العلاقات العربية مع أمريكا الجنوبية وإمكاناتها
30-12-2015


*
شهدت العلاقات العربية مع دول أمريكا الجنوبية العديد من التطورات الإيجابية خلال السنوات الماضية، بيد أن هذه العلاقات لم ترق إلي المستوي المأمول، بالرغم من وجود آلية للتنسيق السياسي، ولبحث سبل التعاون في مجالات الاقتصاد، والثقافة، والعلوم، والتكنولوجيا، والسياحة، وغيرها من المجالات ذات الصلة، والتي تتمثل في قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، والتي عقدت أخيرا في الرياض بالسعودية، خلال الفترة من 10 إلي 11 نوفمبر.2015 
 
ولا تعد قمة الرياض الأولي من نوعها، بل سبقتها ثلاث قمم، عقدت الأولي في برازيليا بالبرازيل عام 2005، ثم استضافت الدوحة بقطر القمة الثانية في 2009. أما القمة الثالثة، فكانت في ليما ببيرو عام .2012
 
ومع أهمية القرارات الصادرة عن القمم الأربع، خاصة قمة الرياض، فإنها جميعا لم تتبعها سياسات وإجراءات تنفيذية، من شأنها الإسهام في إحداث نقلة نوعية في العلاقات بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، وذلك بالرغم من ضخامة المصالح المشتركة بينهما، فضلا عن عظم المنافع التي يمكن للدول العربية وكذا لدول أمريكا الجنوبية تحصيلها من تعزيز أواصر التعاون والتنسيق المشترك.
 
أهمية تعزيز العلاقات العربية مع دول أمريكا الجنوبية:
 
لا يخفي علي أحد الأهمية القصوي التي تشغلها أمريكا الجنوبية بحسبانها من الأقاليم المهمة في العالم، في ظل الدور المحوري الذي تلعبه في الاقتصاد العالمي، والدور السياسي النشط لبعض قادتها، وحضورها الكبير في المنظمات الدولية، حيث يصنف عدد من دولها ضمن مجموعة القوي الصاعدة في العالم. كما أن حجم الناتج المحلي لاقتصاداتها كبير نسبيا، فضلا عن ارتفاع المستوي التعليمي لمواطنيها، بالإضافة إلي اشتراك عدد من دولها في عضوية الكثير من المنظمات الدولية، كما أن بعضها مرشح للحصول علي العضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولي، عندما يتم إصلاحه.

رابط دائم: