دلالات أولية للانتخابات في إيران
29-3-2016

رانيا مكرم
* باحثة بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام
شهدت إيران،‮ ‬خلال شهر فبراير‮ ‬2016،‮ ‬استحقاقين انتخابيين متزامنين، هما انتخابات‮ "‬مجلس الخبراء‮" ‬في دورته الخامسة، وانتخابات‮ "‬مجلس الشوري الإسلامي‮" ‬في دورته العاشرة‮.‬
 
 جاءت هذه الانتخابات في وقت بالغ‮ ‬الأهمية لطرفي المعادلة السياسية في إيران،‮ ‬المحافظين والإصلاحيين، وذلك عقب توقيع إيران اتفاقا نوويا تاريخيا مع الغرب، ينهي الأزمة الإيرانية مع الأخير،‮ ‬والتي امتدت لسنوات، وهو إنجاز ينسب في مجمله للجناح المعتدل من التيار المحافظ القريب من الإصلاحيين، والذي ينتمي إليه الرئيس حسن روحاني، وسيعارضه المحافظون، الذين شككوا مررا في أهمية الاتفاق،‮ ‬واتهموا القائمين عليه بالتفريط في حق إيران لتحقيق مكاسب وهمية‮. ‬وعبرت عن هذا الاتجاه بشكل كبير صحيفة‮ "‬وطن أمروز‮" ‬الأصولية، التي رأت أن الاتفاق النووي قد‮ "‬دفن الإنجاز الإيراني‮.."‬، في إشارة إلي تعطيل مفاعل‮ "‬آراك‮" ‬للمياه الثقيلة‮.‬
 
وعلي الرغم من تعدد قراءات النتائج الحالية‮ -‬قبل إجراء انتخابات الإعادة المتوقع إجراؤها خلال شهر إبريل علي‮ ‬69‮ ‬مقعدا‮- ‬بين قراءة تقلل من تأثيرها، وأخري تراها بداية محتملة للتغيير،‮ ‬فإن التقارب بين بعض من يوصفون بالإصلاحيين، وأولئك الأقل تشددا بين المحافظين، يمكن أن يخلق قدرا من التوازن في مجلسي الشوري والخبراء‮. ‬ويحمل ذلك دلالة رمزية علي بوادر تغير طفيف وجزئي‮.‬ إذ إن‮ "‬مجلس الخبراء‮" ‬في دورته الجديدة المنتظرة،‮ ‬والتي تبلغ‮ ‬مدتها ثماني سنوات، علي الأرجح سيقوم باختيار خليفة للمرشد الأعلي للثورة الإسلامية،‮ ‬آية الله علي خامنئي، في حين تمثل الانتخابات البرلمانية‮ "‬مجلس الشوري الإسلامي‮" ‬منعطفا مهما في قطاع من مسيرة التيار الإصلاحي،‮ ‬يسعي للتكيف مع هيمنة المتشددين، والجناح الأقل تشددا من التيار المحافظ‮.‬ وفي الوقت نفسه،‮ ‬مثلت هذه الانتخابات اختبارا فعليا لشعبية الرئيس حسن روحاني،‮ ‬قبل عام من إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة‮.‬

رابط دائم: