تركيا : نحو توجهات خارجية أكثر براجماتية
29-9-2016

كرم سعيد
* مساعد رئيس تحرير مجلة الديمقراطية
كشفت الإجراءات التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري الفاشل، عن أن البلاد باتت أمام مرحلة جديدة، ليس فقط في محاصرة التوجهات العلمانية، أو تغيير بنية النظام عسكريا، وأمنيا، وسياسيا، وإنما علي صعيد تحديد أولويات السياسة الخارجية تجاه عدد لا بأس به من القوي الدولية والإقليمية من هنا، تأتي أهمية السعي إلي فهم تحولات السياسة الخارجية التركية بعد محاولة انقلاب 15 يوليو الماضي، لاسيما أنه وقع في وقت كانت فيه أنقرة قد بدأت بالفعل إعادة تطبيع علاقاتها مع روسيا وإسرائيل، والتهدئة مع محيطها الإقليمي الناظر إلي تركيا، عقب الانقلاب الفاشل، يكتشف تحولات مهمة تجاه الخارج. وتنطلق الرؤية التركية خارجيا من مرتكز المصلحة فبرغم الخطاب القيمي والتصالحي الذي تبنته أنقرة بشأن علاقاتها القلقة مع بعض الدول، تبقي البرجماتية هي العامل الرئيسي الحاكم. وكان بارزا، هنا، استقبال أنقرة في 3 أغسطس الماضي ثوربيون ياجلاند، الأمين العام لمجلس أوروبا، وتراجعها عن اتهام واشنطن بالمساعدة في تدبير الانقلاب، قبيل زيارة نائب الرئيس الأمريكي لأنقرة في 24 أغسطس الماضي، فضلا عن حدوث انفراجة في علاقاتها مع دول الإقليم.

رابط دائم: