آثار النزعة الأمنية علي فاعلية المساعدات الخارجية
17-1-2017

عبير ربيع يونس
*
تعرضت المساعدات الخارجية، خاصة تلك التي تركز علي تمويل البرامج التنموية، ودعم اقتصادات الدول، إلي مأسسة دولية، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، عبر خطة مارشال لإعمار أوروبا، وما صاحبها من تأسيس مؤسسات بريتون وودز التي لعبت دورا في رسم مجالات توجيه تدفقات المساعدات.
 
ومنذ ذلك الوقت، تغيرت بنية المساعدات الخارجية وأجندتها من حيث القيم والمبادئ الحاكمة للعلاقة بين الدول المانحة والمتلقية، حيث طغت عليها حسابات الاستقطاب الدولي إبان الحرب الباردة. إلا أنه مع الألفية الثانية، تم توجيه تدفقات المساعدات الخارجية لتمويل مشروعات القضاء علي الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة، استنادا إلي مبادئ الشراكة، وليس المشروطية.
 
وبالرغم من سيطرة أهداف الألفية للتنمية علي أجندة الدول المانحة، فقد برز العديد من الظواهر التي أدت إلي استدعاء "الأمن" كأولوية في أجندة المساعدات الخارجية، ومنها بروز "الدول الفاشلة" غير القادرة علي أداء وظائفها الأساسية، مثل الصومال وهايتي، وتصاعد ظاهرة الإرهاب علي أجندة السياسة الأمريكية، خاصة مع غزو أفغانستان (2001) والعراق (2003)، وعسكرة الإغاثة لمواجهة الكوارث الإنسانية، مثلما الحال مع المساعدات الأمريكية إلي ليبيريا في مواجهة مرض الإيبولا، من خلال إقامة مستشفيات عسكرية ميدانية.

رابط دائم: