أنماط تدفق اللاجئين وتأثيراته في المنطقة العربية
9-7-2016

هايدي عصمت كارس
* كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 2014
مع ما تشهده العديد من دول المنطقة العربية من صراعات داخلية تبدو طويلة الأمد تتماهي فيها الحدود بين الداخل والخارج، حيث تلعب الأطراف الإقليمية والدولية أدوارا فاعلة، أصبحت ظاهرة تدفقات اللاجئين الفارين من هذه الصراعات أحد العوامل المؤثرة في تفاعلات المنطقة الداخلية والخارجية. بل إن أنماط اللجوء وطبيعة تمركزاته باتت تلقي بآثار متعددة علي الدول المجاورة لمناطق لصراعات.
 
وعلي ذلك، فإن المهمة الأساسية لهذه الورقة هي بناء خريطة عامة لطبيعة حركة تدفقات اللاجئين، خاصة في الصراعات الداخلية في ليبيا، واليمن، وسوريا، والعراق، بخلاف محاولة تحديد دورات ومراحل اللجوء، وعوامله الأساسية في المنطقة العربية، وكذلك أبرز أنماط السياسات التي تتبعها الدول تجاه تدفقات اللاجئين في مرحلة ما بعد الثورات.
 
أولا- حركة تدفقات اللاجئين بعد الثورات العربية:
 
تشهد المنطقة العربية حركة ضخمة لتدفقات اللاجئين خارج مناطق الصراعات والنازحين داخليا عقب الثورات. وليس بالأمر اليسير الوقوف علي حجم تلك التدفقات علي نحو دقيق، حيث تتوافر الإحصاءات حول الأعداد المسجلة لدي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين. أما أعداد اللاجئين غير المسجلين، فلا تتوافر عنهم بيانات دقيقة سوي تقديرات حكومات الدول المستقبلة لما يتم رصده، وهو ما يخضع في بعض الأحيان إلي حسابات سياسية. وفي إطار هذا التحفظ، يمكن الوقوف علي خريطة تدفقات اللاجئين والنازحين داخليا في المنطقة العربية، وفقا للصراعات، علي النحو الآتي:

رابط دائم: