مقاربات الذكاء الاصطناعي في الأزمات الدولية
1-1-2019

‬د‮. ‬أميرة تواضروس
* .
شكلت نهاية الحرب الباردة مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات الدولية، اتسمت بإعادة بناء الكثير من المفاهيم التي كانت موجودة منذ قديم الأزل،‮ ‬ومنحها الأولوية في الخطابات السياسية لارتباطها المباشر بالظواهر الدولية‮.‬ ومن بين الكم الهائل من هذه المفاهيم،‮ ‬نجد مصطلح‮ "‬الأزمة‮" ‬الذي يعد من المصطلحات الأكثر استخداما في عصرنا الحالي الذي يمكن وصفه بعصر الأزمات‮.‬
وإذا تأملنا الأحداث التاريخية الكبري علي مر العصور،‮ ‬لوجدنا أن الأزمة تتوسط المراحل المهمة في حياة الشعوب‮. "‬فبين كل مرحلة ومرحلة جديدة،‮ ‬ثمة أزمة تحرك الأذهان،‮ ‬وتشعل الصراع،‮ ‬وتحفز الإبداع،‮ ‬وتطرق فضاءات حديثة تمهد السبيل إلي مرحلة جديدة، غالبا ما تستبطن بوادر أزمة أخري،‮ ‬وتغيير مقبل آخر‮"(‬1‮).‬
مع الوقت، تزايد نمو واتساع المجتمعات في الوقت الذي نضبت فيه الموارد المتنوعة،‮ ‬مما حفز سلسلة من الأزمات الداخلية والخارجية لكي تنشأ وتظهر بوضوح‮. ‬من هنا،‮ ‬نشأت أفكار جدية من أجل دراسة وتحليل الأزمات،‮ ‬ومحاولة الخروج منها بأقل الخسائر، ودراسة أسباب نشوء أزمات،‮ ‬ومحاولة التنبؤ بها،‮ ‬ودراسة كيفية اتخاذ القرار فيها‮.‬ وقد أثبت التاريخ‮ -‬وهو خير معلم‮- ‬أن الأمم والدول التي كانت تمتلك قدرة عالية علي التعامل مع الأزمات بطرق علمية، مدروسة ومبتكرة،‮ ‬هي التي استطاعت أن تصمد أمام التقلبات والتغيرات المستمرة ومختلف المخاطر والتهديدات والتحديات‮.‬
لقد تعددت أساليب ومنهجيات دراسة الأزمات،‮ ‬وطرق اتخاذ قرار بشأنها،‮ ‬وبناء السيناريوهات المستقبلية، ومع ظهور الثورة التكنولوجية والمعلوماتية،‮ ‬وظهور منهجيات جديدة للتحليل والنمذجة،‮ ‬ودعم اتخاذ القرار، أصبحت هناك حاجة ملحة لاستخدام تلك المنهجيات الجديدة في دراسة الأزمات السياسية واتخاذ القرار بشأنها‮.‬


رابط دائم: