تجارب التطور الرأسمالي من منظور الشبكات الاقتصادية
1-10-2015

‬د‮. ‬عمرو عدلى
* باحث غير مقيم في مركز كارنيجي للشرق الأوسط
يشير مفهوم التشبيك في علم الاجتماع الاقتصادي إلي صيغة اجتماعية تربط بين فاعلين اقتصاديين، وتنظم بينهم عمليات خلق وتوزيع وتبادل القيم الاقتصادية، وهي تختلف عن صيغة السوق،‮ ‬كما وردت في الاقتصاد الكلاسيكي والنيوكلاسيكي، والتي تقوم علي التفاعل بين فاعلين يجهلون هوية بعضهم بعضا الشخصية، ولا يحدد سلوكهم في تبادل القيم إلا اتباعهم للأسعار،‮ ‬علي أساس أنها التعبير الاقتصادي الأقوي عن تعظيم المنفعة الذاتية‮.‬
 
كما أن التشبيك يختلف عن الصيغة الثالثة لخلق وتبادل القيم الاقتصادية،‮ ‬والمتمثلة في الهيراركية‮ (‬كحال الشركات ذات البيروقراطيات الهرمية،‮ ‬أو الإدارات الحكومية التي تدير الموارد العامة‮)‬، والتي تكون فيها القرارات خاضعة لخطط مسبقة، وتابعة لقرارات تتسلسل من أعلي لأسفل‮ (‬بول أدلر‮ ‬2001‮).‬
 
ومن هنا، أمكن عدّ‮ ‬أن الشبكات التي عادة ما تحتل حيزا فعليا لعمل القطاعات الاقتصادية المختلفة بين المنشآت الاقتصادية بعضها بعضا،‮ ‬وبينها وبين‮ ‬غيرها محليا ودوليا،‮ ‬بمنزلة صيغة ثالثة بجانب صيغتي السوق والهيراركية، إذ يجري تبادل المعلومات،‮ ‬واتخاذ القرارات،‮ ‬وتنسيق سلوك الفاعلين طبقا لقواعد تنبع من اشتراكهم في شبكة واحدة بما يحويه هذا عادة من ارتباطهم بروابط اجتماعية لا يمكن التعبير عنها بالسلطة أو بالأسعار كالانتماء لطائفة دينية،‮ ‬أو مجموعة عرقية،‮ ‬أو ولاء لجماعة ما،‮ ‬أو كحال العائلات الممتدة‮.‬

رابط دائم: