التحركات الانفصالية في العالم : نموذج كتالونيا
30-12-2015

كرم سعيد
* مساعد رئيس تحرير مجلة الديمقراطية
تصاعدت، في السنوات الأخيرة، اتجاهات انفصالية في مناطق مختلفة من العالم، بدوافع سياسية، أو عرقية، أو دينية. فعلي غرار نموذجي كوسوفو، وجنوب السودان، هناك نماذج أخري قطعت شوطا لا بأس به علي صعيد عملية الانفصال، وفي الصدارة منها أقاليم كتالونيا في  إسبانيا، واسكتلندا في المملكة المتحدة، وكيبك في كندا، فضلا عن جبهة البوليساريو في المغرب، وغيرها.
 
 
 
تعرف الحركات الانفصالية بأنها "الحركات التي تظهر في الدول متعددة القوميات أو الفيدرالية بسبب الشعور بالاضطهاد، والتي ترغب في حكم وطني، وتحاول تكوين سلطة تسعي للاستقلال عن الدولة الأم. وقد تلجأ الحركات في نضالها للعنف والإرهاب"، أو هي "حركات سياسية وشعبية للمطالبة بالانفصال والاستقلال عن دولة أو كيان ما من أجل تكوين كيان، أو دولة قومية، أو دينية، أو عرقية، وظهرت نتيجة الإحساس بالتهميش، والإهمال من طرف الجزء أو القومية التي تسيطر علي تلك الدولة".
 
علي صعيد ذي شأن، يري البعض أن مصطلح الانفصالية أطلق علي نشاط سياسي وشعبي تتبناه جماعة ما تطالب بالانفصال عن دولتها "الأم"، أو الاستقلال عن دولة انضمت إليها، نتيجة ظروف تاريخية محددة، علي غرار حروب البلقان، والحربين العالميتين الأولي والثانية. وعلي عكس حركات التحرر التي تستهدف التحرير من الاستعمار، والحصول علي استقلالها، وممارسة حقها في تقرير مصيرها، والاعتراف بشرعية كفاحها، تستهدف الحركات الانفصالية وحدة الدولة وسيادتها الإقليمية. ويقوم هذا التوجه الانفصالي علي دوافع عرقية، أو قومية، أو دينية، أو سياسية، أو اقتصادية، وظهر نتيجة إحساس الأقليات المكونة لهذه الحركات بالتهميش من طرف المجموعة أو القومية الحاكمة في تلك الدولة.

رابط دائم: