الهوية أم المصلحة: ما الذي يتحكم في علاقات الدول الخارجية؟
30-11-2011


*

تجادل هذه الدراسة بأنه رغم أهمية الهوية في فهم العديد من التفاعلات الدولية، فإن هناك حدودا لتأثيرها، فالحديث عن تأثير الهوية لا يعني بالضرورة التقليل من أهمية متغيرات أخرى تؤثر في سلوك الدولة الخارجي وعلاقاتها الدولية، مثل المصلحة والقوة.

وتناقش الدراسة في هذا الإطار ماهية الهوية كمتغير يؤثر في العلاقات الدولية، من حيث تعريف الهوية، ومكوناتها، ورموزها، وأنواع الهوية، وخصائصها. كما تناقش مدى اهتمام نظريات العلاقات الدولية بالهوية، ومداخل دراسة تأثيرها في السياسة الخارجية، وفى السياسة الدولية بصفة عامة. وقد حددت الدراسة خمس صور لتأثير الهوية في العلاقات الدولية، تتمثل في كونها محفزا للصراع، ومعرفا للبيئة الأمنية، ومحركا لتشكيل الأحلاف العسكرية، وكونها أساسا لنشأة الحركات الأصولية الدينية، وكمشكل للأدوار الإقليمية.

وقد انتهت الدراسة إلى عدد من النتائج، منها أن هناك مجموعة من المتغيرات الموضوعية الكفيلة بجعل تأثير الهوية أمرا واقعا، خاصة عندما تتحول إلى أيديولوجية سياسية، وتتمثل في حالات اندلاع الثورات، خاصة عند جود قائد كاريزمي، مثل آية الله الخميني في حالة الثورة الإسلامية في إيران، وفي حالات وجود هوية قوية. وانتهت أيضا إلى أن تأثير الهوية في الدولة ربما يكون محدودا ، والتي اهتمت الأدبيات بمناقشة تأثير الهوية في سلوكها الخارجي، بما في ذلك النظرية البنائية، وذلك  مقارنة بتأثيرها في الفاعلين من غير الدول ذات الهويات المتمايزة identitary non state actors . ويرجع ذلك إلى اختلاف حسابات الدولة عن حسابات الفاعلين من غير الدول، وهذه من القضايا التي تحتاج لمزيد من التحليل والدراسة.


رابط دائم: