تأثيرات‮ "‬القدرات السيبرانية‮" ‬في الصراعات الإقليمية
9-4-2017

أحمد زكي عثمان
* صحفي وباحث في العلوم السياسية.
شهد العقدان الأخيران سباقا محموما بين بعض القوي الإقليمية في مناطق العالم المختلفة لتعظيم الاستفادة من الفضاء السيبراني‮ ‬(Cyberspace)، إذ عدت هذه الدول القدرات السيبرانية‮ ‬(Cyber Capabilities)‮ ‬وسيلة لبسط النفوذ إقليميا، وتحقيق مكاسب استراتيجية، وسياسية،‮ ‬ومالية، لم تكن لتحققها عبر الوسائل العسكرية التقليدية‮.‬
 
يدعم هذه الرؤية ملمحان،‮ ‬أولهما يخص الإمكانات الفائقة للقدرات السيبرانية في تشكيل تهديدات صريحة للخصوم‮. ‬وهي تهديدات تتنوع ما بين شن حملات دعاية مغرضة، مرورا بالتجسس السيبراني، واستخدام القدرات التكنولوجية في أعمال إرهابية، والتهديدات المسلحة‮ ‬غير المباشرة،‮ ‬وصولا إلي التهديدات العسكرية الصريحة، حسبما عددت في عام‮ ‬2010‮ ‬ورقة بحثية مرجعية حول‮ "‬الفضاء السيبراني‮"‬، أعدها مركز الدراسات البريطاني تشاتام هاوس‮ ‬(Chatham House).
 
أما الملمح الآخر، فيشير إلي أن امتلاك‮ "‬القدرات السيبرانية‮" ‬لم يعد حكرا علي فاعل بعينه‮. ‬فقد أصبح في مقدور الدول الصغيرة والمتوسطة، والفاعلين من‮ ‬غير الدول كذلك‮  ‬(Non-State Actors)، مهما صغر حجمهم،‮ ‬وتواضعت إمكانياتهم، 
الاستفادة من القدرات السيبرانية، بما فيها تطوير أسلحة رقمية، وتهديد الخصوم بها‮.‬  وفي الوقت الحالي، تتسع باطراد قائمة الدول ذات القدرات السيبرانية المتطورة‮. ‬فلم تعد القائمة تقتصر علي القوي السيبرانية العظمي‮ ‬(Cyber Superpower)‮: ‬الولايات المتحدة،‮ ‬والصين، وبريطانيا، وروسيا، علاوة علي إسرائيل‮. ‬إذ ظهرت في أقاليم مختلفة قوي سيبرانية يعتد بها، كاستراليا، والهند، وإندونيسيا، وكوريا الجنوبية في آسيا، والبرازيل، والمكسيك، والأرجنتين في أمريكا الجنوبية والوسطي‮.‬ (للمزيد طالع المجلة)

رابط دائم: