ما بعد‮ "‬الربيع العربي‮" .. ‬الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط
25-6-2015


*
واجهت أوروبا ثورتين متزامنتين مع نهاية القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر‮: ‬الثورة الفرنسية، والثورة الصناعية والتكنولوجية‮.‬ ‮ ‬وكانت الثورة الأولي هي التي استهدفت عمدا ومباشرة تحطيم الهياكل والنظم السياسية للدول الأوروبية بأفكارها عن‮ "‬الحرية‮"‬، و"الإخاء‮"‬، و"المساواة، وهي أفكار حملها معه نابليون بونابرت، حينما توسع شرقا حتي وصل إلي موسكو علي الأرض الروسية‮. ‬ولكن الثورة الثانية كانت هي التي أصلت عملية تغيير أوروبا، ومن بعدها العالم اقتصاديا، واجتماعيا، ثم سياسيا‮. ‬كلتا الثورتين علي أي الأحوال كانت وراء تكوين العالم المعاصر كما نعرفه الآن، حتي بعد أن تمت هزيمة نابليون في عام‮ ‬1815‭.‬ وعقب الهزيمة، قادت أربع من القوي‮  ‬المحافظة، روسيا والنمسا وبروسيا وبريطانيا، عملية لإدارة التغيير، والحفاظ علي توازن القوي في القارة الأوروبية لقرابة مئة عام، حتي نشبت الحرب العالمية الأولي في‮ ‬1914. وفيما بعد أضيفت فرنسا إلي القائمة‮ ‬، وشكلت القوي الخمس ما أصبح معروفا باسم‮ "‬منظومة أوروبا‮ ‬Concert of Europe‮' ‬أو‮ "‬كونجرس فيينا‮" ‬لإدارة التغيير، ومواجهة إمكانية نشوب ثورة أخري‮.‬

رابط دائم: