأزمة السورية في "جنيف-2"
 صافيناز محمد أحمد
 
عكس الجدل الدولي والإقليمي حول مؤتمر جنيف-2 عمق الخلافات التي تحيط بأطراف الأزمة السورية داخليا وخارجيا، وأثار تساؤلات حول جوانب متعددة متعلقة به، من أهمها الأطراف المشاركة، وما إذا كانت دول، مثل إيران، ستشارك به، أم لا، وطبيعة وشكل تمثيل المعارضة السورية التي تعاني انقساما واضحا، و"التفاهمات" الأمريكية - الروسية المشتركة، لاسيما بعد المبادرة الروسية بتفكيك الترسانة الكيميائية.
 
صفقة شاملة: الأبعاد الإقليمية لاتفاق جنيف النووي
محمد عباس ناجي
 
هيأ التوافق الروسي - الأمريكي حول الأزمة السورية، والذي أدى إلى استبعاد الضربة العسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، المجال أمام تفعيل فكرة "الحل السياسي" للأزمة، التي انتهت بتوقيع إيران ومجموعة "5+1" الاتفاق النووي "المرحلي" في 24 نوفمبر الماضي، والذي ربما سوف يمثل - في حالة تطويره لاتفاق شامل خلال المفاوضات المزمع عقدها بين الطرفين خلال الأشهر الستة المقبلة، وهي فترة تنفيذ الاتفاق - أحد أهم التطورات الاستراتيجية التي شهدتها المنطقة على  مدى العقود الثلاثة الأخيرة.
 
انتقال متعثر: محفزات ومخاطر التأزم الداخلي في ليبيا
د. مبارك أحمد
 
عمقت الاشتباكات المسلحة التي شهدتها عدة مدن ليبية من الانقسام السياسي الذي يحمل في طياته بالأساس محفزات كامنة لتغذية الصراع بين قوى  المشهد الليبي الهش، وتزيد الشكوك حول مدى قدرة الثورة الليبية - وهي تستعد لتنهي عامها الثالث - على  التحول إلى بناء الدولة، والتخلص من ميراث عقود أربعة من الحكم الديكتاتوري، حال خلالها القذافي دون بناء وتطوير مؤسسات وطنية حقيقية، ونجح في توظيف التمايزات القبلية والمناطقية لصالح بقاء نظامه واستمراره.
 
تحولات ممتدة: معضلات وفرص الحوار الوطني في اليمن
إيمان عبدالحليم  
 
تنفيذا لخريطة الطريق التي وضعتها المبادرة الخليجية، بدأ الحوار الوطني اليمني أعماله في مارس 2013، لبحث تسع قضايا أساسية، إلى جانب قضايا تتعلق بالتنمية الشاملة والمستدامة، وقضايا اجتماعية وبيئية خاصة، وذلك تمهيدا لوضع دستور دائم للبلاد، حتي إجراء انتخابات عامة بحلول فبراير 2014، إيذانا بانتهاء المرحلة الانتقالية في اليمن.
 
معضلة مزمنة: تعقيدات غياب الأمن في الساحل والصحراء
د. عصام عبدالشافي
 
منذ سنوات، وقضية الأمن تمثل معضلة كبرى  لدول الشمال الإفريقي، بالإضافة إلى منطقة الساحل والصحراء. وكانت هذه المعضلة الدافع وراء العديد من التحركات والاستراتيجيات الدولية والإقليمية والوطنية، للتداعيات السلبية للمصاعب والتطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الساحل والصحراء على  الأمن الإقليمي برمته، وبحث السبل والطرق للوصول إلى نتائج إيجابية وملموسة لمواجهة التحديات الأمنية كافة.
 
منظور مغاير: الجوانب الفنية في أزمة سد النهضة
د. محمد رياض
 
رغم ما أثير من جدل واسع حول سد النهضة الإثيوبي، فإن أغلب هذا الجدل تركز على  الجوانب السياسية، وأحيانا القانونية في مشكلة السد، بينما لم يحظ الجانب الفني في تلك القضية بما يستحق من اهتمام، خاصة أن النواحي الفنية في مشكلات كهذه كفيلة بتوضيح كثير من الأمور الملتبسة سياسيا.
 
مراجعة التحالفات: دوافع وتداعيات التقارب التركي- الصيني
كرم سعيد
 
تباشر تركيا تحولات داخلية وخارجية مهمة، حيث تتبدل علاقاتها، وتتغير تحالفاتها. ففي الوقت الذي تشهد فيه سياستها مع الغرب فتورا، تبدو العلاقة باتجاه بكين مرشحة لمزيد من التعاون، حيث تقترب تركيا من توقيع عقد مع بكين بقيمة أربعة مليارات دولار لشراء منظومة صاروخية لتدعيم دفاعها الجوي.
 
تداعيات متشابكة: أسباب وآفاق أزمة الدين الأمريكي
إيمان شادي
 
واجهت الولايات المتحدة الأمريكية، في الأشهر القليلة الماضية، أزمة مالية حادة، تجسدت في أكثر من مظهر، كان من أبرزها تراكم الديون على  الحكومة الأمريكية، حتى وصلت إلى حد اضطرت معه إلى تعليق العمل ببعض الدوائر الحكومية، توفيرا لرواتب موظفيها، والتي كانت لها تداعياتها على الاقتصاد الدولي.
 
الاستخبارات الجديدة: إشكاليات التجسس الإلكتروني في العلاقات الدولية
عادل عبدالصادق
 
كشف "إدوارد سنودن"، الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي، عن وثائق تؤكد تجسس الولايات المتحدة، عبر وكالاتها الأمنية، على  العديد من الزعماء والدول، وملايين المستخدمين عبر شبكات الاتصالات والإنترنت، وهو الأمر الذي فجر أزمة جديدة في العلاقات الدولية، وأزاح الستار عن طبيعة وكيفية إدارة الأنشطة السرية الدولية في الداخل والخارج، ومدى ارتباط تلك القضية بتوظيف أجهزة الاستخبارات الدولية للفضاء الإلكتروني في عملها، وعلاقة ذلك بتحديات إعادة تعريف الأمن القومي، وبدور الشركات التكنولوجية الكبرى، في ظل بيئة جديدة يغلب عليها الصراع على  الاستحواذ على  المعلومات والمعرفة، والتي أصبحت رمزا للقوة والمكانة والثروة.
 
مكتبة السياسة الدولية
 
الأمة المستغنى عنها: أزمة القيادة والسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط 
عمرو عبدالعاطي
 
تعرضت المقدمة لمجموعة الكتب التي تقيم القيادة والسياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، مع بداية الفترة الرئاسية الثانية للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، والتي تذهب إلى أن الولايات المتحدة "الأمة المستغنى عنها" نظرا لإخفاقات السياسة الخارجية الأمريكية لتراجع السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
 
وفي قسم المؤلفات الأجنبية، عرض لكتب تتناول عددا من القضايا الدولية والشرق أوسطية، من أبرزها النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، والرأي العام العربي، وإعادة تشكيل الشرق الأوسط، والخيارات الأمريكية تجاه أزمة البرنامج النووي الإيراني، والدور الأمريكي في علمية السلام منذ 1989 إلى 2011، واليهود ومعادة السامية، وأزمة المياه العالمية.
 
وفي قسم المؤلفات العربية، تم عرض كتب ورسائل ماجستير ودكتوراه تتناول قضايا من قبيل الاحتلال وإعادة بناء الدولة.. دراسة مقارنة لتجارب ما بعد الحرب العالمية الثانية وما بعد الحرب الباردة، والسياسة الخارجية المصرية تجاه إسرائيل.. دراسة في توجهات الرأي العام والنخبة، والتشاور السياسي.. دراسة للمفهوم مع التطبيق على  مصر (2007-2011)، ومصر وتحديات التدخل الدولي في إفريقيا، والعرب وتركيا.. تحديات الحاضر ورهانات المستقبل، والاتجاهات الدينية والاجتماعية لحزب شاس وتأثيرها في مسيرة السلام (الرابي عوفديا يوسف نموذجا)، والجهاد في السعودية.. قصة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
 
وفي قسم عروض المؤتمرات، تم عرض لفاعليات المؤتمر الاستراتيجي الخليجي، والمؤتمر العلمي الثالث "الوطن العربي في عالم متغير"، والمؤتمر السنوي السابع والستين لمعهد الشرق الأوسط، ومؤتمر إفريقيا: تفاعلات الصراع وآفاق النهوض، وقضية فلسطين ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني".
 
ملحق اتجاهات نظرية:
 
 ما بعد الواقعية : التدخل الخارجي بين قيود القوة والدواعي الإنسانية
د. خالد حنفي علي
 
يؤكد كاتب المقدمة أن الملحق يحاول الإجابة على تساؤلات مركزية تتعلق بظاهرة التدخل الخارجي، من أبرزها: ما هي التطورات في نظريات التدخل الخارجي في العلاقات الدولية؟، وما مدى تأثير طبيعة التغير في أطراف التدخل (دولة، منظمات دولية حكومية، فاعلين من غير الدول) في تغيير نمط التدخل نفسه وأدواته (عسكرية، اقتصادية، إنسانية... إلخ)؟، وهل هنالك أشكال ونماذج جديدة للتدخل( جماعي، فردي، مباشر، غير مباشر) عكسها الواقع عبر الصراعات، والأزمات المتعددة على  نظريات التدخل، وفلسفة نشوئها؟. أضف إلى ذلك، هل هنالك سياقات داخلية وإقليمية والدولية تشكل بيئة عامة محددة للتدخل، لاسيما في ضوء معضلة الانكشاف الداخلي للدول الأكثر عرضة للتدخل؟.
 
مأزق الانتقائية: نظريات التدخل الخارجي من نظام الدول إلى القيمية العالمية
سماح عبد الصبور
 
تحاول هذه الورقة فهم طبيعة التطورات النظرية لقضية التدخل الخارجي في العلاقات الدولية، وكذلك تحديد طبيعة مفهوم التدخل الدولي، خاصة أنه اتسع من الدولة إلى المؤسسات الحكومية الدولية، ليشمل في مرحلة لاحقة الفاعلين من غير الدول، بما يجعل مفهوم التدخل الخارجي يشمل كل تلك التطورات. ويشير التحليل إلى أن  التدخل الدولي يعني التهديد أو استخدام للقوة خارج حدود الدولة بواسطة دولة أو مجموعة من الدول، وذلك لإنهاء إجراءات تعسفية ضد حقوق الإنسان للأفراد، وذلك دون سماح الدولة التي تم دخول أراضيها.
 
القابلية للانكشاف: العوامل الداخلية والخارجية الدافعة للتدخل في العلاقات الدولية
علي جلال معوض
 
يؤكد التحليل أن الواقع الدولي يشهد العديد من نماذج التدخل الخارجية التي تتفاوت في أشكالها وصورها، من حيث آلياتها، ونطاقها، ومداها، وأطرافها، وأهدافها، ومبرراتها، وآثارها، ونواتجها. وتوازى مع ذلك وجود نماذج لعدم التدخل، أو تأخره ومحدوديته في حالات بدت مساوية، إن لم تكن أكثر تطلبا للتدخل، من منظور الأهداف والمبررات ذاتها، وهو ما تظهره بعض الدراسات بشكل واضح، لدى مقارنة حالات التدخل الدولي العسكري، تحت مظلة حسابات إنسانية، بحالات غاب عنها هذا التدخل العسكري، برغم تفوقها في طبيعة وحجم انتهاكات حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني.
 
ويثير التحليل تساؤلا حول محددات التدخل الخارجي، ومعالجته، وتوضيحا موجزا للمقصود بهذا التدخل ومحدداته، يعقبه استعراض أهم هذه المحددات داخليا وخارجيا.
 
من العسكرة للحصار: أشكال وأدوات التدخل الخارجي في شئون الدول
د. خديجة عرفة محمد
 
يؤكد التقرير أن قضية التدخل الخارجي شكلت واقعا يحكم العلاقات الدولية في كافة العصور، بيد أن طبيعة هذا التدخل والأدوات المستخدمة هي التي تغيرت مع الوقت، وذلك وفقا لعوامل عدة، في مقدمتها بنية النظام الدولي، وطبيعة توازنات القوى، وأهداف القوى  المتدخلة، وطبيعة مصالحها في الدول التي يتم التدخل بها، وكذلك طبيعة المؤسسات الدولية القائمة، ودورها في النظام الدولي. فظروف كل مرحلة هي التي حددت شكل التدخل الأكثر استخداما. ورغم ذلك، فقد كان هناك، طوال الوقت، مزج بين أشكال عدة واستخدام لأدوات متنوعة للتدخل. وشأنه شأن معظم المفاهيم في العلوم الاجتماعية، يؤكد التقرير أيضا أنه لا يوجد تعريف محدد لمفهوم التدخل الخارجي. وهناك اتجاهات متعددة في تعريف المفهوم، فيتبني البعض منظورا ضيقا للمفهوم ليقصره على  التدخل العسكري المباشر، بينما يميل فريق واسع من الباحثين لجعل المفهوم يتسع ليشمل كافة أشكال التدخل، أيا كانت أدواته. وهناك من يبالغ في توسيع نطاق المفهوم ليشمل حتى التدخل اللفظي.  
 
حدود التأثير: الأطراف الخارجية وأنماط التدخل في الصراعات الداخلية
إيمان رجب
 
تتبنى هذه الورقة تعريفا عاما للصراع، بحسبانه "اختلافا حول قيمة مرتبطة بمجتمع معين بين فاعلين اثنين على  الأقل". ووفق تصنيف معهد هيدلبيرج للصراعات، هناك خمسة أشكال للصراع، هي النزاع Dispute، الذي يكون سياسيا بطبيعته، ولا يتضمن أي استخدام للعنف، والأزمة غير العنيفة Non-Violent Crisis التي يهدد أحد أطرافها باستخدام العنف، ولكن لا يستخدمه، والأزمة العنيفة Violent Crisis، التي يتم استخدام أدوات العنف المختلفة فيها من قبل أحد أطراف الصراع، والحرب المحدودة Limited War، من حيث شدتها، والحرب التقليدية.  
 
الهوة الفاصلة: أدبيات ما بعد التدخل الخارجي في ضوء التجارب الدولية
محمد عبدالله يونس
 
يؤكد التقرير أن مرحلة ما بعد التدخل الخارجي لم تحظ باهتمام تنظيري واسع النطاق، على  الرغم من كونها المحدد الرئيسي لمدى فاعلية التدخل بأنماطه المختلفة في مواجهة الدولة المستهدفة، إذ انبرت الكتابات النظرية بتحديد سياقات التدخل، ومحدداته، وأنماطه، دون التطرق لتحديد فاعليته في ترتيب الأوضاع التالية للتدخل. ويحاول التقرير- خلال سطوره- تحديد مفهوم واضح للتدخل في ظل سيطرة قطب واحد على النظام الدولي.
 
ملحق تحولات استراتيجية
 
الدولة المأزومة: ديناميات التفكك والوحدة في العالم العربي بعد "ثورات الربيع"
مــــــالك عونــــي
 
ارتبطت سيرورة ما عرف بـ "الربيع العربي"، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، بازدياد حضور سيناريو التفكك/الانهيار في العمليات التحليلية، والطروحات أو الهواجس السياسية المتعلقة بمستقبل "الدولة العربية". ومع الإقرار بأن هذا السيناريو/التهديد لم يكن أبدا غائبا عن أفق الدولة العربية على  أي من مستويي الواقع أو التحليل، فإن المقصود هنا هو أن حجم هذا الحضور وجسامته ازدادا بشكل غير مسبوق، منذ تفجر الاحتجاجات الشعبية العربية ذات النزعة الثورية منذ نهاية عام 2010 .
 
الفوضي الاستراتيجية : النزاع السوري واحتمالات "التفكك" في المشرق العربي
د. خطّار أبو دياب
 
في سياق "الفوضى الاستراتيجية" التي تدمغ النظام الدولي في هذه الحقبة، لا يزال الشرق الأوسط ومنطقة غرب آسيا من المسارح الكبرى  للنزاعات. وعلى  ضوء المتغيرات الجديدة الآخذة في التشكل منذ أواخر عام 2010 ، وبناء على  تفاقم الوضع في سوريا، وانتكاسات المراحل الانتقالية من تونس إلى مصر، مرورا بليبيا واليمن، يكثر الكلام عن إعادة رسم الخرائط، وعن تجاذبات أو ترتيبات دولية جديدة. في هذه الأثناء، يستمر تحطيم الدول المركزية، ويبدو التفتت سيد الموقف، بالإضافة إلى مخاطر امتداد النزاع السني- الشيعي، وآثاره السلبية على  وحدة المجتمعات، وعلى  كل إعادة ترتيب للبيت العربي المشترك. إن تطور الوضع في سوريا يمكن أن يغير وجه المشرق، أو يمس التوازنات الإقليمية الدقيقة الممتدة نحو مصر، وشبه الجزيرة العربية، والخليج، والجوار الروسي.
 
الشروط المعززة: مستقبل الدولة العراقية في مواجهة عوامل تفكك مُقيَّدة
د. نادية سعد الدين
 
يختبر العراقيون، في أبريل القادم، أول استحقاق انتخابي نيابي يجري في عهد ما بعد الإعلان الرسمي عن نهاية الاحتلال الأمريكي، في ديسمبر 2011، وسط مشهد داخلي زاخر بمفاعيل الفرقة، والتناحر، و"المحاصصة" الطائفية. هذه العوامل الطاردة لصيغة الاستلال الديمقراطي دفعت العراق نحو السير الدائم على  حافة الحرب الأهلية، ونذر "التفكك" الكياني، إزاء ساحة رخوة وجاذبة لتدخل خارجي، لم يستكن أواره يوما.
 
دولة منزوعة السيطرة: محفزات وكوابح تفكك ليبيا بعد الثورة
د. خالد حنفي علي
 
لم يكن ظهور نزعات لتفكيك ليبيا، بعد ثورة الـ 17 من فبراير، مجرد رد فعل مباشر على الضيم والتهميش والقمع للأقاليم الثلاثة الرئيسية المشكلة للدولة (طرابلس، برقة، فزان)، إبان حكم القذافي، وإنما عكس معضلة دولة تميل بنيتها الجغرافية، والاقتصادية، والاجتماعية منذ الاستقلال إلى التفكك، ولا مركزية السلطة أكثر من الوحدة. ولم تسع الأنظمة المتعاقبة، في مرحلة ما بعد الاستعمار، إلى تجذير محفزات الوحدة، لاسيما مع وجود مشتركات لغوية، ودينية، وثقافية بين الليبيين، بقدر ما عمقت مفاعيل التباعد السياسي، والاجتماعي، والتنموي بين الأقاليم، عبر سياسات استئثارية دفعت الأقاليم إلى النظر إلى الدولة على  أنها أداة قهر وإفقار.
 
التصدع العـصي: عوامل انتهاج الملكيات الخليجية مسارا مختلفا  بعد الربيع العربي 
محمد عز العرب
 
إن واحدا من الأسئلة المثارة في المنطقة العربية، حاليا، هو مدى احتمالية تعرض الملكيات الخليجية للحالة نفسها من التصدع التي صارت عليها بنية الدولة الوطنية، في مرحلة ما بعد الربيع العربي. برزت في مرحلة ما بعد الثورات الشعبية والاحتجاجات الجماهيرية في المنطقة العربية احتمالات العودة إلى البدائل الأدنى من الدولة، فيما يعرف بالولاءات التحتية، أو البيئة القاعدية للانتماءات، خاصة في حالات ليبيا، واليمن، وسوريا، وربما يطول دولا ظلت توصف بأنها مركزية، مثل مصر وتونس، في ظل قناعات مستقرة لدى التيار الرئيسي في أدبيات النظم السياسية بأن "الملكيات متماسكة والجمهوريات مفككة"، أو تتجه إلى التفتيت.
 
الاستثناء الديمقراطي: مستقبل الدولة الوطنية في العالم العربي بعد ثورات الربيع
د.أحمد عبد ربه
 
لم تعرف الدولة الوطنية الحديثة في العالم العربي، منذ محاولة تأسيسها، أساسا، بعد التحرر من براثن الاستعمار، حالة استقرار ممتدة نسبيا.  فبعد فترة من الكفاح لترسيخ الاستقلال التام، والتخلص من التبعية، وبعد سلسلة من المواجهات الحربية لصد العدوان، أو تحرير الأرض للتغلب على  المعادلة الصعبة، وقعت دولة الاستقلال في فخ التبعية الغربية، بحيث أصبحت مجرد دولة وكيل(Agent State)  لنظام معولم، التزمت في ظله أغلب الدول العربية بمجموعة الترتيبات السياسية والاقتصادية التي فرضتها المكنات الرئيسية المحركة للنظام، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، واجتياح السياسات الرأسمالية للعالم أحادي القطبية. بعبارة أخرى، تخلت الدولة العربية عن دور تقليدي ميزها بعد لحظة الاستقلال، وهو محاولة الانفراد بتحديد أولويات سياستها الداخلية، اقتصاديا واجتماعيا.

رابط دائم: