انتفاضة الإثنيات‮:|أزمات الاندماج القومي ونزاعات الهويات بعد الثورات العربية
10-7-2013

نبيل عبد الفتاح
* خبير في شئون الحركات الإسلامية،‮ ‬مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

يؤكد ذلك التحليل أن أبرز تجليات الإثنية يبدو في صعود سياسات وخطابات الهوية المعبرة عنها، لاسيما في ظل الحركة الإسلامية السياسية – الإخوان، والسلفيين، والقاعدة، والسلفية الجهادية- التي تحاول أسلمة الدولة والمجتمع، دونما اعتراف بواقع التعدد الإثني ومحمولاته الرمزية والثقافية. ويستكمل التحليل موضحا أن هذه الحركات الإسلامية تحاول إعادة بناء الهوية على أساس الهيمنة الرمزية لهوية إسلامية تبدو في بعض طروحاتها عابرة للإثنيات، والتعدديات، والأمكنة، والأزمنة، وكأن معالمها تشكلت واكتملت في مرحلة تاريخية سابقة، ويُراد فرضها على واقع موضوعي، وتاريخي، وتعددي إثني يبدو مغايرا.

ويوضح التحليل في نهايته أن البعد الإثني السياسي، في مختلف مكوناته وتجسيداته، ليس جديدا، وكان مطمورا أو مسكوتا عنه في الخطاب الرسمي، بل ولدى بعض المعارضات السياسية. ويؤكد أن هذا البعد الإثني السياسي في الواقع يمثل جزءا من تركيبة التجمعات الفسيفسائية للدول العربية ما قبل وبعد الاستقلال.

ويستمل التحليل مؤكدا أن هيمنة الأيديولوجيات السياسية السلطوية، التي سادت تحت لواء الفكرة القومية العربية الجامعة، وكذلك أيديولوجيا الخلافة الإسلامية والفكرة الإسلامية، الجامعة التي تعتمد على مفهوم الأمة الإسلامية بمعناه التاريخي التقليدي، وليس مفهوم الأمة الحديث والمعاصر، والذي ارتبط بحركة القوميات، والدولة القومية، وتطور الرأسمالية العالمية، أسهمت في قمع البعد الإثني السياسي.


رابط دائم: