‮"‬الصراع السيبراني‮" .. ‬طبيعة المفهوم وملامح الفاعلين
9-4-2017

سماح عبد الصبور‮
* مدرس مساعد العلوم السياسية،‮ ‬جامعة القاهرة‮.
ظلت الصراعات التقليدية والقوة العسكرية تحددان لفترة طويلة طبيعة الخطابات السياسية، وحدود وهيكل النظام العالمي، وموقع القوي الكبري منه‮.‬ إلا أن اتساع تأثيرات العامل التكنولوجي في السياسات الدولية،‮ ‬بعد انتهاء الحرب الباردة،‮ ‬أضاف أبعادا أخري للقوة العسكرية، حيث تلاشت الفواصل والحدود بين ما هو مدني وعسكري‮. ‬ومن ثم، أخذت الصراعات سمات‮ ‬غير تقليدية، سواء من حيث الفاعلون، أو القضايا، أو ديناميات التفاعل في عالمنا الرهن‮.‬
 
ومع بروز الفضاء الإلكتروني أو السيبراني‮ ‬(Cyberspace)‮ ‬كساحة للصراع العالمي، واجهت المفاهيم التقليدية، مثل الصراع، والأمن، والقوة، والسيادة،‮ ‬تحديات واضحة، خاصة لجهة مدي ملاءمتها، أو حتي تكيفها مع طبيعة التفاعلات في الواقع الافتراضي‮. ‬لذا، برزت الحاجة إلي مداخل ورؤي نظرية أكثر قدرة علي تفسير طبيعة التغيرات التي ألحقتها الحقائق التكنولوجية بهذه المفاهيم‮.‬
 
من هنا، تسعي هذه الورقة إلي مناقشة ظاهرة الصراعات السيبرانية‮ ‬Cyber conflicts، من حيث ماهيتها، وعوامل نشأتها، وحدود الاختلاف عن نظيراتها التقليدية، فضلا عن الاتجاهات المفسرة لهذه الظاهرة، ومساراتها المستقبلية في تشكيل التفاعلات العالمية‮.‬
 
أولا‮- ‬الفضاء السيبراني‮ .. ‬لماذا التصارع؟
 
اختصر الفضاء السيبراني حاجز الزمان والمكان، وخلق مساحات للتفاعلات الداخلية والدولية في الواقع الافتراضي‮. ‬ومن ثم، برزت فضاءات جديدة للصراع بأدوات مختلفة،‮ ‬وأنماط جديدة تختلف عن الصراعات التقليدية‮. ‬وتعود أسباب اهتمام الفاعلين،‮ ‬سواء أكانوا من الدول،‮ ‬أم‮ ‬غيرها،‮ ‬بهذا الفضاء،‮ ‬كمجال لتحقيق الهيمنة،‮ ‬وتنفيذ الأهداف،‮ ‬وإدارة الصراعات،‮ ‬إلي امتلاكه عدة سمات أساسية. (للمزيد طالع المجلة)

رابط دائم: