تحركات مضادة:|الانشقاقات المحتملة داخل تيارات الإسلام السياسي في مصر
12-4-2012

باحث في شئون الشمال المغربي- مساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية.
* باحث في شئون المغرب العربي - مساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية.

الإثنين 9-4-2012

أفرز إعلان مكتب الإرشاد عن ترشح خيرت الشاطر في الانتخابات الرئاسية المصرية ، ومن قبل فصل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والإصرار على عدم مساندته انتخابيا ، بالإضافة إلى تراجع الجماعة عن وعدها بعدم ترشيح أحد قياداتها، عن احتمالات حدوث انشقاقات، وربما صدامات بين التنظيميين " الأحزاب السياسية" والدعويين داخل تيارات الإسلام السياسي المصرية ، قد تنتهي بظهور تيار جديد منشق عن كل تنظيم، أو حدوث استقالات جماعية من الأحزاب الرئيسية ،إضافة إلى اتجاه بعض شباب الجماعة للتصويت إلى أي مرشح خارجها، انتقاما من القرار.

أولا-ملامح الصراعات المحتملة:

قد تتحرك الانشقاقات المحتملة داخل تيارات الاسلام السياسي في عدة اتجاهات، لعل أهمها انشقاقات وصراعات بين الكيانات التنظيمية السياسية داخل التيارات " الاحزاب " وبين الدعويين المنضمين والمنتسبين لهذه الجماعات داخل كل جماعة على حدة، سواء داخل الإخوان المسلمين، أو داخل التيار السلفي ، أو حدوث انشقاقات من نوع آخر داخل الكيانات التنظيمية فقط.

وقد ينتج عن ذلك خروج كيانات حزبية جديدة منشقة عن الأحزاب الكبيرة التي تمثل الأجنحة السياسية لهذه التيارات الاسلامية ، أو قد تحدث صراعات بين التيارين الكبيرين: الإخوان المسلمين والتيار السلفي بسبب اتهامات قيادات الدعويين من السلفية المعاصرة للمرشد بمخالفة الوعد والعهد، ودعوتهم بعد التصويت لخيرت الشاطر، على اعتبار من يصوت له سيكون داخلا في صفقة وعد وغدر ونقض عهد . وبعد توضيح الملامح العامة لشكل الانشقاقات المتوقعة داخل التيارات الاسلامية، يمكن رصدها داخل كل تيار على النحو التالي :

أ‌. انشقاقات متوقعة داخل الإخوان المسلمين :

تتمثل الانشقاقات المتوقعة داخل الإخوان المسلمين رغم ضعف تأثيرها فى مستقبل الجماعة الدعوي في عدة أشكال، منها :

1- انشقاق بعض شباب الإخوان المسلمين من مؤيدي وأتباع الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، اعتراضا على ما يعرف بديكتاتورية مكتب الارشاد ومجلس شورى الجماعة، وكذلك قيادات حزب الحرية والعدالة، وانفرادهما بصناعة القرار، وتعنتهما دون النظر لمطالب القاعدة. وقد ظهرت  بالفعل بوادر الموجه الثالثة من الانشقاقات المتوقع استكمالها بعد تعنت الجماعة في موقفها من ترشيح الدكتور أبو الفتوح وترشيح خيرت الشاطر، وإصرار الشباب على موقفهم بعد إعلان مكتب الإرشاد عن ترشح خيرت الشاطر، رغم تكرار تصريحات المرشد محمد بديع وقيادات الجماعة بعدم ترشيح الجماعة لأي أحد من قياداتها.

وتمثلت بوادر انشقاق تيار الشباب عن قيادات الجماعة بإعلانهم في تصريحات رسمية باختيارهم لأي مرشح معاكس لتيار الإخوان المسلمين. وتأكيدا لذلك، صرح الدكتور أسامة عبدالهادي، نجل القيادي الإخواني جمال عبدالهادي لجريدة البديل الإلكترونية، " أعلن عن نفسي ومعي قطاع عريض من شباب الإخوان رفضنا لقرار ترشيح الشاطر، وأننا سندعم أي تيار يسير في الاتجاه المعاكس لهذا ". بالإضافة إلى تصريحات الدكتور محمد صالح الحديدي، المتحدث باسم مجموعة "صيحة إخوانية" التي تؤكد دعم الكثير من قيادات الجماعة لموقف الشباب، حيث قال " إن بعض قيادات المجلس أعلنت تأييدها لوقفتنا الاحتجاجية ، وقالت لنا نحن معكم ، والدكتور عبدالحي الفرماوي والدكتور جمال عبدالهادي القياديان بالجماعة سعيدان جدا بالوقفة الاحتجاجية ، معتبرين ما حدث حراكا قويا داخل الجماعة".

2. انشقاقات وصدامات محتملة بين التنظيميين في الحزب والدعويين في الجماعة، وهنا يعني قرار جماعة الإخوان بترشيح الشاطر لرئاسة الجمهورية- والذي اتخذ بأغلبية ضئيلة 56 صوتا مقابل 52 صوتا من أعضاء مجلس شورى الإخوان والبالغ عددهم 110 -وجود حالة من الانشقاقات الناعمة داخل الجماعة بين مؤيد ومعارض لترشيح الشاطر، ويوحي أيضا بوجود اعتراض على منهج و تفكير الإخوان المسلمين المتسارع في اتخاذ القرارات المصيرية. إضافة إلى أن موافقة 248 نائبا إخوانيا على توكيلات لترشيح الشاطر تعني اتفاقا جماعيا من قبل قيادات حزب الحرية والعدالة، في الوقت الذي يعلن فيه أن 56 عضوا في مكتب الإرشاد وافقوا بعد ضغط قوي جدا من قبل مكتب الإرشاد عليهم، استمر لمدة ثلاثة أسابيع قبل يوم الترشيح، في حين أن تمسك 52 من أعضاء مجلس الشورى بمبدأ الرفض يؤكد عدم رضا بعض القيادات الدعوية في الجماعة عن الأداء الحزبي لحزب الحرية والعدالة، و يعبر عن سخط  أيضا من قبل الدعويين في داخل الجماعة وإحساسهم بأن الجماعة تنحرف انحرافا حادا عن مسارها الدعوي، مما يشير ربما إلى حدوث انشقاقات من الدعويين، خصوصا بعد إعلان كل من كمال الهلباوي والناشط الإخواني أحمد سامي الكومي عن استقالتيهما، رفضا لترشيح الشاطر، وعدم الفصل بين العمل التنظيمي لحزب الحرية والعدالة ومكتب الإرشاد.  

ب‌.  انشقاقات متوقعة داخل التيار السلفي:

احتمالات الانشقاقات داخل التيار السلفي قد تحدث فقط بين التنظيميين السياسيين المتمثلين في " حزب النور "، وبين شيوخ الدعوة السلفية، وخصوصا السلفية المعاصرة وسلفية القاهرة، أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، مما قد ينتج عنها عدم توحد موقفي قيادات الحزب وشيوخ الدعوة حول مرشح رئاسي واحد، خصوصا إذا اتفق موقف حزب النور مع الحرية والعدالة على دعم خيرت الشاطر.

وقد يزداد السخط الدعوي على التيار السلفي التنظيمي السياسي مع كل تنازلات يقوم بها الجناح التنظيمي والبرلماني لصالح التنظيم السياسي الإخواني، نتيجة التغير مع ظروف الواقع الجديد، الأمر الذي يعني أن شكل الانشقاق المتوقع داخل التيار السلفي سيأخذ اتجاهين، الأول يمثله حزب النور وأعضاؤه ومرجعياته التي تقترب يوما بعد يوم من الإخوان. ويتمثل الاتجاه الثاني في الدعويين المحافظين  المتمسكين بمنهج التيار، والذين يواجهون الحزب باعتباره يمثل خروجا عن المنهج .

ج -الصراع الناعم المتوقع بين التيارين:

سيبدأ الصراع بين التيارين من قبل الدعويين في التيار السلفي الذين سيقفون ضد مساندة المهندس خيرت الشاطر، وينقلبون على الإخوان من منطلق أنهم طعنوا في ظهرهم من قبل مكتب الإرشاد، بعد إعلان ترشيح الشاطر دون التشاور معهم. وقد يشتعل الصراع خلال الفترة الدعائية والتصويتية لانتخابات الرئاسة، والتي قد يقف فيها مشايخ السلفية الدعوية والمعاصرة، خصوصا المقيمين في القاهرة، ومن أنصار أبو إسماعيل ضد الإخوان ومرشحهم خيرت الشاطر، خصوصا أن بعض مشايخ الدعوة السلفية بدأوا يدعون مبكرا لعدم التصويت لخيرت الشاطر، واعتبار من يصوت له مشاركا في الإثم والجريمة، وداخلا في صفقة غدر، وإخلاف وعد، ونقض عهد.

ثانيا- دلالات وبوادر الانشقاقات:

تظهر ملامح ودلالات الانشقاقات داخل التيارين السلفي وجماعة الإخوان المسلمين التي بدأت مبكرا في عدة صور، منها ماهو مرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، ومنها ما هو مرتبط بالتيار السلفي، ومنها ما هو مرتبط بالصدام السلفي–الإخواني كالتالي :

أ. رفض 52 عضوا بمجلس شورى الجماعة لدعم خيرت الشاطر رئيسا للجمهورية ، دليل على الانقسام داخل الجماعة، وهو ما لم يحدث منذ إنشائها في عهد حسن البنا .

ب. الاجتماع غير التنظيمي الذي عقده شباب حزب الحرية والعدالة في الأول من أبريل الجاري بأحد مساجد غرب الاسكندرية، والذى أسفر عن ظهور بعض الانشقاقات داخل صفوف شباب الإخوان تجاه قرار الجماعة بترشيح الشاطر للرئاسة .

ج. رفض " الجبهة الحرة " من شباب الإخوان بمحافظة الإسكندرية- حسب البيان الذي وزع بعدد من المساجد- قرار الجماعة وحزبها من ترشح الشاطر، على اعتبار أن القرار قد جاء متأخرا بعد التزام عدد من شباب حزب الحرية والعدالة مع عبدالمنعم أبوالفتوح وحملته الانتخابية، الامر الذي يجعل من الصعب انسحابهم من حملة أبو الفتوح للمشاركة في حملة الشاطر .

د. قيام عدد من قيادات الإخوان بمحافظة بني سويف من شيوخ الجماعة ومن مؤسسي حزب الحرية والعدالة بتحرير توكيلات للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح في تحد لقرار الجماعة ، مؤكدين في تصريحات صحفية " أن الحالة الوحيدة التي كانوا سوف لا يدعمون فيها الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح لو خالف شرع الله ، وأنهم لا يخشون الفصل من الجماعة"، وكان من هؤلاء القيادات الإخوانية- حسبما نشرته جريدة اليوم السابع المصرية- عثمان عبدالحليم، مؤسس مدارس الدعوة الإسلامية ببني سويف، وأحد أقدم أعضاء الجماعة هناك، ورزق عفيفي، عضو مكتب إدارة الجماعة ببني سويف، وعبد الرحمن حسن جودة، نجل القيادي الإخواني حسن جودة، وغيرهم من القيادات الإخوانية ببني سويف .

ه . اعتراض مجموعة " صيحة إخوانية " على قرار الجماعة بترشيح الشاطر و تنظيمها لأول وقفة لشباب الإخوان في تاريخ الجماعة في بداية شهر أبريل الجاري أمام المركز العام للجماعة بالمقطم ، لمطالبة الجماعة بالالتزام بقرارها بعدم ترشيح أحد منها للرئاسة.

و. أما دلالات الانشقاق في التيار السلفي، فتتمثل في  البيانات القوية التي خرجت أخيرا من مشايخ ومؤسسي السلفية المعاصرة، والذي نشرته جريدة اليوم السابع المصرية، جزء منها للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق، الداعية السلفي والمعروف بمؤسس السلفية المعاصرة،  والذي قال فيها موجها اللوم للتنظيم السلفي المتمثل في حزب النور " إنه فوجئ بعجز قيادات حزب النور وفشلهم في أول اختبار حقيقي، وهو اختيار مرشح لرئاسة الجمهورية من الذين تقدموا لذلك"، واستكمل البيان" إنه من قيادات الحزب من بادر إلى ترشيح ومبايعة حازم صلاح، ومن قيادات الجزب من بقي مترددا منتظرا اليوم ، ومن قيادات الحزب من بدأ يختبئ خلف الآخرين، فيزعم أنه سيجمع اللجنة الشرعية ولجان الأزهر ولجانا من حزب الحرية والعدالة، وأنهم سيستعرضون جميع المرشحين، ثم يختارون من يرونه".

فتحليل مضمون ما تضمنه بيان مؤسس السلفية المعاصر يعني أن هناك انشقاقات قد تحدث ما بين الحزب "النور" كمؤسسة تنظمية سياسية وبين باقي السلفيين الدعويين بقيادة كبار مشايخهم الذين يؤيدون حازم صلاح، والذين ينتقمون له في حال استبعاده بتوجههم ككتلة تصويتية إلى أي أحد من المرشحين السياسيين دون مرشح الحرية والعدالة. وهذا يعني احتمالات انشقاق بين حزب النور كمؤسسة سياسية، وبين بعض قيادات التيار السلفي الدعوي. وقد يحدث صراع ناعم بين التيار السلفي، خصوصا السلفية غير التنظيميين في العمل الحزبى " السلفية المعاصرة "، بسبب تأخر إعلان حزب النور عن إعلان دعمه لحازم صلاح أبو إسماعيل، وعدم ثبات موقف الحزب على مرشح من داخل التيار كما حدد الإخوان المسلمون، الأمر الذي يؤدي إلى عدم الالتزام بأوامر الحزب، وحدوث انقسامات وانشقاقات حول المرشح، في حين أن حزب النور قد يتجه كمؤسسة حزبية نحو مرشح الحرية والعدالة للالتزام بالتوافق الدائم بين الحزبين في كل مواقفهما التي تبدأ بالخلاف، ثم تنتهي بالتوافق التام.

ز. أما دلالات الصدام بين التيار السلفي والإخواني، فتتمثل في الدعوات المبكرة من قيادات السلفية الدعوية بعدم التصويت لخيرت الشاطر، وصدور بيانات رسمية شديدة اللهجة من قيادات السلفية المعاصرة، تتهم المرشد بمخالفة العهد، وتطالبه بالعودة عن تصرفات مكتب الإرشاد، حرصا على مصلحة التيار الإسلامي في مصر. فقد تضمن البيانات الصادرة عن التيار السلفي، والموقعة باسم الشيخ عبدالرحمن عبدالقادر يوسف، الداعية السلفي ومؤسس السلفية المعاصرة ،" إن ترشيح الإخوان للمهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية جاء من باب الغدر وإخلاف الوعد والعهد" ، واستكمل في بيانه " يا سيادة المرشد أقول لكم أنت أمير الجماعة في مصر وفي خارجها، وعندما عاهدت الأمة على أنك لن تدفع بمرشح ثم تخلف وتنتقد العهد والوعد، فما فعلتموه لا يجوز لمسلم السكوت عنه ".

ثالثا- النتائج وتأثيرها فى الأوضاع المستقبلية:

 الارتباك الواضح في تصريحات غزلان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة،  وخصوصا بعد ترشيح مكتب الإرشاد للشاطر، "بأن كمال الهلباوي لا ينتمي إلى تنظيم الإخوان، وأن دعواه بأنه استقال من الإخوان عقب ترشيح مكتب الإرشاد للمهندس خيرت الشاطر مرشحا لرئاسة الجمهورية لا تعدو عن كونها فرقعة إعلامية". في الوقت نفسه، خرجت تصريحات إخوانية أخرى لا تنفي ولا تؤكد بقاء الهلباوي في تنظيم الجماعة قبل إعلان استقالته أخيرا، والشهادة بدوره الكبير في تنظيم في الخارج، مما قد يؤدي إلى تخوف الكثير من شباب الجماعة ورجل الشارع من انحراف التنظيم. ولعل أهم النتائج المتوقعة مستقبليا على الجماعة وتيارها نرصدها كالتالي:

1.   من الممكن أن ينقلب المواطنون على الإخوان في حالة تضارب تصريحاتهم واستمرارهم في الظهور بمنطق الأقوياء أكثر من اللازم .

2.   احتمالات انضمام شباب الإخوان إلى معسكر القوى السياسية أو تشكيلهم  لأحزاب أخرى منشقة عن الأحزاب الكبيرة المؤسسة، والتي قد تحدث اعتراضا على تصرفات الجماعة، وعدم الفصل بين أداء الحزب كمؤسسة تعبر عن الجناح السياسي للجماعة ومكتب الإرشاد الذى قد يجبر كلا من نواب الحزب وقياداته على عدم التصرف دون موافقة مجلس شورى الجماعة، بدليل " مشهد الفيديو الذي تناولته وسائل الإعلام لشاب عضو في حزب الحرية والعدالة يحرق كارنيه عضويته في الحزب أمام الجميع، اعتراضا على قرارات الجماعة الانقلابية والمتسارعة والمتناقضة ".

3.   تحدي التحكم في الكتلة التصويتية، وعدم التزام شباب الجماعة بقرارات مكتب الإرشاد بتوحد الكتلة التصويتية لخيرت الشاطر. فالاحتمالات الواردة أنه قد تتوزع الكتلة التصويتة لشباب الجماعة وبعض قياداتها بين خمسة مرشحين إسلاميين، سواء عن جماعة الإخوان، أو كانوا منضمين إليها، وهم : الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، والمهندس خيرت الشاطر، والدكتور محمد سليم العوا، كذلك الدكتور باسم خفاجي، وكذلك حازم صلاح أبو إسماعيل، في حالة استمراره كمرشح للرئاسة، حيث لكل منهم محبوه وأتباعه داخل الجماعة، الأمر الذي قد يؤدي إلى عدم الالتزام التصويتي من جانب أفراد جماعة الإخوان للمهندس خيرت الشاطر، خصوصا أن عملية التصويت داخل الصناديق تتم على مستوى محافظات الجمهورية، ويصعب مراقبة الحزب لأعضائه في كيفية الأداء التصويتي داخل الصناديق وخلف الستارة .

4.   احتمالات قيام التيار السلفي بالدعوة علانية بعدم التصويت للشاطر، والذى بدأت الدعوة له مبكرا بدليل تصريحات الشيخ عبدالرحمن عبدالقادر، مؤسس السلفية المعاصرة " أقول لكم من ينوي التصويت للمهندس خيرت الشاطر الذي دفع به إلى الترشح في صفقة الغدر هذه الخاسرة ، لا يحل لكم ذلك، و أنه كل من يعطي صوته لهذا المرشح سيكون داخلا في صفقة غدر وإخلاف وعد، ونقض للعهد". وقد بدأت أيضا بوادر الانقسامات بشكل تدريجي مع إعلان حزب النور، والمدرسة السلفية بالإسكندرية، تأييد الشاطر، بينما أيد سلفيو القاهرة وأغلب المشايخ الدعويين أبو إسماعيل، وهو ما يؤدي إلى ظهور بوادر اضطرابات ومشاكل، وربما انشقاقات داخل حزب النور على المدى القريب ، وقد تؤدي إلى أن ينشئ حازم صلاح أبو إسماعيل حزبا أو جماعة لتنتقم له.

5.   قد تتحول الانشقاقات الحالية ، رغم تجاهل قيادات الجماعة لها، إلى أن تصبح الموجة الثالثة من الانشقاقات التي تعانيها الجماعة خلال العقدين الماضيين، وقد تزداد قوتها في حالة فشل الدكتور أبو الفتوح والشاطر معا في الانتخابات الرئاسية، واتجاه أتباع أبو الفتوح من الشباب والقيادات إلى الانتقام والتحول نحو تيار من الجماعة، يكون في اتجاه مزيد من التخفف، أو التخلص من عبء بعض الثوابت .


رابط دائم: