سيناريوهات النظام العربي في ظل‮ "‬سايكس-بيكو جديدة‮"‬
28-6-2016

د. معتز سلامة
* رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
ظل الحديث عن اتفاقية سايكس-بيكو علي امتداد العقود يذكر بالمؤامرة الكبري،‮ ‬وبواقعة تقسيم المنطقة العربية، بين بريطانيا وفرنسا عام‮ ‬1916‭.‬‮ ‬وظلت الفرضية الكامنة خلف ذلك هي أن مفهوم الوطن العربي ككيان سياسي كان مكتملا قبل هذا التاريخ،‮ ‬ثم أتت الاتفاقية ومزقته‮.‬ كما انطلقت التحليلات لاتفاقية سايكس-بيكو من فرضية وجود أمة عربية موحدة تجمعها وحدة الجغرافيا،‮ ‬واللغة،‮ ‬والتاريخ،‮ ‬والحضارة‮. ‬وفي الحقيقة،‮ ‬فإن هاتين الفرضيتين ليستا مستقرتين علميا، لأنهما تجاوزتا الكثير من جوانب التعددية والانقسام الداخلي في الكيان العربي‮. ‬فعلي الرغم من جوانب الانسجام سالفة الذكر، فإن هذه المنطقة كانت تطوي العديد من بواعث الصراع والانقسام‮.‬ ولم يكن مضمونا أن تؤسس الدولة العربية الواحدة بمجرد انتهاء الحقبة الاستعمارية، كما لم يكن مضمونا أن تظل هذه الوحدة قائمة في العقود التالية ما بعد الاستعمار، وفي ظل السياسات التي طبقتها أنظمتها الحاكمة‮.‬
 
صحيح أن نكبة فلسطين طبعت بنتائجها الكارثية الواقع العربي،‮ ‬وأعاقت التطور السياسي والمؤسسي والعقلي في المنطقة، إلا أن هذه القضية ذاتها كانت إحدي أهم قضايا التوحيد العربي،‮ ‬وكانت إحدي القضايا التي صاغت المعاني الحديثة للعروبة، حيث ظلت هي القضية المركزية للنظام العربي منذ‮ ‬1948‮ ‬وحتي الثورات العربية في‮ ‬2011،‮ ‬وهي القضية التي ارتبط بها تطور مفهوم النظام العربي خلال العقود الماضية‮.‬ ولكن بقدر ما كانت قضية توحيد مركزية،‮ ‬فإنها أيضا شغلت العرب عن تحقيق التطور والتقدم،‮ ‬وتأسيس الدول الوطنية الحديثة‮.‬
 

رابط دائم: