مسارات التفاوض وإشكاليات‮ ‬التسوية في سوريا
9-4-2017

محمود حمدى أبو القاسم
* باحث بمركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية
بعد عام كامل، استؤنف في‮ ‬22‮ ‬فبراير‮ ‬2017‮ ‬مسار التفاوض المعروف باسم‮ "‬مفاوضات جنيف‮" ‬لحل الأزمة السورية،‮ ‬حيث عادت وفود المعارضة ووفد النظام إلي طاولة المفاوضات في جنيف، في جولة جديدة من جولات استكشاف فرص التوصل إلي تسوية سياسية‮.‬
 
‮ ‬الجديد المهم في الجولة الأخيرة لم يكن في مجرياتها، وإنما في المعطيات التي سبقتها، خصوصا علي الصعيد العسكري‮. ‬أهم تلك المعطيات كان سقوط مدينة حلب في يد قوات النظام وحلفائه، إضافة إلي عملية‮ "‬درع الفرات‮" ‬المشتركة بين الجيش السوري الحر،‮ ‬والقوات التركية في شمال سوريا،‮ ‬فضلا عن معطيات سياسية مهمة تشمل تدشين مسار آخر للمفاوضات، في أستانة،‮ ‬عاصمة كازاخستان، ودخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ‮.‬
 
أولا‮- ‬جنيف مدخلا للحل السياسي‮:‬
 
بدأت أولي جولات مسار جنيف في يونيو‮ ‬2012،‮ ‬وكانت محملة بتضارب المصالح والتناقضات داخليا وخارجيا‮. ‬وتضمنت نتائج جنيف‮-‬1‮ ‬الاتفاق علي عملية انتقال سياسي بقيادة سورية،‮ ‬وفق جدول زمني محدد،‮ ‬وتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات تهيئ بيئة محايدة،‮ ‬تتحرك من خلالها العملية الانتقالية‮. ‬واعتمد بيان جنيف صيغة وسطا بين القوي الدولية المنخرطة في الأزمة، فلم يعكس توافقا بقدر ما أتاح ثغرات تتيح لكل طرف التحلل من الالتزام بأية تسوية ممكنة‮.‬
 
وكانت الإشكالية الجوهرية،‮ ‬التي عرقلت تطبيق تفاهمات جنيف‮-‬1‮ ‬علي أرض الواقع، هي الناجمة عن ثغرة واضحة في البيان الصادر عقب المفاوضات، إذ لم يكن لا واضحا،‮ ‬ولا محددا بشأن مصير بشار الأسد،‮ ‬سواء لجهة مدة بقائه‮ ‬،أو حدود دوره خلال المرحلة الانتقالية‮. (للمزيد طالع المجلة)

رابط دائم: