ملامح الدعم القطري للجماعات الإرهابية
7-6-2017

علي بكر
* نائب رئيس تحرير السياسة الدولية وخبير الحركات المتطرفة
من المؤكد أن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر، الذي اتخذته عدة دول عربية، وعلى رأسها مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين، في الخامس من يونيو الجاري، جاء نتيجة لمجموعة من الأسباب، من أهمها الدعم القطري للإرهاب.
 
ويطرح ذلك الأمر تساؤلا مهما حول أهم ملامح هذا الدعم، لاسيما في ظل العلاقة الواضحة والعلنية بين قطر وبعض الجماعات الإرهابية. وعلى ضوء ذلك، يمكن تحديد أهم ملامح وصور الدعم القطري للتنظيمات الإرهابية في الآتي:
 
(*) الدعم المالي المباشر: تشير العديد من الدلائل إلى وجود تمويل مالي مباشر من قطر لعدد من التنظيمات الإرهابية، حيث كشفت الوثائق الرسمية لـ "وزارة الخزانة" الأمريكية، في أكتوبر 2014، عن وجود مثل هذا التمويل عن طريق بعض رجالها، من أمثال سليم حسن خليفة راشد الكواري، الذي يوصف بـ "ممول القاعدة"، حيث إنه  متهم "بتحويل "مئات الآلاف" من الدولارات لتنظيم القاعدة من خلال شبكة إرهابية.
 
وقد امتد الدعم التمويل القطري للتنظيمات الإرهابية إلى شمال إفريقيا، حيث وجه المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، في 29 يوليو 2017، اتهاما صريحا لقطر بدعم وتمويل المقاتلين المرتزقة من تشاد، والسودان، الذين يقاتلون فى صفوف التنظيمات الإرهابية على الأراضي الليبية.
 
(*) الدعم المالي غير المباشر: ويتمثل فى الأموال التي تدفعها قطر للتنظيمات الإرهابية، تحت غطاء "الفدية"، من أجل الإفراج عن الرهائن، والتي كان آخرها مبلغ مليار دولار دفعته قطر للتنظيمات الشيعية الإرهابية فى العراق من أجل الإفراج عن بعض أفراد الأسرة الحاكمة، فى أبريل 2016.
 
  وقد تم دفع مبلغ 700 مليون دولار إلى شخصيات إيرانية، وميليشيات محلية تدعمها إيران، فى حين تم دفع مليون 300 مليون دولار إلى تنظيمات إرهابية في سوريا، مقابل إطلاق سراح 50 مسلحا شيعيا كانوا في قبضتهم، هذا فى الوقت الذي تسعى فيه دول المنطقة والعالم إلى تجفيف منابع تمويل الإرهاب.
 
 (*) الدعم الاعلامي للتنظيمات الإرهابية: لا يمكن إنكار أن قطر قدمت دعما إعلاميا كبيرا للتنظيمات الإرهابية، عبر قناة "الجزيرة"، من خلال نشر بياناتها وموادها الإعلامية، حيث دأبت القناة على بث جميع مقابلات ورسائل قادة تنظيم القاعدة، بمن فيهم أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، إضافة إلى عقد الحوارات مع قادة هذه التنظيمات، مثل حوارها مع أبى محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة، جناح القاعدة فى سوريا، فى سبتمبر 2016، فضلا عن استضافتها لبعض رموز هذه التنظيمات، مثل عبد الله المحيسني، مشرّع جبهة النصرة، الذي تمت استضافته فى نوفمبر 2016، عقب ظهوره في تسجيل مصور وهو يبارك أحد الأشخاص وهو فى طريقه لتنفيذ عملية انتحارية.
 
(*) الإيواء والدعم اللوجيستى: إلى جانب عمليات التمويل، فإن قطر قامت بإيواء عدد من عناصر وقادة تنظيم "القاعدة"، عبر استضافتهم على أراضيها، وذلك بحسب ما ذكره خالد شيخ محمد، أحد أعضاء "القاعدة". كما كشفت وثائق "أبوت أباد" لأسامة بن لادن، التي تمت مصادرتها خلال الهجوم على مقره بباكستان، عن أبعاد الدور القطري في إيواء العديد من أعضاء القاعدة، حيث تم عدها الجهة المفضلة لعناصر وقيادات التنظيم، بحسبانها ترانزيت ونقطة عبور آمنة. كما قامت  قطر بإيواء عدد من قادة الإخوان والتنظيمات الإرهابية فى مصر، الذين يحرضون على العنف ضد الدولة المصرية، من أمثال وجدي غنيم، وعاصم عبدالماجد، وغيرهما.
 
 ويبقى أخيراً أن قطر لم يعد لها طريق للعودة من جديد إلى محيطيها العربي والخليجي إلا من خلال الالتزام القاطع بوقف دعهما للتنظيمات الإرهابية، لاسيما فى ظل تصاعد مخاطر تلك التنظيمات على المنطقة بأكملها.

رابط دائم: