محددات السياسة الصينية تجاه الإرهاب
29-3-2016


*
يشكل عدم التدخل عسكريا في الدول الأخري جزءا أساسيا من العقيدة العسكرية الصينية،‮ ‬انطلاقا من مبادئ التعايش السلمي الخمسة،‮ ‬وتتمثل في‮: ‬الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء المتبادل، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للآخر، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي،‮ ‬وهو أمر تمسكت به القيادة الصينية خلال العقود الماضية علي الأقل في تصريحاتها الرسمية،‮ ‬وإن اضطرت لاختراق مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول في مرات محدودة، وخلال الأعوام الثلاثين الماضية،‮ ‬استمرت الصين متمسكة بهذا المبدأ،‮ ‬وهو ما أتاح لها الفرصة لتركيز جهودها في التنمية الداخلية،‮ ‬وتجنب مشاعر الكراهية خارجيا،‮ ‬من خلال بناء العلاقات علي أساس الاحترام المتبادل كدولة ليست لها أطماع خارجية‮.‬
 
وظلت القيادة الصينية ملتزمة بهذا المبدأ في علاقاتها الدولية‮.‬ ومع التحولات التي شهدها العامان الماضيان فيما يتعلق بظاهرة الإرهاب الدولي،‮ ‬وتشكل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة‮ "‬داعش‮"‬، ثم التطورات المتعلقة بالأزمة السورية،‮ ‬أعادت تلك الأحداث الجدل بشأن المشاركة الصينية في عمليات عسكرية خارج البلاد، وهو ما انصب علي ضرورة تحمل الصين،‮ ‬كدولة كبري،‮ ‬مسئوليات دولية عليها القيام بها،‮ ‬وعدم الاكتفاء بالموقف المتردد‮.‬
 
وقد زاد الجدل بشأن التدخل العسكري الصيني في سوريا،‮ ‬بعد تدخل الحليف الروسي فيها، وإقدام‮ "‬داعش‮" ‬في نوفمبر‮ ‬2015‮ ‬علي إعدام الرهينة الصيني الذي سبق أن تم اختطافه في مايو‮ ‬2015‭.‬‮ ‬وأصبح الجدل شبه محسوم لدي قطاع واسع من المحللين مع صدور قانون في الصين في الأسبوع الأخير من عام‮ ‬2015،‮ ‬وهو قانون محاربة الإرهاب‮ ‬Anti- Terrorism Law‮ ‬هو الأول من نوعه من حيث‮  ‬السماح للقوات الصينية بالمشاركة في في العمليات الخاصة بمكافحة الإرهاب الدولي في الخارج‮.‬

رابط دائم: