قضايا الأقليات الصينية في دول الآسيان
6-7-2011

د. ماجدة علي صالح
* أستاذ العلوم السياسية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة.

تعود ظاهرة الهجرة الصينية إلي دول جنوب شرق القارة لأقدم العصور التاريخية، حيث يرجعها عدد من المحللين إلي القرنين الثالث والرابع الميلاديين، عندما استقر عدد من التجار والبحارة الصينيين في عدد من الدول الآسيوية المجاورة للصين. وقد أخذت أعدادهم في التزايد خلال القرون التالية، إلي أن شهد القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين تزايدا ملحوظا شكل موجة رئيسية حديثة من موجات الهجرة الصينية لدول جنوب شرق القارة لأسباب تعود في المجال الداخلي إلي الحروب، والضغوط الاقتصادية، والمصاعب السياسية، وتعود في المجال الخارجي إلي السيطرة الاستعمارية، وبدايات التنمية الاقتصادية في دول المنطقة، الأمر الذي أدي لزيادة الطلب علي الأيدي العاملة الرخيصة التي تمثلت في العامل الصيني علي نحو خاص، ثم توالت عقب هذا الهجرات في ثلاثينيات القرن الماضي، خلال الفترة التي عرفت بالكساد الاقتصادي الكبير.

وقد شكل الصينيون في معظم الدول التي هاجروا إليها عددا من الجمعيات التطوعية لأداء خدمات اجتماعية لهم، حيث انخرطوا في الأنشطة التجارية والاقتصادية، ولحد ما في الأنشطة السياسية، وهو الأمر الذي اتفق مع ظروف الحرب الباردة، وساعد عليه عمل حكومات الدول التي هاجروا إليها علي مواجهة وحصر الأفكار الشيوعية. فضلا عن أن تكوين رابطة دول جنوب شرق آسيا -المعروفة اختصارا بالآسيان

 ASEAN- كان هدفها الأساسي أن تكون جبهة مشتركة بين دولة تحول دون انتشار الشيوعية بين دول المنطقة، خاصة بعد أن تبنت الصين في ذلك الوقت مبدأ تصدير الثورة، وهو ما تضمن تقديم الدعم لعدد من الأحزاب الشيوعية في دول المنطقة، مثل ماليزيا والفلبين وإندونيسيا وتايلاند.

وتتناول الدراسة فيما يلي الأقليات الصينية في دول الآسيان العشر وهي إندونيسيا، وتايلاند، وسنغافورة، والفلبين، وماليزيا، وبروناي، وفيتنام، ولاوس، وميانمار، وكمبوديا، حيث سيتم استخدام كلمة الأقليات الصينية للإشارة إلي الجماعة ككل، دونما الإشارة إلي توجهها الاجتماعي والثقافي والديني، فهذه قضية أخري تخرج عن أهداف الدراسة الحالية، وسيتم ترتيبها حسب نسبة الأقلية الصينية في كل دولة من الدول العشر. (ملخص)


رابط دائم: