مقالات رأى

هل تراجع التأييد الدولى لإسرائيل فى الإعلام الغربى؟

طباعة

تأثر الإعلام الدولى بشكل كبير فى تأييده لإسرائيل خلال الصراعات التى يشهدها قطاع غزة. وقد شهدت حرب إسرائيل على غزة تراجعا ملحوظا فى الدعم والتأييد، ما أدى إلى تحول فى المواقف والتغطيات الإعلامية لمصلحة فلسطين وضد إسرائيل.
 واجهت إسرائيل ضغوطا خارجية فى حربها على غزة، واعترفت لأول مرة بتصعيد الضغط الدولى عليها لوقف إطلاق النار وهذا ما أكدته تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلى إيلى كوهين، مشيرا إلى أن الضغط الدولى يزداد على بلاده لإنهاء الحرب فى قطاع غزة بسبب الوضع الإنسانى هناك. وأضاف أن أمامهم أسبوعين إلى ثلاثة لحسم الحرب قبل أن يصبح الضغط مؤثرا.
فى سياق متصل، شهد الموقف الدولى، وتحديدا الأمريكى والأوروبى، تحولات على صعيد الموقف الخطابى من الحرب الذى بدأ بموقفه المتشدد وغير المسبوق وتبعته تحولات فى الموقف.
 تعيش الدول الأوروبية حالة من التوتر والانقسام فى شعبها من خلال التباين الواضح بين مؤيد ومعارض لحرب إسرائيل على غزة؛ حيث صرح جوليان بارنى سداسى، وهو مدير أبحاث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية "إى سى إف آر" (ECFR)، بأن الاتحاد الأوروبى ليس لديه حتى الآن أى رؤية واضحة للتعامل مع ما يحصل فى قطاع غزة.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبى "لا يعرف ما الذى يجب فعله حيال الأزمة الحالية"، وأن هناك حالة من الارتباك والترقب لما ستئول له الأمور، مشيرا إلى اعتراف الاتحاد الأوروبى بعدم تناسب الرد الإسرائيلى مع طبيعة ما حدث، بالإضافة إلى معرفة الأوروبيين بعدم وجود أفق سياسى أوسع وله معنى، لإنهاء المظالم السياسية طويلة الأمد التى يعيشها الشعب الفلسطينى.
على الصعيد نفسه، أشار الخبير الأوروبى إلى وجود عاملين سيغيران موقف بعض من الدول الأوروبية فى دعم إسرائيل فى حربها على غزة، وهذان الموقفان يشكلان سلاحا ضاغطا على الأوروبيين لتغيير موقفهم.
        الموقف الأول: ارتفاع أعداد الضحايا من الفلسطينيين.
        الموقف الآخر: غياب أى حل أو خطة خروج إسرائيلية.
تغير المشهد من دعم إلى رفض وهجوم
فى حديث جيلبرت الأشقر، رئيس قسم العلاقات الدولية والتنمية فى جامعة الدراسات الشرقية والإفريقية فى لندن "إس أو إيه إس " (SOAS)، عن دعم الدول الأوروبية المطلق لإسرائيل فى حربها على غزة، وصفه بأنه "خطأ فادح" نتيجة لأن هذه الدول تنادى بالديمقراطية، وتقول إنها تحترم حقوق الإنسان. على النقيض، تدعم حكومة يقودها اليمين المتطرف، وترتكب جرائم حرب.
وأكد البروفيسور جيلبرت أن ما قامت به الدول الأوروبية الداعمة لإسرائيل سيوسع الفجوة بين طبقتها السياسية ومواطنيها من أصول مهاجرة، بل قد يتسبب فى مشاجرات فى المجتمع الأوروبى بين سكان هذه الدول من البيض وبين المهاجرين.
فى السياق نفسه، فسرالبروفيسور الأشقر الانقسام بين الدول الأوروبية تاريخيا، "فألمانيا لديها عقدة خاصة بسبب الماضى وهى المسيطرة على الأجواء السياسية فيها، كما أن فرنسا لديها لوبى إسرائيلى قوى، فى المقابل فإن دول جنوب أوروبا والأقرب للعالم العربى لديها مواقف أكثر توازنا، لأنها أكثر فهما للمنطقة، وهى حريصة على مواطنيها من أصول عربية وإسلامية."
كان للأشقر تفسير آخر لموقف الدول الأوروبية، هو أنه لا يتفق مع الفكرة القائلة إن سبب الاختلاف والتباين وجود حكومات يسارية وأخرى يمينية، ويقول: "بل إن الأمر مرتبط بوزن المسألة اليهودية والمسألة العربية، والخوف من الوقوف فى موقف مستفز سواء لهذه الجهة أو تلك."
تغيرات فى الموقف الأوروبى نتيجة ضغط الرأى العام الأمريكى:
يؤكد ذلك الخبير البريطانى فى العلاقات الدولية بقوله إن "الرأى العام بات يضغط أكثر فأكثر لاتخاذ مواقف أكثر توازنا، خصوصا مع ظهور أن الرأى العام الأمريكى يطالب بوقف فورى للحرب، وهذا قطعا سينعكس على الموقف الأوروبى."
فى السياق نفسه، أكد الأشقر أن القانون الدولى ظل هو المسيطر، وما على الموقف الأوروبى إلا الدعوة لاحترام القانون الدولى، ويرجع ذلك إلى أن الأمر متعلق أولا بالقرار الأمريكى والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وهو بدعة، ذلك أن القانون الدولى لا ينص على حق الاحتلال فى الدفاع عن النفس بقدر ما ينص على حق الشعوب فى مقاومة الاحتلال."
تراجع الموقف الأمريكى عن تأييد حرب إسرائيل على غزة:
 نجحت المقاومة الفلسطينية فى تشكيل صدمة كبيرة لإسرائيل وداعميها الغربيين، وكانت النواة الأساسية لاندلاع الحرب التى شنتها إسرائيل على غزة بشراسة من خلال ارتكاب جرائم الحرب والانتهاكات والإبادة الجماعية التى لحق بها الشعب الفلسطينى، وراح ضحيتها الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.
لا يخفى عن المشهد موقف الغرب خاصة أمريكا من إمداد إسرائيل بالمساعدات والدعم الكامل على سبيل أن الأخيرة وقعت عليها حملات إرهابية ولها حق الدفاع عن نفسها وشعبها.
يرجع ذلك إلى أن إسرائيل ترتبط بتحالفات عسكرية وأمنية وثيقة واستراتيجية مع أمريكا وعدد من الدول الغربية التى نظرت إلى "طوفان الأقصى" على أنه التحدى الأخطر الذى يواجه حليفهم الرئيسى، ما استجلب ردة فعل غير مسبوقة فى دعم الاحتلال ومنحه الغطاء السياسى والدبلوماسى والعسكرى المفتوح لشن حرب شاملة على غزة.
مرت الأيام وظلت الدول الغربية فى صمت، تشاهد وتراقب ما يحدث من خلال الإعلام الغربى ذى اليد الطاغية الذى غير الحقائق وزيفها.
بدأت رائحة الدماء تفوح، والقهر والظلم ينتشر فى جميع أنحاء غزة، ما دفع الشعوب الغربية قبل العربية إلى التنديد بوقف الحرب ووقف إطلاق النار. لم يقتصر الأمر على ذلك بل قامت كثير من الدول الغربية بالتظاهرات الحاشدة بأعداد لا يمكن تخيلها، فانقلبت الرؤية وانقلب الموقف وأصبحت كلمة وقف الظلم والإبادة، ووقف جرائم الحرب هى الموقف السائد.
 لذلك فى هذا التقرير يتم رصد بعد الاستطلاعات الشاهدة على تغيير وتراجع الرأى العام عن موقفه لحرب إسرائيل على غزة.
اختلاف الموازين داخل المجتمع الأمريكى:
هذا ما تم تأكيده من خلال الاستطلاع الذى أجرته "رويترز – إبسوس"، ونص على تراجع التأييد الشعبى فى الولايات المتحدة الأمريكية لحرب إسرائيل على قطاع غزة، وأكد أغلب الشعب الأمريكى أنه يجب على تل أبيب وقف إطلاق النار على الشعب الفلسطينى فى الصراع الذى تفاقم إلى أزمة إنسانية.
 هناك إشارة مثيرة للقلق من خلال الاستطلاعات الأخيرة التى أجريت على الشعب الأمريكى؛ حيث أكدت أن هناك انقساما لحق بالأمريكيين بين مؤيد ومعارض ومحايد، ما أدى إلى انخفاض كبير فى شعبية بايدن بسبب موقفه الداعم والمطلق لإسرائيل فى حربها على غزة، بالإضافة إلى الاستطلاع الذى أجرته مؤسسة جالوب وأظهر- لأول مرة فى تاريخ الاستطلاع- تعاطف الديمقراطيين مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين.
 كما شهدت الولايات المتحدة تظاهرات غاضبة فى ولاية نيويورك؛ حيث أغلقت محطة جراند سنترال فى مانهن تنديدا بوقف إطلاق النار والاحتجاج على مساعدة أمريكا لإسرائيل فى حربها على غزة.
  لم يقتصر الأمر على التظاهرات فحسب، ولكن احتل مئات الناشطين من اليهود الأمريكيين التقدميين بصفة سلمية تمثال الحرية فى نيويورك لمطالبة إسرائيل بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة ووضع حد لهذه الانتهاكات وقصفها المستمر للشعب الفلسطينى، بهدف إبادتهم جميعا.
تراجع الإعلام الروسى عن موقفه المؤيد لإسرائيل:
 لم يقتصر تغيير الموقف والتراجع عن تأييد إسرائيل فى حربها على غزة على أمريكا وأوروبا فقط، ولكن الإعلام الروسى كان على وتيرة واحدة فى تغيير موقفه، بناء على ما قامت به إسرائيل من تجاوزات واختراقات فى حربها على غزة.
إحدى النقاط التى تثير اهتماما كبيرا هى تأثير هذه الحرب فى وجهة نظر الإعلام الروسى، فقد أكدت وسائل الإعلام الروسية وجود تغيير فى وجهة نظر الإعلام الروسى تجاه حرب إسرائيل بسبب حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطينى وما لحق به من دمار وانتهاكات غير قانونية لا تمت للقانون بصلة، ما دفع الكثير من دول الغرب بمؤسساتها الإعلامية والصحفية إلى التصدى بموقف مغاير لما كانت عليه من قبل كما تفعل روسيا الآن، ويكون هذا التغيير ناتجًا عن التطورات السياسية والإنسانية فى المنطقة، والتأثيرات فى المستوى الدولى.
إن تأثير حرب إسرائيل فى غزة، من وجهة نظر الإعلام الروسى، يمكن أن يكون متعدد الأوجه، فقد يؤدى التدهور المستمر للأوضاع فى غزة إلى تغيير فى تصورات وتحليلات وسائل الإعلام الروسية. وقد تؤدى التطورات فى المنطقة إلى تغيير فى سياسات روسيا، ومن ثم تأثير ذلك فى مواقف وسائل الإعلام.
ترى العديد من المصادر الروسية والمؤسسات الصحفية أن حرب إسرائيل على غزة تخطت ملف الحرب الأوكرانية، من حيث الأهمية وحجم التغطية، وتمت ملاحظة الزيادة الكبيرة فى متابعة وسائل الإعلام الروسية بعد الحرب على غزة.
تغيرات فى بوصلة الإعلام الروسى لحرب غزة:
تراجع موقف روسيا التى كانت تروج له منذ شن إسرائيل حربها على غزة، وروجت لذلك بأن حركة حماس هى من زرعت النواة وبدأت بالحرب عندما قامت بـ "طوفان الأقصى"، وأن ما تقوم به إسرائيل هو حق الدفاع عن نفسها، ولكن اتجهت البوصلة بعد ذلك إلى تسليط الضوء على "التحيز الأعمى" لوسائل الإعلام الغربية لإسرائيل، وتغطيتها بلحاف معتم على الجرائم التى تقوم بها ضد الفلسطينيين، وقصد هدم البنية التحتية.
 يذكر أن الإعلام الروسي حصل على ورقة ضغط، لتكون معطيات له، ويرجع ذلك لعدة أسباب من أهمها توضيح منطلقات الموقف الروسى وأسبابه، لا سيما فى أروقة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى، بالإضافة إلى كشف الإعلام الروسى الانحياز الواضح للإعلام الغربى، وهذا كان دليلا أيضا على إعطاء الإعلام الروسى الفرصة فى كشف الحقائق والتراجع عن تأييده لإسرائيل.
أشار الإعلام الروسى إلى زيادة تأييد الوسائل الإعلامية الروسية للفلسطينيين، وظهر ذلك من خلال التعليقات والمواد المنشورة على السوشيال ميديا وتوجهات الشعب الروسى بإعلامه.
لم يقتصر التأييد للفلسطينيين والعدوان الذى لحق بهم على المسلمين فى روسيا فقط، ولكن تجاوز الحد من خلال مشاركة فئات أخرى ذات ديانات مختلفة، تعاطفا مع قضية إنسانية لا علاقة لها بديانة، وإبادة جماعية كتبتها إسرائيل على آلاف الأطفال الأبرياء، وسلب جميع حقوقهم الإنسانية.
دوافع التغير:
تغير الحال نيابة عما يوضحه "سيرجى بيرسانوف" محلل الشئون السياسية، من أن تغيير الرأى العام الروسى يقوم على عدة أسباب، أبرزها "الدمار الشامل، والصور المروعة، والفيديوهات المشينة" التى تظهر المأساة التى يعيشها الفلسطينيون ووحشية الجيش الإسرائيلى فى حربه القاسية، والمدمرة لجميع سبل الحياة، وتدمير البنية التحتية بما فيها من مستشفيات ودور عبادة، التى لا يمكن للعقل تقبلها فى أى حال من الأحوال.
 بالإضافة إلى ذلك، دفع التفاعل الشعبى فى روسيا مع الفلسطينيين إلى قيام أفراد ومجموعات من الشباب الروس بترجمة الأفلام الوثائقية التى توضح المسار التاريخى وجذور احتلال إسرائيل لفلسطين والمقابلات أيضا مع مسئولين وخبراء عرب وأجانب من لغات أجنبية إلى اللغة الروسية.
فى السياق نفسه، اعترفت أعداد كبيرة من المواطنين من خلال تعليقاتهم بأنهم لأول مرة يطلعون على وجهات مخالفة للرواية الإسرائيلية. ويرى الشعب الروسى أن ما يعانيه الشعب الفلسطينى مشابه تماما لما كان يعانيه سكان الدونباس لسنوات طويلة، ومن ثم فإن مقاومة القطاع للاحتلال تعد شرعية من وجهة نظرهم.
لا يتوقف تغير موقف روسيا من حرب إسرائيل على غزة على المقاطع المروعة والمخيفة لما تقوم به إسرائيل فحسب، ولكن السقوط المهنى والأخلاقى لوسائل الإعلام الغربية التى قامت بنشر مقاطع فيديو مزورة وصور ملفقة للمقاومة بأنها قامت بقطع رءوس أطفال إسرائيليين، وترك ذلك الأمر بصماته على المتلقى الروسى، وأن ذلك تسبب فى تورط رئيس أقوى دولة فى العالم "جو بايدن" بتصديق الأكاذيب، وفقدان مصادر الأخبار الغربية مصداقيتها.
انطلاقا من ذلك، يعتقد فلاديمير كوشول، باحث فى علم النفس الاجتماعى، أن ربط وسائل الإعلام الأوكرانية والغربية على حد سواء بين الحرب فى غزة والحرب فى أوكرانيا أدى دورا عكسيا لدى المتلقى الروسى "المحايد أو اللامبالى" الذى بات جزء منه ينطلق فى الموقف من الأحداث فى غزة "عدو عدو صديق."
يمكن تفسير هذا التحول بواسطة عدة عوامل، منها:
       التغطية الإعلامية: تغيرت طريقة تغطية وسائل الإعلام الدولية لأحداث غزة؛ حيث باتت تبرز المعاناة الإنسانية للفلسطينيين بشكل أكبر مما كانت عليه فى الماضى. وقد أظهرت التقارير والصور والمقابلات مع المتضررين من الصراعات صورا صادمة لحجم الدمار والمعاناة.
       استخدام وسائل التواصل الاجتماعى: شهدت وسائل التواصل الاجتماعى دورا كبيرا فى نقل صور الأحداث مباشرة إلى المشاهدين حول العالم، ما جعلهم يشهدون بأنفسهم ما يحدث فى غزة. أسهم هذا الأمر فى تغيير مواقف الجمهور والضغط على وسائل الإعلام لتغطية الأحداث بشكل أكثر حيادية.
تحولت السوشيال ميديا إلى ساحة حرب رقمية حقيقية بين المؤيدين للفلسطينيين من جهة والمؤيدين لإسرائيل من جهة أخرى. وتشير عينات كثيرة من المواد المنشورة وحجم التعليقات وتوجهاتها على هذه الوسائل إلى أن نسبة التأييد للفلسطينيين تزداد بشكل واضح وباتت هى الأكبر.
تعقيبا على ذلك ومن خلال الاعتماد على السوشيال ميديا فى نقل واستقبال الأخبار وتداولها، تم نشر تسجيل مصور لهتافات مجموعة من النشطاء وهم جالسون عند قاعدة التمثال، يهتفون: "لن يحدث ذلك أبدا مرة أخرى"، مرددين هتافات يهودية عقب المحرقة.
تراجع تأييد الإعلام والرأى العام لإسرائيل:
يمكن رصد هذا التراجع من خلال عدة عوامل، بما فى ذلك تغير فى المواقف السياسية والاجتماعية فى الغرب، وزيادة التوجه نحو دعم حقوق الفلسطينيين، وزيادة الانتقادات لسياسات إسرائيل.
تأثير التغيرات السياسية والاجتماعية
شهدت بعض الدول الغربية تحولات سياسية واجتماعية تؤثر فى موقفها تجاه الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى، على سبيل المثال، ازدياد التوجه نحو دعم حقوق الفلسطينيين، والدعوة إلى إقامة دولتهم المستقلة، والدعوة لوقف إطلاق النار، والإبادة الجماعية، وقد أدى ذلك إلى تغير فى طبيعة التغطية الإعلامية للصراع، كما أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعى سمح بتبادل وانتشار آراء تنتقد سياسات إسرائيل بشكل أكبر.
تنامى الانتقادات لسياسات إسرائيل
واجهت حرب إسرائيل على غزة العديد من الانتقادات السياسية من مختلف أنحاء العالم، من بينها:
انتهاكات حقوق الإنسان: انتُقِدت إسرائيل بشدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التى ارتُكِبت خلال الحرب على غزة. تضمنت هذه الانتهاكات قصف المدنيين والبنية التحتية المدنية، التى تعد انتهاكا صارخا للقانون الإنسانى الدولى.
استخدام القوة المفرطة: انتُقِدت إسرائيل بشدة بسبب استخدامها للقوة المفرطة خلال الحرب، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، بمن فى ذلك الأطفال والنساء.
عدم احترام قرارات المجتمع الدولى: أثارت حرب إسرائيل على غزة انتقادات بسبب عدم احترام إسرائيل للقرارات والمواثيق الدولية، وخاصة قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
تصعيد التوتر فى المنطقة: أثارت حرب إسرائيل على غزة مخاوف من تصعيد التوتر فى المنطقة، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية فى المنطقة بشكل عام.
عدم الحل الدائم: كثيرا ما انتقدت إسرائيل بسبب استمرار دورها فى تصعيد حربها وشن حروب دورية مستمرة بشكل يومى على الشعب الفلسطينى ولم تستجب لأى نداء، ولا تحترم القانون الدولى، وضربت بنصوصه عرض الحائط، ولم توافق على أى حل دائم يؤدى إلى استقرار المنطقة.
نقص التعاطف والإغاثة: أثيرت الكثير من الانتقادات بشأن العدوان الوحشى الذى قامت به إسرائيل فى حربها على غزة، بحرمان أبناء الشعب الفلسطينى من حق العلاج بعد تعرضهم للقتل وهدم بيوتهم عليهم، وحرمان جميعهم من الإغاثة، وعدم تلقيهم حقهم من الرعاية الصحية من خلال ضرب جميع المستشفيات التى تعرضت للقصف، وقطع جميع سبل الحياة، ولا يزال الضرب مستمرا، ولا تزال إسرائيل تستخدم أساليب غير قانونية، وانتقدت فى شكل تصفية جماعية للفلسطينيين.
فى نهاية المطاف، يُظهِر تقلص دعم الجمهور لحرب إسرائيل على غزة كيفية التأثير المستمر للأحداث والظروف فى الرأى العام، من خلال التغطية الإعلامية والضغط الدولى والصور المروعة، وتغير رأى عديد من المجتمعات بشكل كبير بشأن هذه الحرب.

 

طباعة

    تعريف الكاتب

    نادية العناني

    نادية العناني

    باحثة دكتوراه فى الإعلام - جامعة المنصورة