مصير الشتات الفلسطيني بعد موجات اللجوء السوري
10-1-2017

أشرف ميلاد
* محام وباحث في مجال اللاجئين‮.
لا شك في أن القضية الفلسطينية هي أهم قضية في الوجدان العربي، بل هي من بعض المنظورات قضية مفتاحية لأي تطور أو استقلال فعلي في المنطقة العربية‮. ‬من هذا المنطلق، يجب أن ندرك مدي فداحة أن يخفت الاهتمام بها،  وبقضية اللاجئين الفلسطينيين، وحق العودة الذي يمثل عصب القضية الفلسطينية، والذي يصطدم بالضرورة مع بناء المستوطنات الصهيونية‮.‬
 
المفارقة هي أننا أصبحنا أيضا نواجه سيلا جارفا من اللاجئين العرب‮ (‬سوريين‮  ‬عراقيين‮  ‬ليبين‮)  ‬بشكل يمكن وصفه بالدراماتيكي‮  ‬بل هي الدراما الكبري في الألفية الثالثة، وذلك عقب ثورات الربيع العربي‮. ‬وقد أدي ذلك فعلا‮  ‬إلي تراجع الاهتمام بمأساة الشعب الفلسطيني دبلوماسيا وإعلاميا وفي المنتديات الدولية‮.‬
 
ولكي نحاول التعرف أكثر علي سبب هذا التراجع، يكفي أن نعرف أن تعداد اللاجئين الذين فروا من الحرب الأهلية في سوريا فقط، وفقا لآخر إحصائية لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين في‮ ‬7‮ ‬نوفمبر‮ ‬2016‮(‬1‮)‬، يقترب من الخمسة ملايين لاجئ‮(‬2‮)‬، بخلاف من نزحوا إلي أماكن أخري داخل الأراضي السورية‮. ‬ويقترب هذا العدد من تعداد اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، حيث قدرت وكالة‮ ‬غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين‮ (‬الأونروا‮) ‬في يونيو‮ ‬2016‮ ‬عددهم بخمسة ملايين ومئة ألف لاجئ‮(‬3‮). ‬ورغم التأكيد المتكرر علي أن القضية الفلسطينية لا يجوز اختصارها في أنها قضية لاجئين، فهي ليست قضية شتات يبحث عن مأوي، بل هي قضية حق شعب في أرضه‮. ‬إلا أن نطاق هذا البحث الموجز سيقتصر فقط علي قضية اللاجئين الفلسطينيين، بوصفها قضية سياسية، وقانونية، وإنسانية، وأيضا وقبل أي شيء قضية وطن لا يزال مستعمرا حتي الربع الأول من الألفية الثالثة في عمر الحضارات الحديثة‮.‬

رابط دائم: