فرص الحل السياسي في اليمن ومقتضياته
29-9-2016


*
لا يزال اليمن، منذ فبراير 2011 وحتي اليوم، يراوح مكانه بين مسار سياسي متعثر بلا أفق واضح للحل السلمي، وارتباك عسكري تتداخل فيه المعارك والمواجهات دون حسم علي الأرض. يصاحب ذلك تفاقم حجم المعاناة الإنسانية لملايين اليمنيين، الأمر الذي ينذر بانضمام اليمن إلي دول الأزمات المستعصية
 
أولا- معوقات التسوية السلمية:
 
من الصعوبة بمكان إرجاع تعثرات التسوية السياسية إلي جانب أو عامل واحد دون النظر إلي الجوانب أو العوامل الأخري. وعليه، يمكن التمييز بين مجموعتين من العوامل التي تحول دون التوصل للتسوية المنشودة، وهي:
 
المجموعة الأولي: ترتبط بالداخل اليمني، سواء تعلق ذلك بطبيعة الصراع وسماته، أو بمواقف أطرافه، وذلك علي النحو الآتي:
 
1- تعددية أطراف الصراع وتنوعها، رغم ما قد يبدو من أن الصراع في اليمن هو صراع ثنائي بين قوات الشرعية وحلفائها من جانب، والانقلابيين (الحوثيون والرئيس المخلوع علي صالح) من جانب آخر إلا أن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك، إذ يدور الصراع بين قوي متعددة ذات توجهات وأجندات متنوعة، بما أدي إلي اتساع مساحة التباين، وبالتالي هشاشة التحالفات داخل كل جانب. فعلي سبيل المثال، لا يمتلك التحالف الحوثي مع صالح أسسا حقيقية للاستمرار إلا مواجهة الأعداء المشتركة، في حين أن أجندتهما ومصالحهما متعارضة. يدلل علي ذلك الموقف الذي اتخذه الحوثيون بعيدا عن الرئيس صالح  في مارس 2016، والذي تم بمقتضاه إجراء مباحثات بين الطرفين، أسفرت عن توقيعهما هدنة لوقف اطلاق النار، وتبادل الأسري. علي الجانب الآخر، تتشكل القوي الداعمة للشرعية من خليط غير متجانس لا يجمعه إلا محاربة الحوثيين

رابط دائم: