الشبكات وحركات الاحتجاج‮ .. ‬الثورات العربية نموذجًا
1-10-2015

د. أحمد عبد ربه
* مدرس النظم السياسية المقارنة، جامعة القاهرة‮.‬
لعقود طويلة،‮ ‬اعتمد التحليل العلمي في دراسة الظواهر السياسية علي مداخل القوة بأشكالها المختلفة، بالتركيز علي نطاق الدولة، وأطرها المؤسسية والدستورية،‮ ‬في محاولة لفهم أسباب التغير في النظم السياسية‮. ‬ولعل المدخل التقليدي لديفيد إيستون، والمعروف بين الأكاديميين العرب باسم‮ "‬تحليل النظم‮"‬، من أقدم المداخل التي أعلت من شأن الاقتراب المؤسسي، كمحاولة لفهم التفاعل بين مؤسسات النظام السياسي،‮ ‬ومطالب الجماهير، والتي تنعكس في شكل تأييد أو عدم تأييد النظام بحسب استجابته لهذه المطالب‮.‬ إلا أن هذا الاقتراب أضحي عاجزا بشدة عن تحليل التغيرات العنيفة في النظم السياسية، والمتمثلة في الثورات، والتي تشمل ببساطة انقطاعا تاما عن النظام ومؤسساته، ومحاولة تغييره بأساليب‮ ‬غير تقليدية‮.‬
 
وعلي مدي العقود الخمسة الأخيرة، تطورت اقترابات أكثر ديناميكية من اقتراب تحليل النظم في محاولة فهم هذه التغيرات، لعل أهمها اقتراب العلاقات المدنية‮ - ‬العسكرية، الذي يحاول فهم عمليات التحول من النظم الديكتاتورية إلي الديمقراطية، في ضوء فهم طبيعة التنافس بين المدنيين والعسكريين، والذي ينتهي إما إلي سيطرة مدنية،‮ ‬أو عسكرية،‮ ‬أو بخليط من المكونين المدني والعسكري، فضلا عن اقترابات أخري حاولت التقليل من أهمية المداخل المؤسسية لمصلحة مداخل الجماعات والحركات الاجتماعية الاحتجاجية،‮ ‬كتعبير عن مظهر جديد من مظاهر العمل السياسي الاحتجاجي المنظم خارج إطار المؤسسات التقليدية‮.
 

رابط دائم: