" مؤتمر": سياسات جديدة لتنمية وتوطين الاستثمار الأجنبي في مصر
12-3-2015

أحمد خميس كامل
* مدرس مساعد علوم سياسية، جامعة حلوان
 في إطار التعاون المصري المشترك مع مختلف دول العالم، والسعي للاستفادة من التجارب الدولية فى قضايا التنمية والاستثمار فى كافة المجالات، بما يحقق النهضة الشاملة، سعت المجموعة المتحدة للطاقة البديلة، والفريق العربي للبحوث والتطوير "رادات"، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، ومركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، تحت رعاية المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إلى تنظيم المؤتمر والمعرض الدولي الأول "محاور شبكات التنمية: منهج لإدارة استقدام التقنيات المتقدمة وتوطينها في مصر".
 
وقد حضر المؤتمر رئيس مجلس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، ووزير البحث العلمي، الدكتور شريف حماد، والدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، رئيس المؤتمر، والدكتور صلاح نصير، مقرر المؤتمر، والدكتور رمضان حامد، أمين عام المؤتمر، ونخبة من العلماء من روسيا الاتحادية، وألمانيا، وكازاخستان، وممثلون لسفارات بلادهم فى القاهرة، وقطاع كبير من رجال الأعمال، والبنوك، والشركات، ومؤسسات المجتمع المدني، والمراكز البحثية.
 
وخلال افتتاح المؤتمر والمعرض، أشاد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصرى، بأداء شباب المبتكرين والمبدعين، بالإضافة إلى العارضين الأجانب من دول روسيا، وألمانيا، وكازاخستان، مؤكدا أن المعرض على مستوى متميز من الإعداد، وبه مبتكرات تستحق الرعاية والتطوير.
 
وأعلن العالم الروسي الكبير وعضو أكاديمية العلوم الروسية، الدكتور ديمتري استرييكوف، أنه سيتم تقديم 10 منح دراسية في مجال الطاقة إلى الشباب من العلماء المصريين للدراسة في روسيا، وذلك في إطار التعاون المثمر القائم بين الجانبين المصري والروسي، مشيرا إلى أن هناك العديد من المشروعات التي يقوم بها الجانب الروسي في مجالات الطاقة، منها مشروع المسح الجغرافي تحت سطح الأرض لتحديد المناطق التي تحتاج إلى الطاقة.
 
 وأضاف استريبيكوف أنه قد تمت ترجمة 15 مؤلفا في مجال الطاقة المتجددة والبديلة بروسيا لخدمة الإنتاج والاقتصاد الوطني الروسي، داعيا الشباب إلى فتح قنوات الاتصال، والتعرف على كل ما هو جديد في مجال الإنتاج الزراعي، والتحديث والتطوير في مجال التكنولوجيا المستخدمة لزيادة الإنتاج الزراعي ليصل إلى عشرة أضعاف الانتاج الحالي باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
 
وقد عقد المؤتمر والمعرض الدولي على مدى يومين، شملت إلى جانب الجلسة الافتتاحية، تسع ورش عمل عرضت لمشروعات جاهزة على التنفيذ فورا .
 
أزمة الطاقة:
 
عرض في هذا المؤتمر والمعرض عدة مشروعات تسهم في حل مشاكل الطاقة في مصر، أهمها: إنشاء شركة لتصنيع لمبات الإنارة عالية التوفير بهدف استخدامها لخفض استهلاك الكهرباء في المؤسسات، والمصانع، والمصالح الحكومية، والمحلات، والنوادي، والمنتجعات والقرى السياحية، وهى لمبات جديدة "سوبر لد" صديقة للبـيئة، وذات شكلين، أحدهما الشكل المعتاد، والآخر هو الشكل الطويل، وميزتها الأساسية هى أن استهلاكها للطاقة نحو 5% فقط مقارنة باللمبات العادية، أى بنسبة توفير استهلاك كهرباء تصل إلى نحو 95%، وإنشاء شركة لتصنيع ألواح الخلايا الشمسية لإنتاج طاقة كهربائية. ويتطلب المشروع المقترح لعدد 5 (خمسة) خطوط تصنيع ألواح مرنة باستخدام النانو تكنولوجيا لتنتج طاقة كهربائية قدرها 500 (خمسمائة) ميجاوات/ساعة سنويا، وهو ما يعادل حاليا استهلاك الطاقة المستخدمة لإضاءة 20 مليون عامود من أعمدة إنارة الشوارع، وذلك بفرض أن متوسط استهلاك اللمبة عالية التوفير (سوبر اللد) لكل عامود هو 25 وات/ساعة، وإنشاء شركة لتصنيع "مولد كهرباء"، طويل العمر (عدة سنوات)، يعمل باستخدام مياه البحر، ويغنى عن استخدام الطاقة من مصادرها المعتادة. ويسمح التصميم وأسلوب التصنيع بالمرونة الكافية لتتواءم قدرة المولد مع الطاقة المناسبة لأنواع الإستخدامات المتعددة، بما فى ذلك استخدامه للمنازل، والمطاعم، والفنادق، ومضخات رفع الماء، ومحطات تحلية المياه البحرية، والمستشفيات، والنوادي، والمصانع، وإنشاء شركة لتصنيع بطاريات سوبر، سريعة الشحن (خلال ثوان معدودة)، طويلة العمر (العديد من السنوات)، وتغنى عن استخدام الكهرباء من مصادرها المعتادة، تصنع من مواد جديدة اعتمادا على تكنولوجيا النانو، ويمكن إنتاجها بقدرة تمكن من استخدمها فى مختلف المجالات، ومنها الآتى: الهواتف النقالة، وأجهزة الكمبيوتر، وجميع وسائل النقل، بما فيها الطائرات، وجرارات القطارات، والمترو، والأتوبيسات، والشاحنات، والسفن، والمراكب، والسيارات ذات الموتور الكهربائي.
 
 بدائل مصادر المياه:
 
عرض العلماء عدة مشاريع جاهزة، خلال فعاليات المؤتمر، أبرزها: إنشاء شركة لإنتاج وحدات رفع وضخ مياه الآبار لأعمال الري، وذلك باستيراد المضخات والموتورات، ثم تجميعها مع وحدة تغذية الطاقة الكهربائية التى سوف يتم تصنيعها محليا. والحجم المستهدف للإنتاج السنوى للمصنع هو 1000 (ألف) وحدة، متوسط القدرة لكل منها 75حصانا (نحو 55  كيلوات/ساعة)، وهو ما يكفى لتوفير الري لمساحة نحو 300 فدان. وبالتالى، فيمكن النظر فى التصدير إلى جانب الاستهلاك المحلى، وإنشاء شركة لتصنيع وحدات إنتاج الآزوت لتحلية مياه البحار مع وحدة تغذية الطاقة الكهربائية، والحجم المستهدف للإنتاج السنوى للمصنع هو 1000 وحدة بمتوسط قدرة كل منها نحو 50  كيلوات/ساعة، وهو ما يكفي لإنتاج 50 لتر آزوت/ساعة، وهو المطلوب لتحلية 50 مترا مكعبا /ساعة، وهو ما يمثل خمسة أضعاف قدرة المعروض حاليا بالسوق المصرى، وهو 10 (عشرة) أمتار مكعبة /ساعة. 
 
 مواجهة الأمراض المتوطنة:
 
 طرح العلماء، خلال هذه الورشة، إنشاء شبكة مراكز "يشفين" للاستشفاء، حيث يقدم كل مركز خدمات طبية متكاملة، بما فى ذلك المسح الذرى، والتحليل، والتشخيص، فالعلاج. ومن المخطط البدء بمشروع رائد يمثل المركز الرئيسى، ثم يتم إعداد مراكز متماثلة تقنيا، وإداريا، ومهنيا في أماكن مختلفة داخل وخارج البلاد، مع اتباع طريقة بيع الامتياز بنظام "فرانشيز" (Franchise). وكان مقرر الورشة أ.د. عبد الحميد السيد، الاستشاري  المعروف، وخبير الجودة الصحية.
 
 ومن الجدير بالذكر أن الخبراء الروس والألمان والكازاخستانيين التقوا علماء مصر في أكاديمة البحث العلمي، والمركز القومي للبحوث، ومركز إعداد القادة لإدارة الاعمال بالعجوزة، وزاروا موقع "وردان" التابع لهيئة السكة الحديد، والقرية الذكية، والأهرامات بالجيزة.
 
 وأكد الخبراء الأجانب، في ختام أعمال المؤتمر، استعدادهم لمساعدة مصر، والإسهام في نهضتها، واستعادة ريادتها مرة أخرى، وأن مشاريعهم تحت تصرف الحكومة المصرية، ويمكن البدء بها فورا.

رابط دائم: