مأزق الخصوصية وعوامل الانهيار في مؤشر "الدول الفاشلة"
30-3-2016


*
يمثل تقييم مدي قدرة الدولة علي الوفاء بوظائفها اهتماما أكاديميا وسياسيا يرجع بالأساس إلي ما تشكله من فاعل محوري في إدارة العلاقات الدولية، حتي مع ظهور منافسين جدد لها من الفاعلين من غير الدول. ويزداد هذا الاهتمام كلما زادت حدة صراعات القوي الكبري في النظام الدولي علي استقطاب الدول، بحيث يتداخل التأثير فيما بين الداخل والخارج، في محاولة من أحد أطراف الصراع الدولي للإمساك بزمام الأمور في التعامل مع الوحدات الصغيرة والمتوسطة، والاستفادة من الخلل في موازين القوي الدولية لمصلحتها.
 
وفي هذا السياق، تبلورت مقاربة كمية رقمية تحت مسمي مقياس "الدول الفاشلة The Failed States Index، والذي يصدر عنه قائمة بترتيب الدول، حسب درجة إخفاقها، وفقا لمؤشرات اقتصادية، واجتماعية، وسياسية، وأمنية، بحيث أصبح هذا 
المقياس السنوي يحظي باهتمام وسائل الإعلام العالمية، ودوائر صنع القرار في الدول الكبري، بما يعيد تشكيل الخطاب السياسي، وتوجهات السياسات الدولية بشكل عام. ومن هنا، تسعي هذه الورقة إلي مناقشة سياقات وإشكاليات مقياس الدول الفاشلة، خاصة ذلك الذي صدر سنويا بانتظام منذ 2005، فضلا عن اتجاهات تأثيره في السياسات الدولية.

رابط دائم: