في الفترة من 9–11 ديسمبر 2025، نظم معهد سيمون بوليفار للسلام والتضامن بين الشعوب التابع لوزارة الخارجية الفنزويلية مؤتمرًا دوليًا تحت عنوان "تجمع الشعوب من أجل سيادة وسلام أمريكا"، بمشاركة 2000 شخص من مختلف دول العالم، والجدير بالذكر أن ثمة ملاحظات عامة لدى الوفود المشاركة في هذا المؤتمر وتتمثل في - الحضور الشعبي اللاتيني الرافض لسياسات الإدارة الأمريكية ومطالب بدعم السلام والاستقرار في المنطقة اللاتنينة، بينما تتعلق الملاحظة الثانية بالشعب الفنزويلي الذي يلتف حول قيادته السياسية وبات مدركا لتطورات الأوضاع الراهنة ورفضا لأي شكل من أشكال التدخل الأمريكي في الشأن الفنزويلي. في حين جاءت الملاحظة الثالثة فى الاستعداد الشعبي للمواجهة العسكرية مستمدًا ذلك من إرثه التاريخي المتمثل في سيمون بوليفار في ظل قناعة شعبية بأن الفنزويليين هم من سيدافعون عن سيادتهم ودولتهم في ظل أي عدوان محتمل. الملاحظة الرابعة هي وجود حوارات مباشرة للمسئولين مع المواطنين لخلق نوع من الوعي الجماعي ونقل الحقائق إليهم. قد يري البعض أن هناك أساليب أخرى باتت متبعة في هذا العصر إلا أن هذا هو ما ارتضاه الشعب الفنزويلي.
وربما هذه الملاحظات تنقلنا إلى الحديث حول جوهر المؤتمر بالأساس، والذي هدف إلى التأكد من وجود تضامن دولي وإقليمي في ظل حالة الحصار الأمريكي على فنزويلا وفي ظل التهديدات المستمرة للسيادة الفنزويلية، إذ غامر الحضور بمشاركته في كراكاس في فاعليات المؤتمر كما أن المؤتمر هدف في جوهره من خلال محاوره إلى الحديث عن السلام والاستقرار، وقد تناول المؤتمر موضوعات متنوعة من بينها "البوليفارية ومواجهة المونروية: السلام في مواجهة عسكرة أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي" وموضوعات عن الاقتصاد، مثل "الحرب الاقتصادية والابتزاز السياسي" و"الإجراءات القسرية أحادية الجانب ( العقوبات الاقتصادية – التعريفات الجمركية الأمريكية...)" كما سلط المؤتمر الضوء على "التغيرات الدولية والأجيال الجديدة من الحروب" بينما اهتم المؤتمر بجانب حقوق الإنسان من خلال مناقشة موضوعات متنوعة، مثل "الكرامة الإنسانية والسيادة البيئية، والهجرة، والعدالة البيئية"، ولم يكن الشباب غائبا عن دائرة الضوء حيث ركز المؤتمر في موضوعاته على جيل زد ومستقبله. ولعل مما يستدعى الوقوف أمامه في هذا المؤتمر هي كلمة نائبة الرئيس السيدة/ ديلسي رودريجيز والتي ركزت على ما يلي:
1- طرح فنزويلا لرؤيتها للإسلام القائم على التعاون والشراكة، لا على الإذعان والضعف.
2- إعادة إحياء ترامب مبدأ مونرو من خلال استراتيجية الأمن القومي الأمريكي 2025.
3- المحيط الإقليمي لفنزويلا يجب أن يكون داعما ومساندا لفنزويلا وهو الأمر الذي يجب التعويل عليه من أجل وحدة لاتينية.
4- المطالبة بوحدة مع كولومبيا لمواجهة الدور الأمريكي في الكاريبي.
5- توجه فنزويلي لتعزيز المشاركة في ضوء المكاسب المتبادلة، وتم ضرب المثال بالعلاقات مع الصين التي تقوم على تعزيز المكاسب المشتركة.
وبينما ركزت السيدة/ ديلسي رودريجيز على نقل رؤية مختصرة عن التوجهات الفنزويليية ورؤيتها لعديد القضايا، كان الدور الذي لعبه وزير السلطة الشعبية للعلاقات الداخلية والعدل والسلام ديوسدادو كابيلوهو دورا محوريا في نقل المعرفة والحقائق إلى الشارع الفنزويلي، حيث يحرص السيد/ كابيلو على عقد لقاء مع المواطنين يبث عبر شاشات التلفزيون الفنزويلي يناقش فيه أبرز القضايا المحلية التي تهم وتمس الأمن بصورة مباشرة، وتتعلق بالوضع الداخلي في فنزويلا مما يعكس عمق الاستراتيجية التي تتعامل بها الدولة الفنزويلية في مواجهة العراقيل والتدخلات الأمريكية، ومما يسترعى الانتباه قدرته التحليلية للأخبار وقدرته على التفنيد والرد على الشائعات بحقائق مما يفوت الفرصة للوقيعة بين الشعب الفنزويلى. كل ذلك يجيب على العديد من التساؤلات حول فنزويلا، لقد كانت تجربة المؤتمر فرصة لنقل واقع نحن بحاجة ماسة لفهمه في ضوء حقوق الإنسان ومستقبل الدولة الفنزويلية.
رابط دائم: