مستقبل تنظيم "القاعدة" بعد انفصال "جبهة النصرة"
29-9-2016

‬عمرو منصور
* ‬باحث مصري متخصص في شئون الدراسات الإسلامية‮.‬
لم يكن انفصال "جبهة النصرة" عن تنظيم "القاعدة" مثيرا للجدل بالقدر الذي أثارته الموافقة  "الهادئة" التي أبداها أيمن الظواهري، زعيم التنظيم، علي هذا القرار، مما فتح المجال للنقاش حول الظروف التي يعيشها التنظيم، وعلاقتها بموافقته علي الانفصال من جهة، والدوافع التي حركت الجبهة السورية لاتخاذ قرارها، ومدي تأثيره في مستقبل التنظيم من جهة أخري
 
أولا- أسباب الأزمة الحالية لتنظيم "القاعدة":
 
1- غياب الكاريزما:
 
أدي افتقاد أيمن الظواهري، زعيم تنظيم "القاعدة"، الشخصية الكاريزمية، بخلاف سلفه بن لادن، إلي فقدان التنظيم القدرة علي الحفاظ علي الأنصار، واستقطاب آخرين جدد في وقت مر فيه بأوضاع صعبة، جراء توالي الضربات الخارجية، سواء علي قيادته المركزية، أو علي أفرعه، والتي حجمت من قدرات التنظيم العملياتية، وأفقدت هذه الأفرع الكثير من الأراضي التي تسيطر عليها ورغم كل هذا، بدت خطابات الظواهري ضعيفة، لاسيما في الفترة الأخيرة، ومنها رسالته إلي شباب جماعة الإخوان المسلمين في مصر "من يحمي المصحف" رسائل مختصرة لأمة منتصرة". فالظواهري يظهر وكأنه شيخ يعطي درسا في مسجد، أو سياسي كهل يشرح خبراته لبعض تلاميذه، وليس كمنظر لتنظيم بحجم "القاعدة" يعتمد علي لهجة الخطاب القوي. وحتي كلمته الصوتية الأخيرة لسنة العراق "الله الله في العراق"، المنشورة في 25 أغسطس 2016، بدا خطابه فيها نمطيا مستهلكا، ولعل هذا ما يفسر لماذا باتت خطابات الظواهري لا تحظي بأهمية علي صعيد وسائل الإعلام.

رابط دائم: