الأزمات العربية‮ .. ‬وسيناريوهات الخريطة الجديدة
28-6-2016

د. مصطفى علوي
* أستاذ العلوم السياسية،‮ ‬كلية الاقتصاد والعلوم السياسية،‮ ‬جامعة القاهرة‮.‬
مع بداية هذا العام‮ ‬2016،‮ ‬كان قد مر قرن كامل علي اتفاق سايكس-بيكو الذي رسم سرا خريطة الشرق الأوسط،‮ ‬عند بدء انهيار الدولة العثمانية،‮ ‬وتحولها إلي الرجل المريض في المنطقة‮.‬
 
ولقد كان سايكس-بيكو اتفاقا بريطانيا‮ - ‬فرنسيا، وإن كان في البداية بريطانيا‮ - ‬فرنسيا‮ - ‬روسيا‮. ‬لكن الجانب الروسي لم يعد جزءا من الاتفاق بعد اندلاع الثورة الماركسية البلشيفية في عام‮ ‬1917،‮ ‬وتحول قادة الثورة، وعلي رأسهم لينين، إلي الاهتمام بالشأن الداخلي السوفيتي، وتثبيت هيكل السلطة الجديدة في موسكو‮. ‬كانت اتفاقية سايكس-بيكو قد ابرمت سرا بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو، والدبلوماسي البريطاني مارك سايكس، وذلك في عام‮ ‬‭.‬1916‮ ‬وتم تبادل وثائق التفاهم بين وزارات الخارجية الفرنسية في باريس، والبريطانية في لندن،‮ ‬والروسية في موسكو‮. ‬غير أنه لم يكشف عن الاتفاقية إلا عندما وصل الشيوعيون إلي سدة الحكم في روسيا عام‮ ‬1917،‮ ‬والتي تغير اسمها إلي الاتحاد السوفيتي حتي ديسمبر عام‮ ‬‭.‬1991‮ ‬ورغم أن سايكس-بيكو كشف عنها النقاب في‮ ‬1917،‮ ‬فإن تفاصيل ما تضمنته من مؤامرة علي العرب لم تتضح إلا بعد توقيع اتفاق سان ريمو في عام‮ ‬1920،‮ ‬أي بعد أربع سنوات من توقيع سايكس-بيكو‮.‬
 
وقد ترجمت مؤامرة سايكس-بيكو علي أرض الواقع بسيطرة، أو استيلاء، بريطانيا وفرنسا علي منطقة الهلال الخصيب،‮ ‬والمشرق العربي، والتي تضم سوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين، التي منحت لليهود في وعد بلفور عام‮ ‬1917،‮ ‬أي بعد عام واحد من سايكس-بيكو، وكذلك العراق، ودول الخليج، عدا المملكة العربية السعودية‮.‬

رابط دائم: